المقاولون العرب" تنتهي من طريق وكوبري ساكا لإنقاذ السكان بأوغندا"    خلايا رعدية وأمطار غزيرة.. الأرصاد تحذر من طقس الساعات المقبلة    حقيقة انتشار بطيخ مسرطن بمختلف الأسواق    السبت 27 أبريل 2024 ... نشرة أسعار الخضراوات والفاكهة مع بداية تعاملات اليوم    بعد رأس الحكمة وقرض الصندوق.. الفجوة التمويلية لمصر 28.5 مليار دولار    «اللتعبئة والإحصاء»: 192 ألفا و675 "توك توك" مرخص في مصر بنهاية عام 2023    السبت 27 أبريل 2024.. نشرة أسعار الحديد والأسمنت اليوم    محافظة القاهرة تشدد على الالتزام بالمواعيد الصيفية للمحال التجارية والمطاعم    رئيس جهاز العاصمة الإدارية يجتمع بممثلي الشركات المنفذة لحي "جاردن سيتي الجديدة"    قوات الاحتلال تقصف المناطق الغربية من خان يونس بالمسيرات    وزير الخارجية الأردني يقول إنه لا أفق حقيقيا حتى اللحظة لنهاية الحرب على غزة    حماس تتسلم رد إسرائيل بشأن الصفقة الجديدة    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب شرق تركيا    الإمارات تستقبل 25 من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان    حزب الله يعلن استشهاد 2 من مقاتليه في مواجهات مع الاحتلال    "أبعد من التأهل للنهائي".. 3 أهداف يسعى لها جوميز مع الزمالك من مواجهة دريمز؟    مواعيد مباريات اليوم السبت 27 أبريل 2024 والقنوات الناقلة    خالد بيبو: "لن أخفي كُرتين معي في مباراة الزمالك.. وهل أصبح الحق باطلا؟"    قبل 3 جولات من النهاية.. ماهي فرص "نانت مصطفى محمد" في البقاء بالدوري الفرنسي؟    أمطار تصل لحد السيول.. الأرصاد: استمرار التقلبات الجوية على المناطق الجنوبية اليوم    التحقيق في حريق التهم شقة بسيدي بشر شرق الإسكندرية |صور    وزير التعليم يصل محافظة الغربية لتفقد عدد من المدارس بالمحافظة    اليوم.. استئناف محاكمة المتهمين بقضية تنظيم القاعدة بكفر الشيخ    تفاصيل جريمة الأعضاء في شبرا الخيمة.. والد الطفل يكشف تفاصيل الواقعة الصادم    دينا فؤاد: «الاختيار» الأقرب لقلبي.. وتكريم السيسي لي «أجمل لحظات حياتي»    برج الثور.. نصيحة الفلك لمواليد 27 أبريل 2024    كيف أدَّى حديث عالم أزهري إلى انهيار الإعلامية ميار الببلاوي؟.. القصة كاملة    جلست القرفصاء أمام جمهور الإسكندرية، سلوى محمد علي تثير الغضب والنشطاء يكشفون السر    أول تعليق من أنغام مشاركتها في احتفالية ذكرى عيد تحرير سيناء    هيئة كبار العلماء: الالتزام بتصريح الحج شرعي وواجب    متى يحق للزوجة الامتناع عن زوجها؟.. أمين الفتوى يوضح    خبير أوبئة: مصر خالية من «شلل الأطفال» ببرامج تطعيمات مستمرة    وزارة الصحة: 3 تطعيمات مهمة للوقاية من الأمراض الصدرية    إطلاق قافلة طبية بالمجان لقرية الخطارة بالشرقية ضمن مبادرة حياة كريمة    سياسيون عن ورقة الدكتور محمد غنيم.. قلاش: خلاصة فكره وحرية الرأي والتعبير هي درة العقد.. النقاش: تحتاج حياة سياسية حقيقية.. وحزب العدل: نتمنى من الحكومة الجديدة تنفيذها في أقرب وقت    علي جمعة: الشكر يوجب على المسلم حسن السلوك مع الله    هتنام بسرعة| 4 آيات حل رباني لمن لا يستطيع النوم ليلاً.. داوم عليها    اليوم .. جهاز المنتخب يتابع مباريات الدوري    كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية    بعد قليل.. الحكم في اتهام مرتضى منصور بسب عمرو أديب    المتهم خان العهد وغدر، تفاصيل مجزرة جلسة الصلح في القوصية بأسيوط والتي راح ضحيتها 4 من أسرة واحدة    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    استقرار أسعار الذهب في بداية التعاملات يوم السبت 27 أبريل 2024    محمد جبران رئيسا للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب    "كنت ببعتله تحياتي".. كولر يكشف سر الورقة التي أعطاها ل رامي ربيعة أثناء مباراة مازيمبي    حكم الشرع في الإسراع أثناء أداء الصلاة.. دار الإفتاء تجيب    نتيجة انتخابات نادي القضاة بالمنيا.. عبد الجابر رئيسًا    لدورة جديدة.. فوز الدكتور أحمد فاضل نقيبًا لأطباء الأسنان بكفر الشيخ    عمل نفتخر به.. حسن الرداد يكشف تفاصيل مسلسل «محارب»    تصل للحبس 7 سنوات.. عقوبة القتل بحوادث الطرق    الأهلي ضد الترجي.. نهائي عربي بالرقم 18 في تاريخ دوري أبطال أفريقيا    الدكتور أحمد نبيل نقيبا لأطباء الأسنان ببني سويف    يسرا اللوزي تكشف سبب بكائها في آخر حلقة بمسلسل صلة رحم.. فيديو    تنفع غدا أو عشا .. طريقة عمل كفتة البطاطس    رسميا| الأهلي يمنح الترجي وصن داونز بطاقة التأهل ل كأس العالم للأندية 2025    السيسي محتفلا ب"عودة سيناء ناقصة لينا" : تحمي أمننا القومي برفض تهجير الفلسطينيين!!    تهاني شم النسيم 2024: إبداع في التعبير عن المحبة والفرح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كشف حساب الرئيس للمصريين
‫ 11 ألف مشروع جديد بتكلفة تريليونى جنيه خلال 4 سنوات 400 مليار جنيه استثمارات فى الإسكان والمياه والصرف.. وشبكة طرق بطول 7 آلاف كيلو متر

الرئيس يستعرض إنجازات وتحديات 4 سنوات فى مؤتمر «حكاية وطن»
* ارتفاع الأجور فى الموازنة إلى 230 مليار جنيه بنسبة 300٪ منذ 2011
* ‫معاش تكافل ارتفع 30٪ وعدد المستفيدين بلغ 2٫5 مليون أسرة فقيرة
* نجحنا فى حصار فيرس سى ومظلة العلاج شملت 1٫4 مليون مريض بتكلفة 3٫7 مليار جنيه
* 9 جامعات جديدة وارتفاع عدد الكليات إلى 450 والمستشفيات إلى 109
* إضافة 25 ألف ميجاوات توازى 12 ضعف قدرة السد العالى
* ‬ 245 ألف وحدة سكنية جديدة بتكلفة 32 مليار جنيه وجار تنفيذ 355 ألفا
* نواصل استصلاح 1٫5 مليون فدان ونستهدف وصولها إلى 4 ملايين
* رفضت نصائح إرجاء الإصلاحات إلى عهد رئاسى جديد حتى لا أخون أمانة المسئولية
* السيسى: راهنت على وعى الشعب وإدراكه لمصلحة بلاده وثقته فى إخلاص قيادته‬
* ارتفاع الاحتياطى النقدى إلى 37 مليار دولار ..وانخفاض العجز التجارى 20 مليارا

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن الشعب المصرى هو البطل الحقيقى فى مواجهة التحديات التى مرت وتمر بالدولة، مطالبا الحضور المشاركين فى مؤتمر »حكاية وطن« بالوقوف تقديرا واحتراما للشعب المصري، ومشيرا إلى أن أى رئيس لن يستطيع أن يقدم على أى خطوة إلا بالمصريين.
وقال الرئيس ، فى كلمته التى ألقاها خلال مؤتمر »حكاية وطن« ، : »لم يكن ليتحقق ما تحقق خلال السنوات الأربع الماضية من إنجازات إلا بالشعب المصري«، مشيرا إلى أن أى حكومة فى أى دولة كانت تحاول أن تقوم بإصلاح كان رد الفعل صعبا من شعبها، مستشهدا بردود فعل الشعوب فى الدول التى تحاول تطبيق إصلاحات حاليا.
وأكد الرئيس شعوره بالفخر الشديد فى أى مجلس من المجالس التى يلتقى خلالها بضيوف من خارج مصر، مشيرا إلى أنه يقول لهم :« إوعوا تفتكروا إنها حكايتى دى حكاية شعب مصر أصر على التقدم والنمو.. فالشرف كل الشرف والكرامة كل الكرامة والفضل كل الفضل لله سبحانه وتعالى وللمصريين«.
وأشار الرئيس قائلا :«والله العظيم طول ما أنتم صابرين مفيش حد هيسبقنا وطول ما المصريين متوحدين لن يستطيع أحد أن يقدر على مصر«.
وقال الرئيس إن المصريين استطاعوا بوعيهم العميق وببصيرتهم النافذة أن ينقذوا بلادهم من مسار مظلم تحيطه نذر اقتتال داخلى ومؤامرة تسعى لتفكيك دعائم الدولة وإفشالها وإنهاك مؤسساتها.
وأشار الرئيس إلى أنه منذ بدأ مسيرة العمل الوطنى منذ الثامن من يونيو عام 2014 كانت الرؤية واضحة فى ذهنه ومستمدة من آمال وتطلعات هذا الشعب الكريم وكان اختياره واضحا، حيث قرر أن يقتحم المشكلات ويواجه التحديات فى مسارات متوازية من أجل إيجاد حلول حقيقية لا ترتكز إلى الحلول الوقتية التى تؤدى إلى مزيد من التفاقم بعد حين.
وتطرق الرئيس إلى المشاريع التى تم تنفيذها ، مشيرا إلى أنه تم تنفيذ 11 ألف مشروع خلال أقل من 4 سنوات بتكلفة إجمالية بلغت 2 تريليون جنيه، كما كشف الرئيس عن زراعة 220 ألف فدان فى 30 يونيو 2018 لتصل بحلول نهاية 2018 أو منتصف 2019 إلى مليون فدان ، مشيرا إلى أن هذا المشروع ليس له علاقة بمشروع استصلاح مليون ونصف مليون فدان.
وحول الهجرة غير الشرعية، علق الرئيس قائلا إنه لم يخرج من حدود مصر قاربا واحدا فى هجرة غير شرعية منذ شهر سبتمبر الماضي.
وتطرق الرئيس أيضا إلى الإجراءات الإصلاحية القاسية التى اتخذتها الدولة، موجها تقديره واحترامه للسيدة المصرية التى تحملت هذه الإجراءات، قائلا :« موقف السيدة المصرية يجب أن يسجل..أنا عشمان فيهم لأنهم هيساعدونا«.
ومن جانب آخر ، أكد الرئيس أن الأجور زادت من 80 مليار جنيه خلال عام 2011 إلى 230 مليار جنيه هذا العام ، مشيرا إلى أنه لو تم استدانة 150 مليار جنيه بفائدة بسيطة ستكون خلال عام واحد 300 مليار جنيه. وأوضح أن الدولة تستدين تكلفة الأجور والمعاشات التى تزيد كل عام عن الآخر.
وأضاف أن الدولة ليس لديها خيار آخر سوى أن تحصل على تكلفة الأجور والمعاشات كديون عليها ، مطالبا المصريين بالعمل والصبر والتحمل.
وأكد أن ما قام به من إصلاحات اقتصادية كان أمرا حتميا ، مشيرا إلى أن أى خطوة أخرى غير ذلك كان سيعتبرها »خيانة« ، قائلا :« يعنى أنا عارف إنى هسيبها للى بعدى وهتخرب يبقى خنتكم وخنت المسئولية لمن سيأتى بعدي«.
وتطرق الرئيس إلى موعد تنفيذ الرفع الجزئى للدعم على الطاقة، قائلا :« تلقيت استشارات بتأجيل اتخاذ هذا القرار وإن الدنيا هتخرب فى 11 نوفمبر الماضى ولو كنت عملت كده كنت ضحكت على المصريين ..والحقيقة أقول للمصريين شرفتونى وأكرمتموني«.

وفيما يلى نص كلمة الرئيس:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة
أبناء شعب مصر العظيم،
نجتمع هنا اليوم .. ونحن على مشارف انتهاء فترة رئاسية .. أو فترة تكليفكم لى بمهمة قيادة هذا الوطن العزيز .. أو كما اعتبرتها مهمة انقاذ وطن.. والحفاظ على حاضره ومستقبله .. خضناها سويا وسط أجواء عاتية تعصف بالإقليم .. ودوامة من سقوط وانهيار لدول المنطقة.. وأخطار جسيمة تحيط بالوطن فى كل الاتجاهات.
وقبل أن نستعرض سويا ما حققناه وما أنجزناه .. فإنه من المحتم علينا أن نستعرض ما كان من تحديات تواجهنا .. فلكى نمتلك القدرة على رسم خارطة للمستقبل .. فإنه من الواجب علينا أن نستخلص الدرس والعبرة من الماضى .. ونقيم الواقع على أساس من الموضوعية والتجرد.
ولذلك فإننى أجد أنه من الواجب على .. أن أتقدم إليكم بكشف حساب فترتى الرئاسية .. فى كل مجالات العمل الوطنى .. من خلال جلسات للنقاش والحوار .. وتبادل الرؤى .. تتسم بالشفافية والمصارحة .. نستعرض خلالها التفاصيل والبيانات .. فى إطار عرض للأرقام والحقائق المجردة .. وتحليلها على أساس علمى وفني.
سنروى سويا »حكاية وطن« .. ما بين الرؤية والانجاز .. كيف كنا؟! .. كيف أصبحنا؟! .. وستكون الرواية رواية الصدق وحده ولا شيء سواه.
وأقول لكم الحق .. إن ما أنجزته الأمة المصرية العريقة على مدار الفترة السابقة .. إنما هو ثمرة لحلم .. صاغه هذا الشعب العظيم بعزيمة وتحد .. منذ أن قرر أن يثور على من حاول سلب آماله وتطلعاته .. واختطاف وطنه وسرقة هويته .. فكانت »حكاية الوطن« هى إرادة وإصرار أمة.
إنها رواية شعب عظيم .. استطاع فى أربع سنوات .. بتماسكه وتلاحمه ووحدته .. أن يقف صامدا .. متحديا التحدى ذاته .. واجتاز بقوته وصلابته أعتى المخاطر .. وقصة شعب عظيم رفض أن يخضع لغير إرادته الحرة .. أو أن يرضخ إلى مصير تأباه عزته وكرامته وشموخه.
أبناء الشعب المصرى العظيم ..
لقد استطاع المصريون بوعيهم العميق .. وببصيرتهم النافذة .. أن ينقذوا بلادهم من مسار مظلم .. تحيطه نذر اقتتال داخلى .. ومؤامرة تسعى لتفكيك دعائم الدولة ..وإفشالها .. وإنهاك مؤسساتها.
لقد وقف أبناء هذا الوطن العزيز بشجاعة ضد الإرهاب .. وبذلوا تضحيات هائلة فى معركتهم لإعادة الأمن والاستقرار ضد أعداء الحياة والإنسانية.
وكان فى صدارة هذه المعركة أبناؤنا من رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية .. والذى سيكتب التاريخ تضحياتهم وبطولاتهم بحروف من نور فى سجل النضال الوطنى المصري.
وعلى الجانب الآخر .. كان المصريون فى غمار معركة أخرى .. لا تقل شراسة أو نبلا عن معركة مواجهة الإرهاب .. وهى معركة بناء المستقبل .. وزراعة الأمل .. وإرساء أساس سليم متين .. لمستقبل هذا الجيل .. والأجيال المقبلة .. ووضعنا سويا حجر الأساس لمشروعنا الوطنى الهادف .. لبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة .. فى وطن حر ناهض .. بأيدى أبناء شعب كريم قوي.
الإخوة والأخوات ..
إن تاريخ الأمم ليس حلقات منفصلة .. أو جزرا منعزلة .. بل هو سياق متصل .. يزدهر بالنضال والانتصارات .. التى تولد من رحم الصمود والمعاناة .. وعلى الدوام كانت أمتنا أمة عظيمة .. صانعة للفخر والمجد.
ولكى نستطيع العبور للمستقبل .. علينا أن نقف وقفة حقيقية .. لنستخلص الدروس والعبر لما سبق .. ونوثق لما تحقق توثيقا حقيقيا .. ثم نرسم ملامح الطريق إلى المستقبل.
السيدات والسادة،
الحضور الكريم،
إن ما نحياه اليوم .. هو الناتج لما قمنا به بالأمس .. وعلى مدار خمسين عاما مضت .. تعرضت أمتنا لضربات عنيفة ومتتالية.
ودعونى أذكركم بتلك اللحظة .. التى كادت أن تنكسر فيها إرادتنا الوطنية.. حين تعرضت لعدوان آثم فى يونيو 1967 .. والذى ما زلنا حتى اليوم نعانى من آثاره وتداعياته.
ثم كان العبور للنصر فى أكتوبر .. والذى أعاد الكرامة الوطنية قبل الأرض .. وتوحدت الأمة العربية كلها تحت لواء النصر .. وما لبثت المنطقة أن تستقر .. حتى تفجرت الحرب العراقية الإيرانية .. التى امتدت على مدار ثمانى سنوات كاملة .. حصدت خلالها أرواح مئات الآلاف .. وأهلكت عشرات المليارات من الدولارات من أموال الشعبين .. وتأثرت الدول حولهما .. وراحت مقدرات الشعوب المجاورة فى صراع لا جدوى منه .. ولا طائل إلا الخراب والدمار.
ولم تكد الأمة أن تخرج من أتون هذه الحرب .. حتى تعرضت لهزة أكثر عنفا .. وجرحا أكثر عمقا .. حين فوجئنا جميعا بالغزو العراقى للكويت عام 1990 .. وعلى مدار عقدين من الزمان عصفت الحروب بالعراق .. وجرى ما جرى من تدمير لمقدرات الشعوب .. وإراقة لدماء الملايين .. وإهدار غير مسبوق للموارد العربية.
وقبل أن تتبدد سحب الحروب من سماء منطقتنا العربية .. حل عام 2011 بأحداث ألمت بالمنطقة .. انفجر خلالها الغضب المكنون فى الصدور .. وكانت الثورات طامحة للتغيير نحو الأفضل .. قبل أن تعتليها قوى الشر والظلام باسم الدين تارة .. وباسم الحرية والديمقراطية تارة أخرى .. ووجدت القوى صاحبة المخططات والأطماع فى الثروات والمقدرات العربية ضالتها فى انتفاضات الشعوب .. وما آلت إليه من وصول الجماعات حاضنة التطرف، وراعية الإرهاب إلى السلطة .. ووجدت الفرصة سانحة لإسقاط الدول العربية .. والإجهاز على مقدرات الأوطان .. وتفكيك أوصالها.
وكانت الخسائر الناجمة عن الأحداث التى شهدتها دول مثل سوريا، والعراق، وليبيا، واليمن هائلة وضخمة .. وقد حددت بعض التقديرات الدولية حجم هذه الخسائر بحوالى 900 مليار دولار فى البنية التحتية .. وخلفت أكثر من »مليون و 400 ألف« قتيل .. وأكثر من »15 مليون لاجئ«. ومن قبلهم كانت أفغانستان، والصومال، وما عانته من ويلات الحروب .. والاقتتال الداخلي.
إننى لا أتحدث عن مؤامرات متصلة .. ولكننى أنبه ... إلى أن الغفلة هى التى تصنع المؤامرة .. والضعف يبعث على العدوان .. والتفكيك والانقسام والتشرذم هى معاول الهدم .. التى نهديها بأيدينا لأعداء الأمة لتحقيق أطماعها.
السيدات والسادة،
إننى منذ أن بدأت ممارسة حياتى العملية والمهنية .. كنت أراقب مقدمات ما يجرى فى منطقتنا .. وأتابع عن كثب إرهاصات ما يحدث على أرض مصر خلال العقود الماضية.
وفى مرحلة معينة .. كنت قد توقعت مبكرا وأدركت أن مصر هى الهدف الرئيسى .. والجائزة الكبرى .. لمن أراد بهذه الأمة شرا.
وحين تنهض مصر وتستقر .. تنهض الأمة العربية بأسرها وتستقوي.. وتتوارى الدول من حولها إن هى توارت .. غير أن وعى هذا الشعب العظيم كان بالمرصاد لما يدبر لبلاده .. وكانت إرادة الله داعمة لمصر وللمصريين .. وظلت عنايته تظلل أرضها الطيبة التى تجلى بنوره عليها.
أبناء مصر الكرام ..
كنت أظن .. وليس كل الظن إثم .. أن نهاية مسيرتى المهنية لخدمة الوطن .. هى حين كنت وسط ممثلى فئات وطوائف المجتمع المصرى .. فى الثالث من يوليو عام 2013 منحازا .. ومعى رجال القوات المسلحة لإرادة شعبنا العظيم.
وكنت أعتبر أن قمة طموحى قد وصلت إليها .. حين توليت قيادة الجيش المصرى العريق.
وأشهد الله سبحانه وتعالى .. أننى ما كنت طالبا لمنصب أو سلطة .. ولا متطلعا لأى مهام أخرى بعد انتهاء مهمتى فى قيادة الجيش المصرى .. الذى أفخر بالانتماء إليه .. وأعتز بدوره الوطنى .. ولكننى لم أتردد أمام تكليفكم لى بالترشح لرئاسة الجمهورية .. وتوليت الأمانة .. وقررت أن أكون مواطنا مصريا اخترتموه للقيام بمهمة إنقاذ وطن .. وحماية أمة.
ومنذ اللحظة الأولى .. اخترت الصراحة طريقا .. فصارحتكم بحجم التحديات والمخاطر .. وحقائق الأوضاع .. على الأصعدة السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية.
وقلت لكم بكل وضوح .. إن إعادة بناء الدولة المصرية .. وإحداث تغير حقيقى فى حياة المصريين وأبنائهم .. يستلزم منا جميعا العمل الشاق .. والتضحيات الجسام .. والإخلاص والتجرد .. حتى نصل جميعا إلى الهدف المنشود.
وقد أبلغتكم فى غير ذات مرة .. إننى بمفردى لا أستطيع أن أحقق شيئا .. لكننا معا نستطيع أن نقهر أعتى التحديات .. وأن نصنع لبلادنا مجدا يليق بها .. وتاريخا تفخر به الأجيال المقبلة .. وسبيلنا نحو ذلك هو التوحد حول الوطن .. والاصطفاف من أجله.
شعب مصر العظيم،
منذ أن بدأنا مسيرة العمل الوطنى معا منذ الثامن من يونيو عام 2014 .. كانت الرؤية واضحة فى ذهنى .. ومستمدة من آمال وتطلعات هذا الشعب الكريم .. وكان اختيارى واضحا حيث قررت أن أقتحم المشكلات .. وأواجه التحديات .. فى مسارات متوازية .. من أجل إيجاد حلول حقيقية .. لا ترتكز إلى الحلول الوقتية التى تؤدى إلى مزيد من التفاقم بعد حين.
وقد كانت فلسفة مسار العمل الوطنى فى هذه الرؤية .. قائمة على أهداف أربعة، هي:
أولا: توفير فرص عمل لملايين الشباب المصرى .. لتقليل نسب البطالة .. واستيعاب حجم التدفق الهائل على سوق العمل .. ولاسيما من العمالة المصرية العائدة من مناطق الأزمات فى البلدان العربية .. وذلك من خلال إطلاق حزمة من المشروعات العملاقة ذات الطابع القومى .. وكان فى مقدمة ما حرصنا عليه فى هذه المشروعات .. هو الاعتماد على الخامات والأيادى المصرية .. والشركات الوطنية.
ثانيا: تقديم مصر بصورة جديدة إلى العالم .. كساحة عمل وبناء فى كافة المجالات .. وسط منطقة تموج بالاضطرابات والخراب والدمار .. حتى تعود إلى مصر مكانتها الإقليمية والدولية التى تليق بها ..وهو الأمر الذى تحقق بالفعل.
ثالثا: إنشاء قاعدة صلبة للبناء الصناعى .. من أجل تحويل مصر إلى مركز صناعى دولى متقدم .. من خلال تشييد البنية الأساسية اللازمة لإنشاء هذا المركز .. عبر إقامة شبكة طرق هائلة .. وأنفاق تربط الضفة الشرقية والغربية لقناة السويس .. وإنشاء محطات توليد للطاقة الكهربائية .. ومحطات مياه الشرب والصرف الصحى .. ومطارات حديثة .. وموانئ متطورة .. ومناطق صناعية متخصصة .. مما يمهد الطريق لجذب الاستثمارات الخارجية .. وبما يحقق تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطن.
رابعا: تحصين الدولة المصرية فى مواجهة التحديات والتهديدات والمخاطر .. وتعزيز عناصر القوى الشاملة للدولة .. ولاسيما القدرات العسكرية .. من أجل الحفاظ على الأمن القومى .. وحدود الدولة .. وتأمين السلام .. والدفاع عن مقدرات هذا الوطن ومكتسباته وثرواته.
وعلى مدار فترة مسئوليتى حققنا طفرة غير مسبوقة فى مؤشرات التنمية الاقتصادية ...أوجزها فيما يلي:
أولا: ارتفاع الإحتياطى النقدى إلى حوالى 37 مليار دولار .. بعد أن كان 16 مليار دولار فى 2014.
ثانيا: انخفاض ميزان العجز التجارى فى العامين السابقين .. بمقدار 20 مليار دولار .. منهم 4 مليارات دولار زيادة فى الصادرات المصرية للخارج .. بالإضافة إلى انخفاض الواردات بمبلغ 16 مليار دولار.
ثالثا: كما انخفضت معدلات البطالة من 13.4% إلى 11.9% ويأتى ذلك فى ضوء توفير فرص عمل كثيفة فى المشروعات القومية الكبرى وبما يصل إلى 3.5 مليون عامل.
رابعا: انخفاض معدلات التضخم من 35% إلى 22% خلال الشهر الحالى .. ونستهدف الوصول بها إلى نسبة 13%
خامسا: تراجع عجز الموازنة العامة كنسبة للناتج المحلى الإجمالى .. من 16.7% عام 2013 .. إلى 10.9% عام 2017.
سادسا: ارتفاع تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنسبة 14% فى العام المالى 2016/2017.
وقد بلغ إجمالى حجم استثمارات مشروعات التنمية منذ منتصف 2014 تقريباً نحو 400 مليار جنيه .. فى مشروعات الإسكان والتشييد ومياه الشرب والصرف الصحى والتنمية العمرانية.
وللقضاء على ظاهرة العشوائيات والمناطق غير الآمنة وتوفير المسكن الملائم للمصريين .. شرعت الدولة فى تنفيذ خطة متكاملة للإسكان الإجتماعى .. تستهدف فئات الشباب .. وكذلك القضاء على العشوائيات .. حيث تم بناء 25 ألف وحدة سكنية.. لتوفير مسكن ملائم لقاطنى المناطق العشوائية والخطرة .. كما تم تنفيذ 245 ألف وحدة إسكان اجتماعى للمواطنين .. بتكلفة إجمالية بلغت 32 مليار جنيه .. وجارى تنفيذ 355 ألف وحدة بتكلفة 71 مليار جنيه.
ولتعظيم أحوال الدولة ... وتحسين البنية التحتية والاستثمارية ... وتسيير حركة نقل المواطنين والبضائع .. تم تحقيق نهضة ضخمة فى مجال تطوير شبكة الطرق القومية .. حيث بلغ ما تم إنشاؤه وتطويره من طرق .. حوالى 7000 كم بتكلفة إجمالية تخطت ال85 مليار جنيه.
وعلى مسار موازى ... كانت مواجهة أزمة انقطاع الكهرباء منذ يوليو 2014 .. وسد العجز المزمن فى توليد القوة الكهربية .. فى مقدمة أولويات الدولة .. حيث تم إضافة قدرات كهربية بلغت 25 ألف ميجاوات من الطاقة التقليدية والمتجددة حتى يونيو 2018 .. تكافئ حوالي 12 ضعف قدرة السد العالي.
ولتوفير إحتياجات الدولة من الوقود .. سواء لاستخدام المواطنين أو للإستخدامات الصناعية والاستثمارية .. فقد تم تنفيذ خطة طموحة لتطوير قطاع البترول .. من خلال توقيع 62 إتفاقية بحث واستكشاف.. حيث تضاعفت الاحتياطيات المضافة من اكتشافات الغاز الطبيعى 8 أضعاف عن مثيلاتها .. خلال الفترة من 2010 إلى 2014 .. لتصل إلى 36.8 تريليون قدم مربع .. وتم تنفيذ مشروعات لتنمية حقول الغاز الطبيعى .. باجمالى استثمارات بلغ 12.6 مليار دولار .. ليصل إنتاجها إلى 5 ملايين قدم مربع فى اليوم .. بزيادة قدرها 130% عن الفترة من 2010 إلى 2014.
الإخوة والأخوات،
لم يشغلنا الحاضر وتحدياته عن العمل فى إطار رؤية بناء المستقبل وصياغته .. بما يمهد الطريق من أجل حياة أفضل للأبناء والأحفاد.
لقد استشرفنا متطلبات الغد بالموائمة مع ضرورات اليوم .. وكانت رؤية مصر 2030 هى الرؤية الوطنية .. التى تشمل كل مجالات العمل الوطنى .. وانطلقنا فى تنفيذها بعزم وإصرار .. ليأتى الجيل التالى الذى سيحمل مسئولية البلاد .. ويستكمل خطواتها ومراحلها .. ويرفع بناء مصرنا الجديدة.
وقد ارتكزت هذا الرؤية .. على زيادة الرقعة العمرانية على أرض مصر .. لمواجهة الزيادة السكانية المتنامية .. والتى تمثل تحديا كبيرا .. فقد بلغ تعداد المصريين الآن ما يفوق مائة مليون نسمة .. ومن المقدر أن يصل هذا الرقم إلى 150 مليون نسمة فى عام 2030 .. ولذلك فقد كان من الحتمى أن نبدأ على الفور فى بناء عدد من المدن الجديدة المتطورة .. تواكب متطلبات الحياة والتقدم فى عصر جديد.
وانطلقنا وفق خطة مدروسة ومرسومة .. نقيم العاصمة الجديدة و13 مدينة أخرى .. فى شمال الدلتا .. وشرق القناة بسيناء .. والساحل الشمالى .. وفى صعيد مصر ..توفير المسكن اللائق .. وفرص العمل الواسعة .. والمرافق والخدمات المتطورة .. لعشرات الملايين من المصريين ..خلال السنوات المقبلة.
وجنبا إلى جنب .. مع بناء المدن الجديدة .. شرعنا فى إقامة مشروع عملاق ..
هو استصلاح وزراعة مليون ونصف المليون فدان .. فى إطار خطة طموحة تستهدف استصلاح 4 ملايين فدان .. وهو ما يعادل قرابة نصف مساحة الرقعة الزراعية التى امتدت على أرض مصر منذ عمق التاريخ .. إضافة إلى مشروع آخر لإنشاء مائة ألف صوبة زراعية تعادل فى إنتاجها مليون فدان.
ومع كل ذلك .. شرعنا فى إقامة مشروعات كبرى للاستزراع السمكى .. بشمال الدلتا .. وشرق القناة .. بجانب مشروعات ضخمة لمزارع الانتاج الحيوانى والداجني.
وغايتنا من كل ذلك .. هى توفير الاحتياجات الغذائية للمواطنين والقادمين الجدد من المواليد .. فى بلد يعتمد على الاستيراد فى جانب كبير من غذائه .. كذلك زيادة المعروض من المحاصيل والخضر والفاكهة واللحوم والأسماك ..للحد من أسعارها بل تخفيضها .. بجانب توفير الملايين من فرص العمل فى التجمعات الزراعية الصناعية .. التى نقيمها حول مشروعات الاستصلاح والاستزراع السمكى والثروة الحيوانية.
فى نفس الوقت .. أولينا اهتماما كبيرا بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة .. وقطعنا خطوات واسعة فى إنشاء مدن صناعية متخصصة .. كمدينة الجلود بالروبيكى .. ومدينة الأثاث بدمياط وغيرهما.
كما خصصنا 200 مليار جنيه قروضا ميسرة للشباب من البنوك بفائدة مخفضة
لا تتجاوز 5% .. لتوفير التمويل اللازم لهم لإنشاء مشروعات صغيرة منتجة ..
تفتح لهم مصادر الرزق .. وتوفر لغيرهم فرص عمل واسعة.
الإخوة والأخوات،
لقد أنجزنا خلال أقل من 4 سنوات .. ونكاد ننتهى .. من إنشاء ما يقرب من 11 ألف مشروع على أرض مصر .. بمعدل 3 مشروعات فى اليوم الواحد .. وهو رقم قياسى غير مسبوق لأى دولة ناهضة .. وتبلغ تكلفة هذه المشروعات نحو 2 تريليون جنيه .. وكان لهذه المشروعات الأثر الأكبر فى اختفاء ظاهرة قوارب الموت .. التى كانت تحصد حياة المئات من زهرة شبابنا غرقا .. فى رحلات الهجرة غير المشروعة عبر البحر المتوسط.
ولقد كانت باكورة هذه المشروعات القومية .. وفى القلب منها .. مشروع ازدواج قناة السويس وأنفاقها الأربعة الجديدة .. الذى أبهر العالم مرتين:
الأولي: حين احتشد المصريون فى 8 أيام .. يكتتبون بمبلغ 64 مليار جنيه .. لهذا المشروع العملاق.
والثانية: حين استطاع أبناء الشعب .. بسواعدهم الفتية .. الانتهاء من شق القناة الجديدة .. وافتتاحها لخدمة الملاحة الدولية .. خلال 12 شهرا فقط .. وهو زمن قياسى غير مسبوق يستعصى على غير المصريين.
وكان هذا الإنجاز .. هو الأساس لمشروع آخر عملاق .. بتدشين محور تنمية إقليم القناة .. الذى يعد الأكبر من نوعه فى الشرق الأوسط .. للصناعات المتطورة والخدمات اللوجيستية .. ويشكل استثمارا هائلا لعبقرية الموقع والمكان .. وقدرات البشر .. فى ارتياد آفاق التقدم المنشود لهذا الوطن.
ولقد كان إيمانى وثقتى فى الشباب المصرى ... بلا حدود ... حيث أعطيتهم الرقم الأهم فى قائمة أولويات الدولة .. وراعيت احتياجاتهم على جميع المستويات .. وكان إنطلاق المؤتمرات الوطنية للشباب فى نهاية عام الشباب 2016 .. بمثابة نقطة تحول فى شكل علاقة الدولة بشبابها .. حيث أصبح التواصل مباشرا ... والحوار بناءً ... والنتائج عظيمة .. فقد حققت هذه المؤتمرات عدة مخرجات وتوصيات .. تم تنفيذها بكل إصرار وإرادة .. ولعل من أبرزها هو الإفراج عن مجموعات من الشباب المحبوسين .. والصادر بحقهم أحكام نهائية .. وكذلك إنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب .. وإنشاء الهيئة العليا لتنمية الصعيد.
كما عملت الدولة على توفير متنفس للشباب لممارسة الأنشطة الرياضية والفنية .. من خلال تنفيذ خطة شاملة .. لتطوير مراكز الشباب على مستوى الجمهورية .. وكذا إنشاء عدد من المدن الرياضية الشاملة .
وليقينى بضرورة تدريب وتأهيل الشباب ... فقد تم إطلاق البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب على القيادة .. وبرنامج تدريب وتأهيل القيادات المتوسطة بالجهاز الإدارى للدولة .. وهما البرنامجان اللذان أصبحا نواة لإطلاق الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب .. ذلك المشروع الطموح الذى نستهدف به إنشاء قاعدة شبابية وطنية مؤهلة .. بالتوأمة مع كبرى الأكاديميات المماثلة حول العالم .. فى جميع المجالات والقطاعات طبقا لأحدث الأنظمة العالمية.
وكذلك، فقد كانت المرأة المصرية ... ضمير الأمة النابض ... محل الاهتمام والرعاية .. وذلك حقها الأصيل دون شك .. بعد أن تصدرت عظيمات مصر مقدمة صفوف المواجهة .. وتحملن المسئولية الوطنية بجسارة وإقدام .. سيظل محل إعتزاز وتقدير الوطن كله.
أرى الآن نسبة تمثيل المرأة فى البرلمان تصل إلى 15% لأول مرة فى تاريخ مصر .. ووصل عدد تمثيلها فى الحكومة إلى 20%.
وتقدمت الحكومة بعدد من مشروعات القوانين إلى مجلس النواب .. والتى تحمى حقوق المرأة .. وتصون كرامتها .. وتم بالفعل إقرارها .. وتم إطلاق مشروع تنمية المرأة الريفية ومحدودة الدخل .. ومشروعات الأسر المنتجة .. وتنمية كوادر الرائدات المجتمعيات والقيادات النسائية.
السيدات والسادة،
شعب مصر العظيم،
إن العقول هى قاطرة الأمم .. والاستثمار فى العنصر البشرى هو الاستثمار الحقيقى .. فقد احتلت مجالات التعليم والبحث العلمى والثقافة .. ترتيبا متقدما فى أجندة العمل الوطنى .. حيث زادت عدد الفصول والمعامل بأكثر من 41 ألف فصل و 5 آلاف معمل .. فى مراحل التعليم الأساسى المختلفة.
ولأن المعلم هو الركن الأساسى والعنصر الأهم فى تطوير منظومة التعليم .. فقد حرصنا علي إطلاق برنامج «المعلمون أولا» .. الذى يهدف إلى تأهيل المعلمين على أحدث الطرق والوسائل .. وقد تخرج بالفعل 10 آلاف معلم كدفعة أولى من هذا البرنامج .. كما قامت الحكومة بتوفير الشريحة الثالثة من كادر المعلم .. والتى تقدر ب 125% من الراتب الأساسي.
وأنطلق كذلك «بنك المعرفة المصري» والذى يعد أكبر مكتبة رقمية .. تضم أهم وأبرز الدوريات العلمية والكتب والبحوث والمقالات على مستوى العالم .. وتتاح خدماته لكل المواطنين مجاناً .. ولاسيما الشباب والباحثين.
كما تم إنشاء 9 جامعات حكومية وخاصة جديدة خلال الفترة من 2014 وحتى الآن .. وارتفع عدد الكليات من 392 إلى 450 كلية .. وارتفع عدد المستشفيات الجامعية من 88 إلى 109 مستشفيات بنسبة بلغت 23% .
ولأن البحث العلمى هو أحد أهم ركائز عملية التنمية .. فقد كان لزاما علينا أن نسعى لتطويره ودعمه .. حيث ارتفعت أعداد المشروعات البحثية بنسبة بلغت 232% .. وشهدت أعداد الأبحاث العلمية المنشورة دوليا ارتفاعا بنسبة زيادة بلغت 29% .. وازداد عدد المبعوثين فى الخارج بنسبة 72% .. وبتكلفة قدرها 700 مليون جنيه.
شعب مصر العظيم،
أقسمت أمامكم منذ نحو 42 شهرا مضت .. على أن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة .. والتزمت معكم بصراحة القول وصدق الحديث.
لم أخف عليكم صعوبة الأوضاع الاقتصادية .. التى كانت تهدد حاضر البلاد .. ومستقبل الأجيال القادمة.
كاشفتكم بأن الاصلاح الاقتصادى خطوة تأخرت 40 عاما .. وظلت تتأجل وترجأ حتى كادت البلاد تسقط فى هاوية انهيار اقتصادي.
وقلت لكم: إن الإصلاح ضرورة حتمية من أجل الإنقاذ .. وأن إجراءاته الاضطرارية .. هى علاج لا غنى عنه .. لتجنب مصير لا يمكن الفكاك منه .. يتهدد البلاد والشعب .. بأكثر مما تتهددها أى مخاطر أخري.
فبدون الإصلاح .. لن يكون بمقدور الدولة فى المستقبل القريب .. الوفاء بالتزاماتها تجاه الأجور والمعاشات .. ولن تستطيع الإنفاق على الخدمات العامة .. كالصحة والتعليم .. أو المرافق كالإسكان ومياه الشرب والصرف الصحى .. فى ظل عجز متزايد فى الموازنة العامة .. يؤدى إلى تفاقم الدين العام .. وعدم القدرة على سداد أقساط الديون .. ومن ثم الوصول إلى مرحلة الإفلاس.
لم أتردد فى اتخاذ قرار الإصلاح .. برغم كل التقديرات التى كانت تنصح بإرجاء القرار إلى مرحلة مقبلة .. أو إلى عهد رئيس جديد .. حفاظا على شعبية اكتسبتها فى الشارع المصري.
اتخذت القرار .. لأننى لست ممن يقايضون مستقبل شعب بمصلحة شخص.
ولست ممن يرضون على أنفسهم .. ولا على وطنيتهم ولا على دينهم ..
خداع الجماهير من أجل نيل صيحات هتاف لفرد على حساب غد أفضل لأمة.
أقدمت على القرار .. من أجل هذا الشعب العظيم .. ومن أجل أبنائنا وأحفادنا.
واخترت له التوقيت الأنسب .. بعد أن تهيأت الأوضاع الملائمة والظروف المواتية.
وكنت أراهن فى تقبل القرار على وعى الجماهير المصرية .. وعلى إدراكها لمصلحة بلدها .. وعلى ثقتها فى صدق وإخلاص قيادتها.
ولقد حرصت على أن تصاحب خطوات الإصلاح وترافقها .. حزمة من الإجراءات الحمائية غير المسبوقة .. للتخفيف عن الأسرة المصرية بأقصى ما يمكن أن تتحمله الموازنة العامة للبلاد.
قمنا بزيادة الأجور فى يوليو الماضى بعلاوة خاصة وعلاوة غلاء بجانب العلاوة الدورية .. تكلفت 14 مليار جنيه .. لتزيد مخصصات الأجور فى الموازنة العامة .. من 80 مليار جنيه عام 2011 إلى 230 مليار جنيه هذا العام .. بنسبة تقترب من 300%.
قمنا بزيادة المعاشات بنسبة 15% .. ليصل الحد الأدنى إلى 630 جنيها ابتداء من يوليو الماضى .. وكنا قد زدنا الحد الأدنى فى العام الماضى من 375 جنيها إلى 500 جنيه.
أما عن معاش تكافل وكرامة .. فقد تمت زيادة الحد الأدنى للمعاش فى بداية
العام المالى الحالى بنسبة 30% .. ليصل إلى 450 جنيها للمسن أو المعاق .. وليتراوح بين 350 جنيها و 600 جنيه للمرأة التى تعول أطفالا منتظمين فى الدراسة ..
حسب عدد الأطفال والمراحل الدراسية .. وتم ضم الأطفال الأيتام إلى هذا المعاش .. وارتفع عدد المستفيدين منه أبناء أكثر من 2.5 مليون أسرة مصرية بسيطة .. بجانب مليون و 750 ألفا من المستفيدين بمعاش الضمان الاجتماعي.
وارتفع إجمالى مخصصات المعاشات الضمانية من 6 مليارات جنيه منذ 3 سنوات .. إلى 17 مليارا و 250 مليون جنيه .. لتغطى 10% من أبناء مصر فى الأسر الأكثر احتياجا.
فى نفس الوقت .. زدنا مخصصات التموين للفرد فى الأسرة المستفيدة .. ابتداء من يوليو الماضى .. ليرتفع نصيب الفرد من 21 جنيها إلى 50 جنيها .. وكان المخصص للفرد منذ 4 سنوات لا يتجاوز 15 جنيها.
ومنذ بداية العام المالى الحالى .. تم رفع حد الإعفاء الضريبى إلى 7200 جنيه سنويا .. وهو ما يعنى زيادة أخرى فى دخل الفرد.
كما قمنا بتدشين مشروع وطنى طموح .. لتحسين حياة المصريين .. نجح فى الوصول بمياه الشرب النقية إلى 96% من الأسر المصرية فى كل أرجاء البلاد.
وتم مد خدمة الصرف الصحى .. لتغطى 16% من القرى المصرية .. بعد أن كانت النسبة لا تتعدى 10% منذ 42 شهرا .. وذلك فى إطار خطة تستهدف الوصول بهذه الخدمة إلى 40% من قرى مصر.
وكان فى صدارة ما حرصت عليه منذ توليت منصبى .. القضاء على آفة .. تهدد حياة أبناء الشعب .. وتدمر صحة الملايين من زهرة شبابه .. هى وباء (فيروس سي).
وبفضل الله نجحنا .. بعد ملحمة جهد وعطاء رائعة .. فى حصار هذا الوباء .. وتم تقديم العلاج إلى 1.4 مليون مريض .. بتكلفة 3.7 مليار جنيه .. والوصول بنسبة الشفاء إلى 97% .. مع القضاء على قوائم انتظار المرضى لتلقى العلاج ابتداء من منتصف 2016.
واستكمالا لهذه الملحمة ... تم إجراء مسح طبى لنحو خمسة ملايين مواطن .. وتقديم العلاج الطبى اللازم للمرضى منهم .. ضمن خطة تستهدف الوصول إلى 50 مليون مصرى بحلول العام 2020 .. والذى نأمل أن تصبح مصر فى نهايته خالية تماما من هذا الوباء.
الإخوة والأخوات،
برغم كل تلك الجهود وغيرها .. فإننى ألمس ما تعانية الطبقات البسيطة والمتوسطة من أعباء معيشية .. وأؤكد أننى لن أدخر جهدا فى بذل كل ما هو مستطاع .. للتخفيف عنهم ورفع مستوى معيشتهم.
إن عملية الإصلاح .. التى قطعنا فيها شوطا كبيرا .. بدأت تتفتح بشائرها وتلوح نتائجها .. من خلال مؤشرات اقتصادية طيبة وتقارير إيجابية للمؤسسات الدولية .. تظهر انخفاض نسبة البطالة ومعدلات التضخم .. ويؤكد ارتفاع معدل النمو إلى حدود 5% بحلول نهاية العام المالى الحالي.
الإخوة والأخوات،
أبناء شعب مصر العظيم،
منذ قرابة 4 سنوات .. كانت مصر منشغلة بهمومها .. وأوضاعها الداخلية عن أمتها العربية .. كانت منعزلة عن قارتها الإفريقية .. وكانت عضويتها مجمدة فى الاتحاد الإفريقى الذى شاركت فى تأسيسه .. كانت مكانتها قد تراجعت فى عالمها .. وكانت تعانى من عزلة دولية .. فرضت عليها فى أعقاب ثورة يونيو.
والآن .. استردت مصر مكانتها وتأثيرها فى محيطها العربى والإفريقي.
عادت مصر من جديد .. قلبا نابضا لأمتها العربية .. ومدافعا صلبا عن حقوقها .. التى لا تنازل عنها ولا مساومة ولا تفريط.
عادت مصر تجاهد بدأب .. وتكافح بإخلاص فى سبيل الحفاظ على وحدة أراضى الدول العربية الشقيقة .. ومعاونتها فى الخروج من أزماتها .. التى عصفت بأمنها واستقرارها .. وتحقيق المصالحة الوطنية بين مكوناتها .. لكى تستعيد هذه الدول الشقيقة دورها المنشود.
استعادت مصر مكانتها فى عالمها .. ومدت جسور التعاون مع القوى الفاعلة والكبرى .. من أقصى العالم إلى أقصاه فى علاقات متوازنة .. تقوم على الحوار والتشاور .. وتتأسس على الاحترام المتبادل .. والمصلحة المشتركة.
والآن .. أقول بكل اعتزاز: إن كلمة مصر صارت مسموعة فى كل المحافل .. وصارت مواقفها المبدئية .. الشجاعة والصادقة .. محل احترام وتقدير الجميع.
أقول بكل فخر: إن هامة مصر عالية .. ورايتها خفاقة .. وكرامتها مصانة.
أقول: إن قرارانا الوطنى ظل فى كل الظروف مستقلا .. ينبع من إرادة هذا الشعب .. ويتوخى صالح هذا الوطن .. ويرعى مصالح هذه الأمة.
الإخوة والأخوات،
إننى لا أسعى من وراء جلسات المكاشفة والمصارحة .. التى سنعقدها على مدى اليومين القادمين .. مجرد تقديم كشف حساب لرئيس تنتهى مدة رئاسته .. إنما هدفى هو عرض صورة لما تحقق على أرض هذا الوطن .. بجهد وعرق وتضحيات هذا الشعب العظيم .. على مدى قرابة 4 سنوات.
ولقد حرصت على إعلان كل الحقائق والبيانات والأرقام للشعب .. برغم أن الإفصاح عن بعضها قد لا يكون مناسبا .. من منظور اعتبارات الأمن القومى .. غير أن إيمانى راسخ .. لا يتزعزع .. بأن وعى الشعب بما جرى ويجرى على أرض بلاده .. وإدراكه لكل الجوانب والأبعاد .. هو أقوى ركائز الأمن القومى وأهم دعائمه.
إننى أدعوكم لأن نستمع معا .. فى جلسات صدق ومصارحة مصرية ..
إلى قصة وطن يتحدث عن نفسه .. وإلى حكاية شعب .. أراد الحياة .. فاستجاب له القدر.
تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

-----------------------------------------------------------------
«ملحمة شعب وحكاية وطن».. فيلم يرصد قصة الكفاح
بدأت الجلسة الافتتاحية أمس بعرض فيلم تسجيلى بعنوان «ملحمة شعب وحكاية وطن» استعرض ملحمة العشق الأبدية بين مصر وشعبها عبر التاريخ.
وأظهر الفيلم قوة وصلابة الشعب المصرى من خلال رصد وقوفه عبر التاريخ صد فيها كل عدوان وانتصر خلالها على كل معتد، وصولا بثورة يناير التى خرج المصريون فيها ليطالبوا بحقهم فى حياة كريمة، إلا أنهم اكتشفوا أن أحلامهم تسرق فى الوقت الذى ظنوا أنهم يستردون مصر، وأعتقد تجار الدين أن المصريين سيستسلمون لحكمهم الذى كانوا يعتقدون أنه سيستمر مئات السنين.
وعرض الفيلم لقطات ترصد نزول الشعب المصرى إلى الشارع فى ثورة 30 يونيو 2013 بعد عام واحد من حكم تجار الدم والدين، خرجوا دون خوف واستنجدوا بجيشهم العظيم الذى حماهم وحمى ثورتهم.
واستعرض الفيلم لقطات من ثورة 30 يونيو وما تبعها من استحقاقات دستورية وانتخابية وصولا بإعلان فوز الرئيس عبدالفتاح السيسى بالرئاسة، لتأتى بعد ذلك لحظة الحقيقة، حيث تعانى مصر من كل أشكال الإهمال فى كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية وتتفاقم فيها أزمة العشوائيات والطرق وتتفشى فيها الأمراض خصوصا فيروس الكبد الوبائى، فضلا من المشكلات الأمنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.