تتعرض قلاع صناعة الدواجن بالغربية لهزات عنيف بسبب تفشي مرض أنفلونزا الطيور حيث التحصينات واللقاحات المغشوشة والفاسدة بدليل نفوق آلاف الدواجن رغم تحصينها قبل نفوقها بساعات قليلة. وحين نطلق علي أماكن في الغربية لفظ قلاع صناعة الدواجن فإن ذلك لا يأتي من فراغ فقرية "برما" التابعة لمركز طنطا تعد واحدة من أكبر مراكز صناعة الدواجن في مصر حيث يعمل جميع أهالي القرية في هذه الصناعة أباً عن جد ويتوارثونها جيلاً بعد جيل. كما أن مركز بسيون يعد أيضاً معقلاً من معاقل الثروة الداجنة خاصة قري كفر سيدي سالم وكفر عسكر وجناج وشبراتنا وأطلقوا علي هذه القري قلعة البروتين الأبيض حيث يعمل سكانها في هذه الصناعة أيضاً منذ قديم الأزل وتنتج 30% من بيض المائدة في مصر وهي محط ومهبط المربين وتجار الدواجن والبيض من جميع محافظات الجمهورية. يقول محمود السعيد علي أحد المدربين وصاحب مزرعة لتربية الدواجن بقرية برما إن هذه الصناعة المهمة والرئيسية في غذاء الشعب المصري أصبحت تحتضر الآن بعد أن دخلت مرحلة الخطر بالفعل أمام نفوق آلاف الدواجن داخل المزارع بسبب انتشار فيروسات أنفلونزا الطيور وهو ما أدي إلي نفوق ما يقرب من 50% من دواجن التسمين وتراجع معدل انخفاض إنتاج البيض من 90% إلي حوالي 8% وهو ما أدي لحدوث خسائر فادحة لأصحاب المزارع والمربين. أرجع حدوث ذلك إلي انتشار فيروس "نيوكاسل" وبعض الفيروسات الأخري مثل H.9 وH.5 داخل المزارع الخاصة بالدواجن وهو ما تسبب في هذه الكارثة. أشار إلي أن فيروس نيوكاسل تحديداً يصيب الدواجن في مزارع التسمين وهي في عمر يتراوح ما بين 25 و30 يوماً أي قبل بدء عملية تسويقها مباشرة وهو ما ألحق خسائر فادحة بالمربين وأصحاب المزارع موضحاً أن السبب في حدوث هذه الكارثة يعود للتحصينات الفاسدة والمغشوشة والدليل علي ذلك أن الدجاجة قبل التحصين تكون حالتها جيدة لكن بعد تحصينها مباشرة يتم نفوقها وهي ظاهرة غريبة وتؤكد أن اللقاحات والتحصينات مغشوشة ومصنوعة تحت بير السلم نتيجة غياب الرقابة من جانب الحكومة. واختتم حديثه قائلاً إن صناعة وإنتاج الثروة الداجنة تحتضر رغم أنها تعتبر أحد الأركان الرئيسية في الاقتصاد المصري في ظل استمرار تجاهل الدولة والحكومة للمشاكل والأزمات التي تمر بها حالياً بعد أن وصل نسبة الخسائر هذه الأيام لأعلي نسبة واتهم الطب البيطري بعدم أداء دوره لأنه لا يعرف أي معلومات عن مزارع الدواجن وطالب بسرعة تدخل الدولة لإنقاذ صناعة وإنتاج الثروة الداجنة قبل فوات الأوان. بينما عبدالصمد عبدالحكيم صاحب مزرعة دواجن بمركز بسيون ناشد الدولة والحكومة بتحرك سريع وعاجل لانقاذ واحدة من أهم الصناعات الرئيسية التي يعتمد عليها الشعب المصري في جزء كبير من غذائيه. أكد صاحب المزرعة للأسف الشديد صناعة وتربية الدواجن أصبحت تلفظ أنفاسها الأخيرة هذه الأيام بعد أن وصلت نسبة الخسائر لأعلي نسبة في تاريخ الصناعة. بينما يؤكد محمد المهدي صاحب إحدي مزارع الدواجن بالغربية بأنه في الوقت الذي تعاني فيه صناعة الدواجن من أزمات خطيرة نتيجة ارتفاع أسعار العلف كالذرة الصفراء التي تدخل في تصنيع العلف ويتم استيرادها من الخارج إلا أننا نجد أنفسنا كل عام في مثل هذا التوقيت أمام ما يسمي بمرض أنفلونزا الطيور والذي لم يعد يجدي معه أي تحصينات والتي تبين أنها فاسدة ومغشوشة هذا بالإضافة لتجاهل مسئولي الطب البيطري للأزمة وكأن الأمر لا يعنيهم بينما يتعرض أصحاب المزارع والمربون لخسائر مادية فادحة وهو ما تسبب في موت صناعة وتربية الدواجن إكلينيكياً بعد أن فقد الطب البيطري دوره في محاربة أنفلونزا الطيور. في نفس الوقت أكد الدكتور را مي صلاح طبيب بيطري بالغربية بأنه فوجئ بشكاوي من بعض المربين وأصحاب مزارع الدواجن بنفوق أعداد كبيرة من الدواجن رغم تحصينها وذلك نتيجة الإصابة بأنفلونزا الطيور وانخفاض درجات الحرارة مؤخراً وهو ما يؤكد وجود عيب في هذه التحصينات وقد أكدت بعض التحاليل وجود ثلاثة أنواع من الفيروسات وهي HG وIB ونيوكاسل مشيراً إلي أن هذه الفيروسات حتي لو اجتمعت فإنها لا يمكن أن تسبب نفوق هذه الأعداد الكبيرة من الدواجن مرة واحدة ولا يمكن أن تتعدي نسبة النفوق في حجم أي مزرعة سوي 25% في أقصي الحالات. أضاف أنه بات واضحاً بأنه يبدو أن يكون هناك فيروس جديد قد ظهر هذا الموسم وهو ما يتسبب في نفوق هذه الأعداد الكبيرة من الدواجن. كما أشار إلي أن ما يحدث يرجع لعدم وجود أمن حيوي داخل المزارع خاصة وان الفيروسات الثلاثة السابقة لا يمكن أن تتسبب في نفوق هذه الأعداد الهائلة من الدواجن. أضاف أن هناك إهمالاً في بعض المزارع والتي تكون مجرد عشش لا يتوافر فيها وسائل الأمان الحيوي هذا بالإضافة لانتشار فيروسات كثيرة حالياً في مصر ولابد من إجراء تحليلات دقيقة لمعرفة والتوصل إلي الفيروس الذي تسبب في نفوق هذه الأعداد الهائلة من الدواجن. وأشار إلي أنه للأسف الشديد فقد انتشر في الآونة الأخيرة العديد من المعامل التي يديرها غير متخصصين ومؤهلين علمياً وهو ما يجعل معظم نتائج التحليلات غير دقيقة وهو ما أصبح يتطلب من الدولة سرعة التصدي لهذه المعامل مؤكداً أن في مصر علماء ومعامل تحاليل علي أعلي المستويات ويجب تفعيل دورها بشكل ايجابي. من جانبه أكد الدكتور حاتم كمال مدير مديرية الطب البيطري بالغربية أن هناك خطة لمواجهة الأمراض الموسمية للحفاظ علي الثروة الحيوانية وذلك من خلال توفير التحصينات واللقاحات للوقاية سواء من مرض أنفلونزا الطيور أو الحمي القلاعية. بينما أكد الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة بالغربية أن المديرية استعدت لمواجهة اكتشاف أي بؤر أو حالات يتم اكتشافها لسرعة التعامل معها فوراً كما تم تجهيز ثلاث سيارات مجهزة للعمل كعيادات متنقلة علي أن تتواجد بديوان مديرية الشئون الصحية كما تم توفير عقار تاميفلو في جميع المستشفيات والصيدليات.