صداقة العمر.. لا يمكن أن يمحوها الزمن أو تغيرها الأيام أو يؤثر أي تباعد أو وشايات.. بعكس الصداقات العابرة التي تقوم علي مصالح أو للتقرب من السلطة أو صانع القرار.. فإنها مؤقتة تزول بمجرد انتفاء الغرض الذي قامت من أجله هذه الصداقة. ودائماً يشكو البعض ممن كان لديهم صداقات كثيرة.. من جفاء هؤلاء الأصدقاء الذين امتنعوا حتي عن التحدث تليفونياً.. وكم من الشخصيات البارزة التي كانت التليفونات تدق باستمرار.. ثم تلاشت هذه المكالمات وأصيبت التليفونات بالصمم بعد أن امتنع المتحدثون القدامي عن الاتصالات.. وهذا ما حدث فعلاً مع رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مسز تاتشر التي كانت تتألم كثيراً من عدم اتصال أحد بها. هذه الحقائق إذا أدركها البعض خاصة من هم في السلطة.. لن يحزنوا علي مثل هذه الصداقات الزائفة.. والحقيقة التي أدركت هذا الفرق بين زملاء ارتبطت بصداقات معهم.. ولكن مع تقدم السن.. والبعد عن المسئولين أصبحوا لا يعرفون أي طريق لإظهار أي ود أو صداقة حتي لو كانت عابرة. أما صداقة العمر فهي شيء آخر لها ثقلها ولها وزنها.. وقد ارتبطت بهذه الصداقة مع الزميل الكبير محمد فوده شفاه الله وعافاه من محنة المرض.. التي ألمت به منذ ارتبطنا في الستينيات وكان هو في جريدة الجمهورية وأنا في المساء.. ونحن الاثنان تجمعنا مؤسسة واحدة.. وكنا نسعي لتعديل مرتباتنا بعد صدور لائحة جديدة علي ما أتذكر.. ومنذ هذا التاريخ ونحن علي اتصال بعضنا البعض إلي أن فرقتنا الأيام والتحق هو بعمل صحفي آخر في اليمن.. حيث تخرج علي يديه الكثيرون من الصحفيين الذين أصبحوا مشهورين في اليمن.. وعندما عاد استعان به الأستاذ سمير رجب وكان رئيساً لتحرير المساء.. فلم يكن في الجريدة في ذلك الوقت مدير تحرير.. وهكذا بدأ فوده عمله في المساء.. ومضت الأيام والسنون وصداقتنا تكبر وتتعمق.. وعملت معه في العدد الأسبوعي.. وكنت استنير برأيه حتي في كتاباتي الخاصة أو في أي نشاط خارجي. هو واحد من رعيل الكتاب والصحفيين المحترمين لا يحمل غلاً ولا حقداً لأحد.. يريد الخير للجميع والمساعدة أيضاً للجميع.. مكتبه كان مفتوحاً لكل الزملاء.. الذين يريدون تحيته والذين لديهم مشكلة أو شكوي يريدون حلها. المهم.. اكتب هذه الكلمات ودعائي إلي الله تعالي أن يسبغ عليه نعمة الشفاء.. فهو جالس حالياً تحت سيطرة الأجهزة في المستشفي.. والله عنده العفو وعنده الشفاء. ** حكاية الكونتيننتال ** أخيراً وبعد أكثر من 25 سنة بدأ هدم فندق الكونتيننتال بميدان الأوبرا.. أقول بعد أكثر من 25 سنة لأنني حضرت في ذلك الوقت احتفالاً ضخماً في فندق شيراتون المطار للإعلان عن هدم هذا الفندق وإقامة مجمع سياحي ضخم فخم مكانه.. وقد كانت كل التقارير تشير إلي أنه آيل للسقوط.. وقد شاهدنا في ذلك الوقت "ماكيت" كبيراً به كل المحتويات التي سيكون عليه الفندق بعد تطويره. ورغم أن المشروع كان مهماً إلا أن آليات التنفيذ كانت مفقودة.. فلم يتحدث وزير السياحة أيامها فؤاد سلطان أو رئيس مجلس إدارة الشركة المالكة له وهي شركة حكومية عن أسلوب التنفيذ.. وكيف سيمكن اقناع مستأجري المحلات التجارية سواء في الفندق أو الممر بالإخلاء.. وارتفعت أصوات كثيرة تطالب بالتعويضات لإخلاء المحلات ويبدو أن المسئولين قد غاب عن ذهنهم دفع تعويضات في حين أنه كان يمكن دفع مبالغ متواضعة مقارنة بما يمكن دفعه الآن.. ولجأت الشركة إلي القضاء ومرت سنوات دون أن يتحرك موضوع الكونتيننتال ويبقي الوضع كما هو عليه إلي أن أصدر مجلس الوزراء قراراً بهدمه حرصاً علي أرواح الناس.. وهل الهدم سيكون للفندق فقط أو للمحلات التجارية أيضاً وكذلك للممر. وأعتقد أن هذا الفندق وما يحتويه من أقسام إدارية وتجارية في حاجة إلي الهدم وإعادة البناء.. واعتقد أيضاً أن المصلحة العامة تقضي بأن يكون صرحاً سياحياً عملاقاً واعتقد كذلك أنه يمكن أن يكون من فئة السبعة نجوم وبالمناسبة فإن هذا الفندق شهد في عام 1925 اجتماعاً لمجلس النواب المصري الذي تقرر حله بعد ساعات من افتتاحه.. فقد كانت الحكومة قد أشاعت أن مرشحها توفيق نسيم باشا قد اكتسح في الانتخابات وبالتالي سيكون رئيس مجلس النواب ولكن عند الجلسة الافتتاحية للمجلس فوجئ الملك فؤاد وزيوار باشا رئيس الوزراء بأن رئيس المجلس هو سعد زغلول مرشح الوفد.. وهنا ثار الملك وقرر حل المجلس وهنا غضب النواب وقرروا عقد جلستهم في فندق الكونتيننتال بعد أن أغلقت الشرطة أبواب المجلس. ** الخوف من الكلاب الضالة ** الناس تتساءل ماذا يفعلون وقد تكاثرت الكلاب الضالة في الشوارع بصورة خطيرة.. وقد أصبحت شرسة ومقلقة للراحة ومثيرة للذعر.. هل الحكومة لديها أموال فائضة لكي تشتري مصل داء الكلب. والسؤال لمن يلجأ الناس لمكافحة توحش الكلاب الضالة.. زمان كانت الشرطة تقوم بصيدها ثم التصرف فيها بعد ذلك بعيداً عن العيون ولكن الآن لا نعرف من المسئول هل هي وزارة الداخلية أم وزارة البيئة أم المحليات. ثم لماذا هذا التقاعس الغريب عن مكافحتها هل هناك من يمنع هذه المكافحة؟ أم أن هناك هيئات "حقوق الكلاب" وتمنع اغتيالهم أو صيدهم.. بصراحة مشكلة الكلاب الضالة زادت عن حدها وأصبحت خطيرة للغاية.. وأصبح الرعب يسيطر علي الجميع من كلاب الشوارع. هل هناك من يدلنا علي من تقع مسئولية مكافحتها حتي نرجوه ونتوسل إليه لاتخاذ الإجراءات المنوطة به للقضاء عليها وكفاية كلاب البيوت.