"شعب مصر.. هو البطل" انها كلمة حق وصدق أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسي في مؤتمر حكاية وطن الذي بدأ فعالياته مساء الأربعاء الماضي واستمر حتي أمس. التعبير يجعل العقل الباطن يسترجع ذكريات ووقائع تؤكد عزيمة الشعب التي لا تلين لتحقيق آماله وأحلامه مهما كانت الصعوبات والتحديات. ففي عام 1956 نجح باقتدار في قهر العدوان الثلاثي الذي استهدف بلادنا وهزم جيوش ثلاث دول انجلترا وفرنسا وإسرائيل وحاولت ايقاف مسيرة الثورة علي الاستعمار. وفي معركة بناء السد العالي هزم كل الضغوط وشروط البنك الدولي المجحفة وقام ببناء السيد للحماية من اخطار الفيضانات وتأمين احتياجات البلاد من الماء عند الظروف الصعبة.. وأصبح السد الذي كان حلما فخاطرا فاحتمالا حقيقة لا خيالا بسواعد المصريين وتهاوت أمام عزيمتهم كل المحاولات المغرضة للتقليل من شأنه أو قيمته. كما تمكن هذا الشعب البطل من تحرير الأرض التي تم احتلالها بعد نكسة 1967 وحقق انتصار أكتوبر 1973 علي الجيش الذي قالوا عنه انه لا يقهر. وهو الانتصار الذي شهد به العالم أجمع.. وكانت كل القوي المتربصة بنا تتصور ان هذا الشعب لن تقوم له قائمة وأنه اصبح جثة هامدة.. فإذا به يفاجيء العالم بمعركة عسكرية مازالت تدرس في معاهد الاستراتيجية العسكرية حتي اليوم لاستيعاب الدروس التي قدمتها في التلاحم بين كل الأجهزة وعبور اصعب مانع مائي وتحطيم خط بارليف الاسطورة. واليوم ومنذ عام 2011 وهو يحقق ثمرة حلم صاغه بعزيمة وتحد.. ونجح باقتدار في اجهاض كل مخططات تقسيمه وبث الفتن بين صفوفه وثار علي من حاول سلب ارادته وآماله واختطاف وطنه وسرقة هويته. تصدي لمخطط الشرق الأوسط الكبير الذي تم الترويج له عبر أمريكا لتكون لإسرائيل اليد الطولي في المنطقة.. ولم تنجح معه دعاوي الفوضي الخلاقة وجره لمعارك داخلية تصبح فيها الدماء أنهارا بين أبناء الشعب الواحد مثلما حدث ويحدث الآن في سوريا واليمن وليبيا ومن قبلهم العراق التي عصفت بها الحروب والانقسامات كثيرا. استعصي الشعب علي محاولات التقسيم والتشرذم التي تخدم قوي الاستعمار القديم الجديد واطماع الاستيطان في المنطقة ونوازع قوي اقليمية وتحالفات مخابراتية للسيطرة والهيمنة علي المقدرات العربية التي خسرت أكثر من 900 مليار دولار وحوالي 4.1 مليون قتيل منذ 2011 حتي الآن. اصطف الشعب حول القائد الذي استدعاه لانقاذه من مخطط مظلم ثم اعداده بدقة.. وهب في مهمة مقدسة للانقاذ والحفاظ علي الحاضر والمستقبل. رأينا مشاريع عملاقة تنطلق علي أرض الواقع لاعادة البناء وتحقيق التنمية وتوفير احتياجات المواطنين في كل المجالات طرق يتم شقها ومدن جديدة تقام وملايين الشقق للإسكان الاجتماعي واضافة طاقة كهربائية توازي 12 ضعفا من قدرة السد العالي لتشغيل المصانع الحالية والمستقبلية ولنقول وداعا لانقطاع التيار وهي النغمة التي كانت سارية من قبل بالاضافة إلي اقامة الآلاف من المزارع السمكية والصوب الزراعية واستصلاح مليون ونصف مليون فدان جديدة لتوفير الغذاء بدلا من الاستيراد. بلغ ما تم انجازه 11 ألف مشروع في 4 سنوات بتكلفة بلغت 2 تريليون جنيه.. حقا انه شعب جبار لا يعرف المستحيل.. صحيح انه يعاني من مشاكل اقتصادية صعبة لكنه عرف الطريق للتغلب علي هذه المشاكل لتوفير حياة آمنة للجيل الحالي وأجيال المستقبل. لم يغفل الشعب عن المؤامرة التي كانت تصنع له.. وحرص علي تدعيم قدراته العسكرية حماية من عدوان أعداء الحياة والمسار المظلم الذي كانوا يريدوننا أن نسير فيه.. مسار الهدم لا البناء.. مسار تحطيم الدولة وهدم كل قواها. حقق الشعب مع قائده نهضة غير مسبوقة في التنمية وتحسين البنية التحتية والاستثمارية وزيادة الصادرات لتقليل الفجوة في الميزان التجاري والتغلب علي عجز الموازنة. اقتحم كل التحديات وواجه المشكلات التي تعترض تقدمه في مسارات متوازية لايجاد حلول عملية وواقعية بعيدا عن المسكنات حتي لا تعود الأوجاع ثانية أشد ايلاما وقسوة. عادت بلادنا من جديد القلب النابض للأمة العربية.. وصارت كلمتها مسموعة في كل المحافل الدولية.. انها مصرنا.. وشعبنا وقائدنا الذي نزكيه لفترة رئاسية جديدة حتي نستكمل معه ما بدأناه معا من مشوار صعب وطويل للبناء والتنمية والانطلاق حيث لم يعد أحد يستطيع أن يضغط علي مصر أو يؤثر علي مكانتها طالما كان المصريون متحدين.. كما قال الرئيس السيسي في كلمته بالمؤتمر. دعاء من القلب أن يوفقنا للخير دائما.. وأن يرد كيد الاعادي إلي نحورهم.. يارب آمين.