افتتح الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة، والمستشار محمد عطا عباس محافظ الإسكندرية ورافقهما د. أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب, معرض الإسكندرية للكتاب الذي تقيمه الهيئة في الفترة من 20 فبراير وحتي 1 مارس، تحت عنوان «إسكندرية.. الإبداع والثورة» في الأزاريطة علي مسرح عبدالوهاب، ويشارك في المعرض 60 دار نشر، ويضم أكثر من 5000 عنوان من أحدث إصدارات الهيئة، منها الأعمال الكاملة للشاعر جمال بخيت مع أسطوانات سي دي بصوته، و«مارك شاجال» لثروت عكاشة وغيرها. قرر «عرب» خلال الافتتاح أن يجوب معرض الكتاب كل محافظات جنوب مصر ومدن الدلتا، مضيفاً أننا في أشد الحاجة إلي القراءة والوعي، وأن مهمتنا تتأصل في توصيل الكتاب إلي القارئ, وأن طريقنا الآن يجب أن هو إحداث حالة من الحراك الثقافي من خلال إقامة مجموعة من هذه المعارض المتنقلة. وقد أعرب د. أحمد مجاهد عن سعادته بانتقال المعرض من القاهرة إلي الإسكندرية، مؤكداً أن الاسكندرية هي عاصمة الفن والثقافة في مصر.. وكان من المقرر أن تكون الأمسية الشعرية الأولي للشاعر جمال بخيت، وفي ذلك قال مجاهد: إن أسباب اختيار بخيت كثيرة حيث أصدرت الهيئة الأعمال الكاملة له في 9 دواوين وتوفيرها بأسعار زهيدة.. وأضاف مجاهد أن هيئة الكتاب ما زالت تمثل صمام الأمان الذي يضمن توثيق أعمال كبار المبدعين في مصر وتوفيرها للقارئ العادي. ثم بدأت الأمسية الأولي للمعرض، التي تضمنت عدة قصائد لبخيت منها قصيدة «تعرف تتكلم بلدي»، و«مسحراتي العرب مش باقي مني»، و«واحد اتنين سرجي مرجي» التي أهداها إلي شهداء الثورة، و«حصة تلاوة»، و«شباك النبي»، و«الولد الأكبر»، واختتم الأمسية «بدين أبوهم». وفي ثاني الأمسيات الشعرية لمعرض الإسكندرية للكتاب شارك فيها كوكبة من شعراء الإسكندرية.. وقد بدأت الأمسية بالشاعر رأفت رشوان وألقي عدداً من قصائده العامية ومنها «حلم السندسية»، و«فوق ترابك»، و«عينان».. وثاني اللقاءات الشعرية كان مع الشاعرة أمينة عبدالله وألقت بمجموعة من قصائدها بدأتها بقصيدة «بيان من الحجاج بن يوسف». أما الشاعر مفرح كريم فقال «أحبك دوت كوم».. كما شارك الشاعر منتصر عبدالموجود الذي بدأ مشاركته بقصيدة بعنوان «خطوط متقاطعة»، والشاعرة سهير المصادفة التي ألقت عدداً من قصائدها ومنها «حلم الفتيات»، وشارك أيضاً الشاعر العراقي الكبير عيذاب الركابي بعدد من قصائده القصيرة، وكان ختام الأمسية مع الشاعر التونسي المتميز «كمال العيادي» الذي استهل قصائده بقصيدة باللهجة التونسية، وهي المرة الأولي التي يلقي فيها تلك القصيدة في الإسكندرية وألقي بقصيدة أخري بعنوان «ليس للربيع علامة» ثم اختتم الأمسية بمقاطع منها «وصية». جاء ضمن فعاليات المعرض عدة ندوات، كان من بينها ندوة آفاق النشر الإلكتروني وأزمة الكتاب وندوة إسكندرية في عيون الأدب العالمي وندوة الجوائز الأدبية قضايا وآفاق. وقد طالب أدباء الإسكندرية خلال ندوة «الجوائز الأدبية قضايا وآفاق» بوضع معايير جديدة لجوائز الدولة، كما أجمع المشاركون علي عدد من التوصيات التي يتمنون أن تصل إلي المسئولين عن جوائز الدولة وتتمثل في ضرورة وضع معايير واضحة وشفافة سواء فيما يتعلق بتشكيل اللجان وضرورة تغييرها كل عام في ضوء معايير موضوعية لاختيار أعضاء تلك اللجان وأن تتضمن تلك اللجان عدداً أكبر من النقاد والمبدعين الشباب، والتوسع أيضاً في عدد الجوائز، خاصة التشجيعية التي تهدف إلي تشجيع المبدعين الشبان مع تحديد سن أقصي للحاصلين عليها، وكذلك استحداث جائزة جديدة لإبداع المرأة، والكشف عن أسباب الحصول علي الجائزة لأي عمل أدبي بمنتهي الشفافية وشارك فيها هناء عبدالهادي، وأحمد أبوزهرة، ومني سالم التي تحدثت معبرة عن أملها في التعامل بأمانة وموضوعية مع جوائز الدولة إنصافاً للمبدعين والكتاب.. وقالت: شهد هذا العام بداية تعاملي مع محاولة التقدم لجوائز الدولة وبالتحديد جائزة الدولة التشجيعية، مشيرة إلي توفير الكتاب وفرص النشر بما يتناسب مع إمكانات القارئ وموهبة وقدرات الكاتب الذي يعاني كثيراً حتي يظهر عمله إلي النور، ولقد عانيت كثيراً من أجل الحصول علي فرصة النشر وبالذات في المؤسسات الحكومية وأخيراً حصلت علي فرصتي في النشر وأنتوي التقدم للجائزة في المسابقة القادمة. وقال أحمد أبوزهرة: إنه قد يختلف في وجهة نظره مع ما طرحته مني سالم وقال إن الإشكالية الأساسية تكمن في مدي الثقة في جوائز الدولة فهل تمنح الجائزة للأعمال الجيدة أم الأعمال الناجحة أم لأسباب أخري قد ترتبط باسم الكاتب أو لأسباب أخري ترتبط بقيمة العمل الأدبي.. وقالت هناء عبدالهادي: إن المصداقية والشفافية تقتضي من القائمين علي جوائز الدولة أن يعلنوا عن أسباب الحصول علي الجائزة وحيثياتها وليس اسم الفائز فحسب. وتحت عنوان «الرواية والقصة القصيرة وثيقة الصلة بثورات الربيع العربي» دارت إحدي ندوات المعرض، وشارك فيها الكاتب شوقي بدر يوسف والقاص عبدالفتاح مرسي، والقاصة إيمان يوسف وأدارتها د. دينا عبدالسلام. وقال شوقي بدر: إن الرواية العربية أسهمت بشكل كبير في تدشين إرهاصات الثورة مثل رواية «عودة الروح» للأديب الكبير توفيق الحكيم التي علق عليها جمال عبدالناصر قائلاً: «إن هذه الرواية الهمت الثوار في 1952»، وكذلك ثلاثية نجيب محفوظ، بالإضافة إلي الأعمال التي وثقت لهزيمة 67 وذلك يعني أن هناك علاقة وطيدة بين الأعمال الأدبية والسرد وبين ما يجري علي أرض الواقع من أحداث، وثورة يناير أيضاً تنبأ بها الكثير من الأدباء خلال أعمالهم. وقال عبدالفتاح مرسي: القصة القصيرة منذ نشأتها ومراحل تطورها وأهم ملامحها وخصائصها بدأت في أوروبا كفن ينشر بالصحف ومع تولي محمد علي الحكم وظهور حركة السفر والبعثات إلي أوروبا ظهرت الصحف في مصر علي نفس النحو، ويعد محمود طاهر لاشين من أهم الكتاب الذين أسهموا في نشأة الفن القصصي الذي طوره فيما بعد الرائد يحيي حقي ويوسف إدريس اللذان أسهما بحق في تطوير فن القصة والتعبير عن آلام وآمال الطبقة الوسطي مما أدي إلي زيادة تعبيرها عن المجتمع. وتحدثت إيمان يوسف عن العلاقة بين القصة والرواية وثورات الربيع العربي ودور الكاتب والمثقف، وقالت: إن العلاقة بين الثورة وبين ثورة الاتصالات والإنترنت وعالم الفضائيات التي أدت الي شعور الشباب بالصدمة عندما رأوا ما يطلعون عليه في هذه القرية الكونية والسماوات المفتوحة وبين ما يعانونه من إحباط في ظل نظام فاسد وهذا ما يدعو الكاتب والمثقف إلي القيام بدوره ورسالته في نقد ذاته ومجتمعه وحكامه ومقاومة الظلم والقمع حتي يمكن للوطن أن يتجاوز محنته. وتحت عنوان «حرية التعبير والسرد» دارت إحدي ندوات المعرض وشارك في الندوة الكتاب السكندريون داليا عبدالحافظ، ومنير عتيبة، وهبة فاروق، وخالد السروجي، وأدارتها الدكتورة والروائية سهير المصادفة، حيث قالت: إننا في لحظة سياسية متحركة لا نعرف ماذا ينتظر المشهد الأدبي، وأشارت «المصادفة» إلي أن الإبداع قد تعرض إلي طعنات بداية من طه حسين وحتي نجيب محفوظ، وأضافت أن المشاركين اليوم سيتحدثون حول رؤيتهم لحدود حرية التعبير ومخاوفهم فيما بعد، وأضافت أن الأدب يحتاج إلي سقف رقابة أعلي بكثير والواقع الأدبي يحتاج للقراء، ولا نتعرض الي رقابة واحدة وإنما رقابات شتي كرقابة الكاتب علي نفسه ورقابة القارئ علي القارئ ، والكتاب الكبار لا يقبلون النقد، وقد اعترض يوسف إدريس عندما حصل نجيب محفوظ علي نوبل. وقالت داليا عبدالحافظ: هناك خوف الآن علي حرية الابداع لوصول تيار معين الي السلطة ولكن تاريخ الأدب لدينا مر بأشياء كثيرة وعقليتنا اختلفت الآن وكذلك ظروفنا فهي مختلفة، ونستطيع ان ندافع عن حرية التعبير، وجميع الحكام الذين جاءوا إلي مصر أرادوا فرض افكارهم علي الشعب، وأخطر طريق لنشر فكر معين هو طريق الدين، وبعض هذه الافكار يتم نشرها عن طريق سبل أخري وكثيرة، المشكلة لدينا اننا كمجتمعات نصنع رقابة ذاتية علي انفسنا بشكل غريب جدا لدرجة ان الكاتب والقارئ يدخلان في عراك لأن القارئ يخلط بين ما يكتبه الكاتب وبين الواقع، وأحيانا يكتب الكاتب علي هوي القارئ، والمشكلة أيضا في التوجهات كأن تكون جائزة لها توجهات محددة، واعتقد أنه في ظل الانفتاح الموجود سنحرر أنفسنا من التوجه الواحد. وأضافت هبة فاروق: العالم الادبي رحب وهذا في حد ذاته يعطي فرصة للابداع، والحدود متواجدة منذ ان يولد الانسان حتي موته والحدود متنوعة ومتفرقة في اتجاهات كثيرة وليس الدين فقط، واكثر الحدود ارهاقا هي التي يضعها الكاتب علي نفسه، وعن تجربتي كأنثي اعبر عن الهامي ومن المؤكد ان اتعرض للنقد فيما اكتبه، ونواجه مشكلة مع النقاد لانه يتعرض للسئ فقط او غير المناسب فنيا، ورقابة القارئ ايضا افكر فيها هل سيقبله ام لا او سيفهمه او لا وهذا يعوق الكاتب في ابداعه، وعن السياسة بالنسبة لي لست متمرسة سياسة وبعد ثورة يناير اصبح الجميع يتحدث في السياسة والسياسة تعوق الكاتب او تعوقني انا شخصيا لاني لا اريد التعرض لمشاكل واعتقد ان هذه المشكلة تكون في البدايات ولكن اعتقد انه مع الخبرة سيزول هذا العائق ولكن من الصعب ان اصل لمرحلة عدم الخوف من التعرض للمشاكل السياسية لما رأيته من ما حدث مع اصدقاء. ويجب ان يكتب الكاتب ما يراه لانه لو لم يكتب قناعاته الشخصية فلن يصل الي الناس.