أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن ما أنجزته الأمة المصرية العريقة علي مدار الفترة السابقة إنما هو ثمرة لحلم صاغه هذا الشعب العظيم بعزيمة وتحد, مشيرا إلي أنه منذ أن قرر أن يثور علي من حاول سلب آماله وتطلعاته واختطاف وطنه وسرقة هويته فكانت حكاية الوطن هي إرادة وإصرار أمة. وقال الرئيس في كلمته: إنها رواية شعب عظيم استطاع في أربع سنوات.. بتماسكه وتلاحمه ووحدته أن يقف صامدا, متحديا التحدي ذاته واجتاز بقوته وصلابته أعتي المخاطر وقصة شعب عظيم رفض أن يخضع لغير إرادته الحرة,أو أن يرضخ إلي مصير تأباه عزته وكرامته وشموخه. وأكد الرئيس أن المصريين استطاعوا بوعيهم العميق وببصيرتهم النافذة أن ينقذوا بلادهم من مسار مظلم, تحيطه نذر اقتتال داخلي, ومؤامرة تسعي لتفكيك دعائم الدولة وإفشالها وإنهاك مؤسساتها. كشف حساب للشعب وقال الرئيس في كلمته: إننا نجتمع هنا اليوم ونحن علي مشارف انتهاء فترة رئاسية أو فترة تكليفكم لي بمهمة قيادة هذا الوطن العزيز أو كما اعتبرتها مهمة إنقاذ وطن.. والحفاظ علي حاضره ومستقبله.. خضناها معا وسط أجواء عاتية تعصف بالإقليم.. ودوامة من سقوط وانهيار لدول المنطقة.. وأخطار جسيمة تحيط بالوطن في كل الاتجاهات. وأضاف: قبل أن نستعرض معا ما حققناه وما أنجزناه فإنه من المحتم علينا أن نستعرض ما كان من تحديات تواجهنا, فلكي نمتلك القدرة علي رسم خارطة للمستقبل فإنه من الواجب علينا أن نستخلص الدرس والعبرة من الماضي. ما نحياه اليوم ناتج خمسين عاما مضت أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي, أن تاريخ الأمم ليس حلقات منفصلة أو جزرا منعزلة بل هو سياق متصل يزدهر بالنضال والانتصارات التي تولد من رحم الصمود والمعاناة وعلي الدوام كانت أمتنا أمة عظيمة صانعة للفخر والمجد. وقال لكي نستطيع العبور للمستقبل علينا أن نقف وقفة حقيقية لنستخلص الدروس والعبر لما سبق ونوثق لما تحقق توثيقا حقيقيا ثم نرسم ملامح الطريق إلي المستقبل. وأكد الرئيس أن ما نحياه اليوم هو الناتج لما قمنا به بالأمس وعلي مدار خمسين عاما مضت تعرضت أمتنا لضربات عنيفة ومتتالية. وقال: دعوني أذكركم بتلك اللحظة التي كادت أن تنكسر فيها إرادتنا الوطنية, حين تعرضت لعدوان آثم في يونيو1967 والذي ما زلنا حتي اليوم نعاني من آثاره وتداعياته ثم كان العبور للنصر في أكتوبر والذي أعاد الكرامة الوطنية قبل الأرض, وتوحدت الأمة العربية كلها تحت لواء النصر وما لبثت المنطقة أن تستقر حتي تفجرت الحرب العراقية الإيرانية التي امتدت علي مدار ثماني سنوات كاملة حصدت خلالها أرواح مئات الآلاف وأهلكت عشرات المليارات من الدولارات من أموال الشعبين وتأثرت الدول حولهما وراحت مقدرات الشعوب المجاورة في صراع لا جدوي منه ولا طائل إلا الخراب والدمار. ومضي قائلا: لم تكد الأمة أن تخرج من أتون هذه الحرب حتي تعرضت لهزة أكثر عنفا وجرحا أكثر عمقا, حين فوجئنا جميعا بالغزو العراقي للكويت عام1990 وعلي مدار عقدين من الزمان عصفت الحروب بالعراق وجري ما جري من تدمير لمقدرات الشعوب وإراقة لدماء الملايين وإهدار غير مسبوق للموارد العربية. أهداف أربعة وأشار الرئيس إلي أن فلسفة مسار العمل الوطني في هذه الرؤية كانت قائمة علي أهداف أربعة, هي: أولا توفير فرص عمل لملايين الشباب المصري لتقليل نسب البطالة وأوضح الرئيس أن الهدف الثاني هو تقديم مصر بصورة جديدة إلي العالم كساحة عمل وبناء في كل المجالات. وأشار إلي أن الهدف الثالث هو إنشاء قاعدة صلبة للبناء الصناعي من أجل تحويل مصر إلي مركز صناعي دولي متقدم من خلال تشييد البنية الأساسية اللازمة لإنشاء هذا المركز عبر إقامة شبكة طرق هائلة.. وأنفاق تربط الضفة الشرقية والغربية لقناة السويس. وأوضح الرئيس أن رابع تلك الأهداف تحصين الدولة المصرية في مواجهة التحديات والتهديدات والمخاطر.. وتعزيز عناصر القوي الشاملة للدولة.. ولاسيما القدرات العسكرية.. من أجل الحفاظ علي الأمن القومي.. وحدود الدولة.. وتأمين السلام.. والدفاع عن مقدرات هذا الوطن ومكتسباته وثرواته. قوي الشر استغلت الثورات وقال الرئيس السيسي: إنه قبل أن تبدد سحب الحروب من سماء منطقتنا العربية حل عام2011 بأحداث ألمت بالمنطقة, انفجر خلالها الغضب المكنون في الصدور وكانت الثورات طامحة للتغيير نحو الأفضل, قبل أن تعتليها قوي الشر والظلام باسم الدين تارة وباسم الحرية والديمقراطية تارة أخري ووجدت القوي صاحبة المخططات والأطماع في الثروات والمقدرات العربية ضالتها في انتفاضات الشعوب وما آلت إليه من وصول الجماعات حاضنة التطرف, وراعية الإرهاب إلي السلطة ووجدت الفرصة سانحة لإسقاط الدول العربية والإجهاز علي مقدرات الأوطان وتفكيك أوصالها. معا نقهر التحديات وأكد الرئيس أن إعادة بناء الدولة المصرية وإحداث تغيير حقيقي في حياة المصريين وأبنائهم يستلزم منا جميعا العمل الشاق والتضحيات الجسام والإخلاص والتجرد حتي نصل جميعا إلي الهدف المنشود. وقال الرئيس في كلمته: لقد أبلغتكم في غير ذات مرة أنني بمفردي لا أستطيع أن أحقق شيئا لكننا معا نستطيع أن نقهر أعتي التحديات وأن نصنع لبلادنا مجدا يليق بها وتاريخا تفخر به الأجيال المقبلة وسبيلنا نحو ذلك هو التوحد حول الوطن. طفرات غير مسبوقة قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: إنه علي مدار فترة مسئوليته تم تحقيق طفرة غير مسبوقة في مؤشرات التنمية الاقتصادية منها ارتفاع الاحتياطي النقدي إلي نحو37 مليار دولار بعد أن كان16 مليار دولار في2014 وانخفاض ميزان العجز التجاري في العامين السابقين بمقدار20 مليار دولار منهم4 مليارات دولار زيادة في الصادرات المصرية للخارج.. بالإضافة إلي انخفاض الواردات بمبلغ16 مليار دولار. وأشار الرئيس إلي انخفاض معدلات البطالة من13.4% إلي11.9% وذلك في ضوء توفير فرص عمل كثيفة في المشروعات القومية الكبري وبما يصل إلي3.5 مليون عامل.