يقولون في الأمثال الشعبية "الإنسان.. سيرة" تأتي نتيجة تصرفاته في الحياة وتنعكس عليه في الفراق.. وإذا أردت التعرف علي هذه الشخصيات الطيبة.. العاقلة.. الحكيمة تراها قد انعكست في جنازة وعزاء الصديق.. والزميل خالد العشري الذي وافته المنية وخطفه الموت فجأة في لحظة وهو في مقتبل عمره الذي تجاوز الخامسة والخمسين وفي قمة نضجه وتألقه واكتمال خبرته من سلوك فريد مع الجميع والذي انعكس علي عمله الصحفي وفي مجال النقد الرياضي. تميز الفقيد خالد العشري بالاعتزاز بنفسه وشخصيته الذكية وحرصه علي اتقانه في عمله الذي اكتسبه من إخلاصه الذي تعلمه من مدرسة المساء الرياضية علي مدي أكثر من ثلاثين عاماً حيث التحق بالزميلة الكورة والملاعب في مطلع الثمانينيات ثم انتقل للمساء في بداية التسعينيات بناء علي رغبته واكتساب مزيد من الخبرات وارتفاع نسبة علاقته الواسعة في المجتمع المصري والصحفي والرياضي علي وجه الخصوص حتي خلق لنفسه مجتمعاً يتواصل معه من الأسرة الرياضية في جميع المجالات والأماكن في الصحافة والإعلام الرياضي. وقد لاحظت ذلك شخصياً وأنا أتابع جنازته وعزاءه وكم الحضور إلي المسجد لتشييع الجنازة التي شارك فيها المئات من صنوف المجتمع من الصحفيين الرياضيين وأسرته من أبناء بلدته ببيلا بكفر الشيخ وزملائه من أسرة المساء وكذلك الكثيرون الذين لحقوا بالجنازة من أحباء الفقيد ثم ما كان بالأمس في قاعة نفس المسجد حيث أقيم العزاء الذي توافد عليه العشرات والمئات تطبيقاً للمثل الذي ذكرته في البداية "الإنسان سيرة" حتي بدت المنطقة المحيطة بقاعة المسجد كأنها مظاهرة حب ووداع لشخصية عظيمة مثل المرحوم خالد العشري.. ضمت الأسرة الرياضية في مصر من جميع أركانها. امتدت علاقتي بالفقيد منذ بداية خطواته في الصحافة الرياضية سواء في الكورة والملاعب أو عندما طلب مني شخصياً الانتقال للعمل بالمساء لنظرته الواسعة في العمل بصحيفة يومية هي الأولي في مجال الرياضة والصحافة المسائية منذ تأسيسها عام 1956 وكان ذلك بانتقاله للعمل بها مع بداية التسعينيات ومن يومها وأنا وكل من تعامل معه يري فيه النبوغ المبكر والشخصية المستقلة حتي أصبح أخيراً أحد قادة القسم الرياضي ليشارك زملاءه في مطبخ إخراج صفحات الرياضة يومياً. إلي أن جاء الخبر الحزين المفاجئ لوفاة شخصية جديرة بالاحترام والتقدير من كل أسرة المساء والوسط الرياضي والإعلام ووقع كالصاعقة علي الجميع ليكون رحيله خسارة كبيرة لصاحب فكر وتقدير من الجميع.. رحمة الله عليك صديقي وزميلي العشري وإنا لله وإنا إليه راجعون إلي أن نلقاك في جنة الخلد مع الصديقين والشهداء.