بعد فترة من السكون والهدوء في أزمة منع الطائرات القطرية من عبور أجواء 4 دول عربية هي مصر والامارات والمملكة العربية السعودية والبحرين وذلك في اطار دعم الدوحة للإرهاب .. عادت الازمة للظهور من جديد لتطل برأسها تلك المرة في الاجواء الخليجية وذلك بعد ان أعلنت الامارات أنها ستقدم شكوي لمنظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو" للتحقيق في اقتراب مقاتلات قطرية علي مسافة ثلاثة كيلومترات من طائرتي ركاب إماراتيتين كانتا في طريقهما إلي البحرين وهو ما يعد تطورا خطيرا في الازمة. أكدت الإمارات أن الانتهاكات القطرية بحق الطائرات الاماراتية تصرف ممنهج يعرض حياة المدنيين للخطر . مشددة علي أن ردها سيكون متزناً وقانونياً . ومحذرة من أن هذه الحوادث كان بإمكانها أن تؤدي إلي كارثة تطول حياة المدنيين. وَتمثل تصعيدا غير مسئول في الأجواء السياسية التي تخلقها قطر عبر أزمتها كما بثت الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتي بيانات الرادار التي تؤكد واقعة اعتراض مقاتلتين قطريتين لطائرتين مدنيتين تتبعان لدولة الإمارات العربية المتحدة. مما يؤكد العمل العدائي القطري. وأظهرت بيانات الرادار التابع لمركز الشيخ زايد للملاحة الجوية كيفية اعتراض الطائرتين الحربيتين التابعتين لقطر الطائرتين الإماراتيتين اللتين كانتا في طريقهما إلي مملكة البحرين. ونوهت الهيئة الاماراتية بأن الرحلات الجوية المغادرة من مطارات دولة الإمارات العربية المتحدة والمتوجهة إلي مطار البحرين الدولي تتبع مسارات جوية معتمدة من قبل منظمات الطيران المدني الدولي وتلك المسارات منشورة في الخرائط ودليل معلومات الطيران في كلا الدولتين. وأظهرالرادار أنه في الخامس عشر من يناير عام 2018 وفي تمام الساعة التاسعة و57 دقيقة بالتوقيت المحلي. أقلعت طائرة إماراتية من مطار دبي الدولي متجهة إلي مطار البحرين الدولي علي المسار الدولي "699 UP" وعلي متنها 213 راكبا في رحلة اعتيادية يومية مجدولة ومستوفية جميع شروط وتصاريح الطيران. وفي الساعة العاشرة و32 دقيقة وأثناء اقتراب الطائرة من مطار البحرين الدولي وبدء مرحلة الهبوط لاحظ مركز الملاحة الجوية في البحرين اقتراب طائرتين قطريتين برمزي تعريف (2344) و"2345" وتبين فيما بعد أنهما كانتا طائرتين مقاتلتين مع العلم بأنهما لم تكونا علي اتصال بمركز الملاحة الجوية في البحرين. وبحسب الهيئة يتضح من تعديل مسار الطائرتين المقاتلتين وزيادة كبيرة في سرعتيهما وجود نية كبيرة لاعتراض الطائرة الإماراتية المدنية بالرغم من توفر بيانات الرحلة لدي الهيئة العامة للطيران المدني في دولة قطر. اضافت الهيئة ان الطائرتين المقاتلتين القطريتين اعترضتا مسار الطائرة الإماراتية والاقتراب منها بمسافة 2.3 ميل وارتفاع 1400 قدم وهو ما أجبر مركز الملاحة الجوية في البحرين علي التدخل الفوري والطلب من الطائرة الإماراتية التوقف عن الهبوط علي ارتفاع 10 آلاف قدم. وذكرت الهيئة أنه في نفس اليوم أقلعت طائرة إماراتية أخري من مطار أبو ظبي الدولي متجهة إلي مطار البحرين الدولي وعلي متنها 85 راكبا في رحلة اعتيادية يومية مجدولة ومستوفية جميع شروط وتصاريح الطيران بين البلدين. وتكرر معها نفس السيناريو ففي نحو الساعة الحادية عشرة وخمس دقائق قامت الطائرتان الحربيتان القطريتان اللتان تحملان نفس رموز التعريف باعتراض الطائرة الإماراتية من جهات مختلفة بمسافة 3.2 ميل وارتفاع 300 قدم. وذكرت الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات إن هذه الأعمال العدوانية الخطيرة وغير المسبوقة علي الطائرات المدنية التي تحمل الركاب تشكل تصعيدا خطيرا علي حركة الملاحة الجوية في المنطقة وخرقا واضحا لاتفاقية شيكاغو لعام 1944 وملحقاتها من جانبه اكد شريف فتحي. وزير الطيران المدني. أن اعتراض الرحلات التجارية المدنية معروفة المسار والحاصلة علي الموافقات والتصاريح المطلوبة. هو تصرف غير مبرر وفيه خطر شديد علي أمن وسلامة الملاحة الجوية. وقال فتحي إن ما حدث للطائرتين التابعتين للامارات يمثل خرقا للاتفاقات والأعراف الدولية بل والقيم الإنسانية. لأنه يعرض أرواح المسافرين والأبرياء للخطر. ولدولة الإمارات الشقيقة الحق في اعتراضها علي هذا الخرق بالسبل القانونية ومصر سوف تدعمها في ذلك. ازمة الاجواء العربية ترجع منذ عدة شهور وتحديدا في الخامس من شهر يونيو الماضي الذي أصدرت فيه سلطات الطيران المدني في مصر والسعودية والإماراتوالبحرين قرارا بوقف جميع الرحلات الجوية بينها وبين قطر وغلق اجواء تلك الدول امام الطائرات القطرية المسجلة بالطيران المدني القطري. وفي خطوة غريبة ومستفزة دعا أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية وقتها المنظمة الدولية للطيران المدني لإعلان عدم قانونية إغلاق مصر والسعودية والإماراتوالبحرين لمجالهم الجوي أمام الطيران القطري منتقداً إجراءات الدول الأربعة. وزعم الباكر استناده الي ادلة وأسانيد قانونية للاعتراض علي إغلاق الدول الاربعة أجواءها أمام الطيران القطري داعياً المنظمة الدولية للتدخل بقوة في هذا الأمر وإعلان هذا الحظر إجراء غير قانوني وكان الرد سريعا من جانب مصر حيث أكدت سلطة الطيران المدني علي التزامها التام بمواد واحكام اتفاقية الطيران المدني الدولي تحت مسمي "اتفاقية شيكاغو 1944 " والاتفاقيات الاخري ذات الصلة بما يضمن سلامة الطيران المدني الدولي واستمرار تدفق وانسيابية الحركة الجوية الدولية فوق الاجواء المصرية. كما اكدت سلطة الطيران المدني علي احتفاظ مصر في حقها السيادي الذي يكفله لها القانون الدولي باتخاذ اية تدابير احترازية لحماية امنها الوطني اذا اقتضت الضرورة الي ذلك .. مشيرة الي انها ملتزمة بالقرارات الدولية الخاصة بمكافحة الارهاب وامن الطيران وعلي رأسها قرار مجلس الامن رقم 2309 الذي اتخذه مجلس الامن في جلسته 7775 التي عقدت في 22 سبتمبر عام 2016 اضافت سلطة الطيران المدني انها تمارس حقها في فرض مزيد من الإجراءات التي من شأنها ضمان أمن وسلامة أجوائها السيادية من أي تهديد أو مخاطر وفقا للقوانين والاتفاقيات التي تنظم حركة الملاحة الجوية فوق أجوائها. وفي نفس الوقت أصدرت هيئة الطيران المدني في كل من الإمارات والسعودية والبحرين بيانات للتأكيد علي قانونية وسلامة موقفها. وإيذاء هذا الموقف المتشابك وبناءً علي الشكوي المقدمة من دولة قطر وفقاً للمادة 54 "ن" من اتفاقية الطيران المدني الدولي "شيكاغو 1944". التي تمنح الدول الأعضاء الحق ببحث أي مسألة تتعلق بالاتفاقية عقدت المنظمة الدولية للطيران المدني "ايكاو " اجتماعات الجلسة الاستثنائية بمونتريال بكندا بمشاركة وفود 189 دولة الأعضاء في المنظمة الدولية اوائل اغسطس الماضي وكانت المفاجأة حيث تلقت قطر صفعة جديدة بعد أن رفضت المنظمة الدولية للطيران المدني إيكاو الطلب القطري بإدانة مصر والسعودية والإماراتوالبحرين لعدم السماح للطائرات القطرية بالهبوط فيها أو عبور أجوائها. والاعجب أن منظمة ايكاو أشادت بجهود الدول الأربعة لسلامة أجواء المنطقة..مشيرة الي أن وفود كل من مصر والسعوديه والاماراتوالبحرين قدمت ورقة عمل مشتركة تضمنت الإجراءات التي تم اتخاذها خلال الاسابيع الماضيه بالتعاون مع مكتب الإيكاو الإقليمي بالقاهرة من أجل تعزير السلامة الجوية فوق المياه الدولية بإقليم الشرق الأوسط. والتي تضمنت فتح ثمانية مسارات جوية اضافية للطائرات القطرية ورفض واحد لتخفيف الضغط علي المسارات الحالية فوق المياه الدولية وتدعيم سلامه الطيران. كما لاقت ورقة العمل المشتركة التي قدمتها كل من مصر والامارات والسعودية والبحرين استحساناً وقبولاًَ من أعضاء ايكاو الذين أشادوا بروح التعاون بين دول المنطقة علي المستوي الفني في الطيران المدني. وكان اللافت للنظر هو نجاح مصر الذي مثلها وفد رفيع المستوي برئاسة شريف فتحي وزير الطيران المدني في توصيف الوضع بصفة قانونية حيث رفضت واعترضت علي محاولات تسييس ماتم من اجراءات .. مشددا علي ضروره الالتزام بالجانب الفني الذي عقدت الجلسه في اطاره وهو ما لاقي ايضا استحسانا من جانب "ايكاو" لتعلن قانونية الدول الاربعة وسلامة موقفهم القانوني والفني ولتخرج قطر خالية الوفاض ويعود الوفد القطري من مونتريال بكندا متوجها الي الدوحة فائزا بخفي حنين وخاسرا قضيته المزعومة. من ناحية اخري أظهر تقرير صادر عن مركز للطيران "CAPA أن إلغاء الخطوط الجوية القطرية رحلاتها إلي السعودية والإماراتوالبحرين ومصر ادي إلي تراجع إيراداتها بأكثر من 10%. بسبب ان السعودية والإمارات تعدان أكبر سوقين لديها. كانت الخطوط الجوية القطرية قد ألغت جميع رحلاتها إلي الدول العربية الأربع البالغ متوسطها 55 رحلة يوميا .. وتعد السعودية والإمارات أكبر سوقين بالنسبة لقطر من ناحية المقاعد المتوفرة وخسارة الأسواق الأربعة ادي إلي تراجع الإيرادات لتكون بذلك الدوحة الخاسر الاكبر في الازمة.