دلالات قرآنية الفرق بين فعل "استطاعوا" و "اسطاعوا" وفعل "تسطع" و"تستطع" في سورة الكهف. فمَا اسْطَاعُوا أَن يَظهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لهُ نَقْبَاً "الكهف: 97". زيادة التاء في فعل استطاع تجعل الفعل مناسبًا للحث وزيادة المبني في اللغة تفيد زيادة المعني. والصعود علي السدّ أهون من إحداث نقب فيه لأن السدّ قد صنعه ذو القرنين من زبر الحديد والنحاس المذاب لذا استخدم اسطاعوا" مع الصعود علي السد. و"استطاعوا" مع النقب" فحذف مع الحدث الخفيف أي الصعود علي السد ولم يحذف مع الحدث الشاق الطويل بل أعطاه أطول صيغة له. وكذلك فإن الصعود علي السدّ يتطلّب زمنًا أقصر من إحداث النقب فيه فحذف من الفعل وقصّر منه ليجانس النطق الزمني الذي يتطلبه كل حدث. أما عدم الحذف في قوله تعالي "َقالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْني وَبَيِنكَ سَأُنَبِّئُكَ بتَأْويل مَا لمْ تَسْتَطِع عَلَيْهِ صَبْرًا "78" وحذف التاء في الآية "َ ذلِكَ تَأْوِيل مَا لمْ تَسْطِع عَليْهِ صَبْرًا "82" لأن المقام في الآية الأولي مقام شرح وإيضاح وتبيين فلم يحذف من الفعل. أما في الآية الثانية فهي في مقام مفارقة ولم يتكلم بعدها الخضر بكلمة وفارق موسي عليه السلام فاقتضي الحذف من الفعل. من لطائف العرب يحكي أن أبا الأسود الدؤلي قال:إذا أردت أن تقهر عالما. فأحضره جاهلا. وقالوا: لا معيبة أعظم من الجهل. ولا صاحب أخذل منه. وقالوا: لا مصيبة أعظم من الجهل. وقالوا: الجهل في القلب كالأكلة في الجسد. وقال وهب بن منبه: يقال إن الجاهل إذا تكلم فضحه عيبه. وإذا سكت فضحه جهله. لا علم نفسه يغنيه. ولا علم غيره ينفعه. إن قال لم يُحسن. وإن قيل له لم يفقه. وذمَّ أعرابي رجلاً.فقال: إن أعرضت عنه اغتم. وإن أقبلت عليه اغتر. وإن حلمت عليه جهل عليك. وإن جهلت عليه حلم عليك. فائدة نحوية الإعراب: الإعراب هو العلامة التي تقع في آخر الكلمة وتحدد موقعها من الجملة؛ أي: تحدد وظيفتها فيها. وهذه العلامة لا بد أن يتسبب فيها عامل معين. ولما كان موقع الكلمة يتغير حسب المعني المراد كما تتغير العوامل. فإن علامة الإعراب تتغير كذلك. ففي جملة "ذهب محمد إلي المدينة صباحا" نري أن كلمة "محمد" مرفوعة بالضمة. وهي علامة إعرابها التي دلت علي موقعها أو وظيفتها وهي كونها فاعلا. فكلمة "محمد" هي المعرب. والفعل "ذهب" هو العامل. والضمة علامة الإعراب. وكذلك كلمة "المدينة" اسم مجرور بالكسرة. فهو معرب. والعامل هو الحرف "إلي". والكسرة علامة الإعراب. وكلمة "صباحا" ظرف منصوب بالفتحة. فهي اسم معرب. والعامل فيه هو الفعل "ذهب". والفتحة علامة الإعراب. وكل اسم من هذه الأسماء المعربة معمول للعامل الذي عمل فيه الإعراب. فالإعراب -إذن- له أركان لا بد أن تكون محيطا بها عند إعرابك الكلمة. وهي: 1- عامل: وهو الذي يجلب العلامة. 2- معمول: وهو الكلمة التي تقع في آخرها العلامة. 3- موقع: وهو الذي يحدد معني الكلمة -أي وظيفتها- مثل الفاعلية والمفعولية والظرفية وغيرها. 4- علامة: وهي التي ترمز إلي كل موقع علي ما تعرفه في أبواب النحو. أخطاء شائعة يقولون : هذا البئر عميق . والصواب : هذه البئر عميقةى ؛ لأن كلمة بئر مؤنثة . قال تعالي : "وبئر معطلة وقصر مشيد" " الحج : "45" يقولون أخذ عليه يمينًا غليظاً . والصواب : يمينًا غليظة أو مغلظة ؛ لأن اليمين مؤنثة. يقولون : فوضتُ فلاناً بالأمر . والصواب : فوضتُ الأمرَ إلي فلان ؛ لأن الفعل فوَّضَ يتبعه حرف الجر " إلي " قال تعالي:" وأفوضُ أمري إلي الله " "غافر "44".