علي الرغم من المقولة التي تؤكد أن الرواية هي سيدة المشهد الإبداعي. وأننا نعيش زمن الرواية. فإن انشطة معرض القاهرة الدولي للكتاب تشير إلي أن القصيدة الشعرية تحظي بالمكانة الأهم بين أنشطة المعرض. وكما تقول الأرقام فإن عدد الشعراء الذين يلقون قصائدهم في المعرض بلغ حوالي 250 شاعراً. بينما يخفت صوت أمسيات السرد. ممثلاً في القصة والرواية. ولو في قراءة فصل في رواية. أو قصة قصيرة جداً وطرح ما يقرأ للنقد الذي يشارك فيه النقاد وجمهور المعرض. هذا الأمر في رأي الناقد شوقي عبدالحميد ارضاء لأسماء بعينها. كل واحد من الشعراء يقول قصيدته ويغادر. لا يستمع للشعراء الآخرين السؤال هو: كيف يتابع المرء ثلاث أمسيات شعرية في اليوم الواحد؟ ولماذا لا توجد أمسيات للسرد؟ القول بأن القصة تناقش نقدياً فذلك ما يحدث مع الشعر. بل إن القصة الومضة بمحدودية مساحتها تستحق أن تقدم. وتناقش حتي لا تقتصر مشاركة رواد الندوات علي طلب الراحة بعد عناء اللف والدوران علي مخيمات المعرض. ويذهب الروائي مصطفي نصر إلي أنه منذ سنوات قليلة كانت الكتب الدينية. هي الأعلي مبيعاً لكن الرواية الآن اصبحت اكثر رواجاً ولذلك اسباب لا داعي لذكرها ومناقشتها الآن. وأدي هذا إلي أن الكثير من الشعراء. هجروا الشعر واهتموا اكثر بكتابة الرواية وكتابة النقد للروايات والمجموعات القصصية وأنا لست شاعراً لكنني غير سعيد لما حدث للشعر. فهو الاقرب إلي قلبي فمازلنا نتغني به ونستشهد به في احاديثنا وكتاباتنا. اتمني أن يظهر شاعر في قامة شوقي وصلاح عبدالصبور وأمل دنقل. وبيرم وصلاح جاهين والابنودي في شعر العامية. شاعر لديه موهبة شعرية تقارب موهبة مصطفي حسين في الرسم فهذا هو المسلك الويحد لكي يعود للشعر أهميته ومكانته. وقد لجأ بعض الشعراء للنواحي الإدارية. لكي يعوضوا ما فاتهم من شهرة وأهمية في الشعر. ففي الإسكندرية مثلاً تجد أن الشعراء هم الذين يسيطرون علي النواحي الادارية في النوادي الثقافية الحكومية والخاصة. وهذا جعل الاهتمام اكثر بالشعر والشعراء في ندوات معرض الكتاب لهذا العام فمعظم الندوات تناقش دواوين الشعر. ومعظم الامسيات الثقافية لإلقاء الشعر من باب أن المتلقي يجد صعوبة في تلقي القصص. ويري القاص اشرف خليل أنه كان يجب مراجعة الندوات التي تقام علي هامش المعرض بواسطة لجنة متخصصة. تتسم بالموضوعية وعلي درجة من الحيدة والنزاهة. حتي تخرج الندوات بشكل يغطي كل الأجناس الأدبية من قصة ورواية وشعر ومسرح وترجمة ونقد. وأزعم أن هناك مجاملات تتحكم في نوعية المادة المقدمة في الندوات. سواء كانت شعر أو نثرا. وواضح أن هناك تحيزاً شديداً للشعر والشعراء علي حساب السرد. وأري أن هذا لا يليق بمعرض دولي له تاريخ طويل وعريق. وفي تقدير الروائي أحمد طوسون أن الامر يتعلق بالبحث عن الجمهور وإرضاء اكبر عدد ممكن من الأدباء. وليس وفق سياسة ورؤية واضحة خاصة بالقائمين علي تنظيم الفعاليات المصاحبة للمعرض. فالأمسية الواحدة يشارك فيها عدد لا حصر له من الشعراء ضمنوا في الأقل حضور المشاركين. وللأسف نفس الندوات والاسماء تطرح كل عام. دون خطة واضحة. وهو ما ادي إلي انصراف الجمهور عن متابعة الندوات. وتجاهل اسماء لها حضورها. ولو فكر القائمون علي أمر المعرض في تقليص عدد الندوات كما والاهتمام بالكيف بطرح موضوعات تهم القطاع الاكبر في المجتمع وقضاياه. لو حدث ذلك فسيختلف المردود. وأري أنه ينبغي ألا يشارك المثقف في الندوات الرسمية للمعرض عامين متتالين. لإفساح المجال لتنوع المشاركين. وعدم الاقتصار علي اسماء بعينها تتكرر كل عام. وفي الحقيقة أنا ضد أية أمسية شعرية يشارك فيها أكثر من ثلاثة شعراء. ما يحدث في الندوات العشرينية والثلاثينية امتهان للشعر. وليس احتفاء به!. وفي المقابل من هذه الآراء يشير د.مدحت الجيار إلي أن هناك اكثر من عشرين ندوة لمناقشة الرواية والقصة القصيرة أنا اشارك في أربع ندوات في الرواية اضافة إلي ندوات عن الفنون التشكيلية والموسيقي والغناء التنوع مطلوب وهناك توازن في عرض الأنشطة.