شارك جمهور معرض القاهرة الدولي للكتاب، فى الندوة والاحتفالية التى نظمتها قاعة ضيف الشرف بالتعاون مع المركز الثقافي الروسي تحت عنوان "السد العالي.. الاحتفال بمناسبة مرور 55 عاما علي وضع حجر الأساس". حضر الاحتفالية كوكبة من الخبراء والمهندسين المساهمين في بناء السد العالي وهم اللواء المهندس رشدي عطية معاون قائد القوة الجوية، والمهندس يسرى حسين والمهندس محمد صادق مقلد، والمهندس باقل زكى صاحب فكرة تحطيم خط بارليف بضخ المياه.. وأدار اللقاء شريف جاد مدير المركز الثقافي الروسي. وقد قام الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب بمنح درع هيئة الكتاب لنائب رئيس جمعية السد العالي المهندس صبري العشماوي، كما أعقب الندوة حفل موسيقي غنائي وفقرات عزف علي العود للفنانين محمد عزت وأحمد إسماعيل والفنانة أسرار الجمال وتفاعل المشاركين في الاحتفالية والجمهور مع الاغاني الوطنية والألحان الموسيقية العزبة. في البداية قال المهندس محمد مقلد أن السد العالي حقق مكاسب كهربائية للشبكة المصرية، وخاصة أن المعدات التي تعمل به معدات روسية وكهربائية ب113 ونصف مليون جنية بسعر ميسر. وقدم شريف جاد المهندس باقل زكي قائلا: لقد عشنا في وقت كان فيه خط بارليف سد منيع وكانت هناك صورة أنه غير قابل للهجوم واستطاع شاب مصري أن يقهر فكر صهيوني طبقا لدراسات غير صادقة والشاب المصري الأسمر تحدي هذا الزعم واستطاع أن يضخ مياه ويهدم الساتر الترابي ويهزم العدو. وفي كلمته أشار المهندس باقل زكي إلى أنه استلهم فكرة تحطيم خط بارليف بالمياه من طريقة بناء السد العالي وقال: عرضت الفكرة علي سلاح المهندسين وكنت ضابط مركبات، وناقشت مع قادة العمليات هذه الفكرة وتحولت إلي واقع خاصة أن الحلول الأخرى كانت مشاكلها أكبر.. وبدأ يهتم القادة بفكرتي حيث قاموا بعرضها على هيئة العمليات وبدأ الموضوع يأخذ وضع النظريات الهندسية وتم الموافقة عليها من قبل الرئيس جمال عبدالناصر، وتم فتح الساتر وتم السيطرة على الضفة الغربية بحمد الله فى حرب أكتوبر المجيدة. ثم تحدث المهندس رشدي عطية عن تأثير السد العالي على مصر وكيف نقلها نقلة كبيرة على كافة المستويات، لقد قدم 34 ألف مهندس وفني وعامل من 55 سنة القدوة والنومذج وأكدوا أن المصريين قادرين على الإنجاز ولديهم العزيمة والإصرار وقادرين على النجاح. وقال المهندس عطية إن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لم يبن السد العالي، وإنما الإصرار والتحدي هم من فعلوا، فالفرصة أتيحت للمصريين فقاموا بالإنتاج والعمل، مشيرا إلي أن فكرة بناء السد خرجت من مصري يحب البلاد، والإصرار كان سبب نجاح هذا العمل الضخم، موضحا أن عصر الستينيات كان يمتاز بانتشار الحب بين العاملين، عكس اليوم الذي يكره فيه المصريون ما يعملون ومن يعملون معهم. مضيفا: فى الستينيات كان لدينا روح العمل الجماعي، وأعتقد أننا لو نجحنا فى استعادة هذه الروح سننجح ونتخطى كل المصاعب التى تواجهنا هذه الأيام. ثم تحدث المهندس صبري العشماوي باسم جمعية بناء السد العالي قائلا انه في ديسمبر 54 طلبت مصر مساعدة من البنك الدولي، الذى قدم شروطا مجحفة، فكان قرار الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس، وهى معركة كانت فارقة فى التاريخ المصرى سياسيا واقتصاديا وعلى كافة المستويات. وأشار إلى دور الاتحاد السوفيتى وقتها وتعاونه مع مصر في بناء السد قائلا: وبالإضافة إلى المكاسب السياسية والاقتصادية المترتبة على البناء والتنمية فقد حمى السد مصر من أخطار الفيضانات، ولولا السد لغرقت مصر وغمرتها المياه ودمرت أرضها الزراعية. وأوضح العشماوي أن السد العالي أخرج أجيالا قادت فرق التنمية في مصر ونقلوا خبراتهم إلى كافة المجالات وما عملية تحطيم خط بارليف ونصر أكتوبر العظيم إلا مثال على ما قدمه السد العالى سواء على مستوى الأفكار أو على مستوى منح الثقة للمصريين بأنهم قادرون على النجاح والإنجاز. واختتم العشماوى كلمته قائلا: سنحتفل بعد 4 شهور بمشروع قناة السويس الجديد، ونستطيع وقتها أن نقول ما قام به عبدالناصر يكمله الرئيس عبد الفتاح السيسي .