عاجل.. زلزال جديد يضرب مصر للمرة الثانية في أقل من 10 أيام    نماذج امتحانات الدراسات للصف الثالث الإعدادي PDF ترم ثاني 2025.. استعد الآن قبل بداية الامتحانات    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الخميس 22 مايو 2025    نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم.. 1000 مش كفاية.. السجيني: يجب تحديد القيمة الإيجارية على أساس التضخم والعائد الاستثماري.. وزير الزراعة: تكلفة استصلاح الفدان تتجاوز 300 ألف جنيه وفرصة ذهبية للمستثمرين    إسرائيل: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن    وسائل إعلام أمريكية: مقتل شخصين في إطلاق نار خارج المتحف اليهودي بواشنطن    زعيم كوريا الشمالية غاضبا بعد فشل تشغيل سفينة حربية: إهمال لا يمكن أن يغتفر    سعر الذهب اليوم الخميس يصل لأعلى مستوياته وعيار 21 الآن بالمصنعية    حكم من يحج وتارك للصلاة.. دار الإفتاء توضح    لماذا زادت الكوارث والزلازل خلال الفترة الحالية؟.. أمين الفتوى يوضح    نصيحة من محمد فضل للزمالك: لا تفرّطوا في هذا اللاعب    يصيب الإنسان ب«لدغة» وليس له لقاح.. تفاصيل اكتشاف فيروس غرب النيل في دولة أوروبية    مجلس الشيوخ الأمريكي يعتزم التحقيق في هوية الشخص الذي أدار البلاد بدلا من بايدن    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 22-5-2025    رابط الحصول على أرقام جلوس الثانوية الأزهرية 2025.. موعد وجدول الامتحانات رسميًا    القيمة المضافة.. الصناعات الزراعية أنموذجا    الدولار ب49.8 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الخميس 22-5-2025    قبل ساعات من محاكمته.. إصابة إمام عاشور بوعكة صحية ونقله للمستشفى    إمام عاشور من داخل أحد المستشفيات: الحمد لله على كل شىء (صورة)    الفيلم الوثائقي الأردني "أسفلت" يفوز بجائزة في مهرجان كان السينمائي 2025    وزارة المالية تعلن عن وظائف جديدة (تعرف عليها)    هذا أنا مذكرات صلاح دياب: حكاية جورنال اسمه «المصرى اليوم» (الحلقة الثالثة)    تباين في أسعار الخضروات بأسواق مطروح.. والبامية والليمون تكسران حاجز ال 80 جنيهًا    السيطرة على حريق 4 منازل بالفيوم و إصابة 6 أشخاص باختناق    «استمرار الأول في الحفر حتى خبط خط الغاز».. النيابة تكشف مسؤولية المتهم الثاني في حادث الواحات    ضبط 7 عمال أثناء التنقيب عن الآثار بمنزل في سوهاج    5 شهداء جراء استهداف الاحتلال منزلا في حي الصفطاوي شمالي غزة    سامر المصري: غياب الدراما التاريخية أثَّر على أفكار الأجيال الجديدة    كريم محمود عبدالعزيز: «قعدت يوم واحد مع أبويا وأحمد زكي.. ومش قادر أنسى اللحظة دي»    بعد استهداف الوفد الدبلوماسي، كندا تستدعي السفير الإسرائيلي وتطالب بالمحاسبة    تويوتا RAV4 موديل 2026 تعتمد على نظام السيارة الهجينة القابلة للشحن    المستشار عبد الرزاق شعيب يفتتح صرحا جديدا لقضايا الدولة بمدينة بورسعيد    أموريم: كنا أفضل من توتنهام.. وسأرحل إذا أراد مانشستر يونايتد إقالتي    محافظ الدقهلية: 1522 مواطن استفادوا من القافلة الطبية المجانية بقرية ابو ماضي مركز بلقاس    إجراء طبي يحدث لأول مرة.. مستشفى إدكو بالبحيرة ينجح في استئصال رحم بالمنظار الجراحي    بأجر كامل.. تفاصيل إجازة امتحانات العاملين في قانون العمل الجديد    مسلم ينشر صورًا جديدة من حفل زفافه على يارا تامر    السفارة التركية بالقاهرة تحتفل بأسبوع المطبخ التركي    اليوم.. انطلاق امتحانات نهاية العام لصفوف النقل بالمحافظات    الهلال يتمم المقاعد.. الأندية السعودية المتأهلة إلى دوري أبطال آسيا للنخبة    توقعات حالة الطقس اليوم الخميس    السعودية تدين وتستنكر تعرض وفد دبلوماسي لإطلاق نار إسرائيلي في مخيم جنين    كندا تطالب إسرائيل بتحقيق معمّق في واقعة إطلاق النار على دبلوماسيين بالضفة الغربية    الهلال ينجو من خسارة جديدة في الدوري السعودي    كيف تغلبت ياسمين صبري على التصميم الجريء لفستانها في مهرجان كان؟ (صور)    حاكم الشارقة يتسلم تكريما خاصا من اليونسكو لإنجاز المعجم التاريخى للغة العربية    28 يونيو.. ماجدة الرومي تحيي حفلا غنائيا في مهرجان موازين بالمغرب    اليوم.. العرض المسرحي "العملية 007" على مسرح قصر ثقافة بورسعيد    "من أجل المنتخبات".. ورش عمل لتطوير مسابقات الناشئين 24 و25 مايو    محافظ الغربية يُشيد بابنة المحافظة «حبيبة» ويهنئها لمشاركتها في احتفالية «أسرتي.. قوتي».. صور    كيف كان مسجد أهل الكهف وهل المساجد موجودة قبل الإسلام؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    بعد مطاردة بوليسية.. ضبط سيارة تهرب 8 آلاف لتر بنزين قبل بيعها في السوق السوداء بدمياط    وزير الزراعة يحسم الجدل حول انتشار وباء الدواجن في مصر    لحظة وصول بعثة بيراميدز إلى جوهانسبرج استعدادا لمواجهة صن داونز (صور)    في الجول يكشف آخر تطورات إصابة ناصر ماهر    وزير الصحة يستجيب لاستغاثة أب يعاني طفله من عيوب خلقية في القلب    رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق: أيام الحج فرصة عظيمة لتجديد أرواح المسلمين.. فيديو    موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ننشر نص كلمة الرئيس في اليوم الأول ل «حكاية وطن»
نشر في صدى البلد يوم 17 - 01 - 2018

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم، خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "حكاية وطن" كلمة، حرص قبل بدايتها على دعوة الحضور إلى الوقوف تحية وتقديرًا لكل المصريين، مؤكدًا أن كل الانجازات التى تحققت خلال السنوات الأربع الماضية لم تكن لتحدث لولا الشعب المصرى، ولا يستطيع أحد أن يقول إنه حقق انجازًا بمفرده بل هو انجاز الشعب المصرى مجتمعًا.
وشدد الرئيس على أن رد فعل الشعب المصرى على عملية الإصلاح كان مصدر فخر واعتزاز، وعلى كل مصرى داخل مصر وخارجها أن يرفع رأسه ويفتخر بهذا الأمر، فما مر به المصريون لم يكن معاناة، بل هو عملية سيجنى ثمارها أبناء الشعب والأجيال القادمة، وكان المواطن المصرى مثله مثل الجندى الذى يحارب ويدافع عن بلاده، فالجهاد والقتال ليس فى الحروب فقط.
وأضاف الرئيس أن كل أم وزوجة وابنة وأسرة فقدت شهيدًا، لا يجب أن يحزن فما قمن به يعد أمرًا عظيمًا، وما قام به الشعب المصرى أمر كبير لمساعدة نفسه.
كما أكد الرئيس أنه على المستوى الشخصى فإنه يشعر بالفخر الشديد، مشددا خلال لقاءاته مع مختلف القادة من كافة أنحاء العالم على أن الشعب المصرى متمسك بتحقيق التنمية، فالفضل فيما حدث لله سبحانه وتعالى ثم الشعب المصرى.
وحرص الرئيس خلال كلمته على توضيح أنه يتم العمل على إنشاء شبكة نقل وتحكم فى الكهرباء تصل تكلفتها إلى 70 مليار جنيه، وأشار إلى أنه فى ظل حجم المشروعات الذى تحقق قد يرى البعض أنه أمر مستحيل، وأكد أن هناك الكثير لم يروه بعد، مشيرًا على سبيل المثال إلى أنه فى 30/6/2018 سيكون هناك حوالى 220 ألف فدان جديدة ستتم زراعتها وفى نهاية 2018 ستصل إلى مليون فدان، وذلك بخلاف 1,5 مليون فدان، و40 ألف فدان مزارع سمكية، ومائة ألف صوبة.
وحول مشروع توسعة مجرى قناة السويس أكد الرئيس السيسي أنه إذا أردنا تنفيذ هذا المشروع الآن لتكلف ضعفين أو ثلاثة أضعاف قيمته، مؤكدًا أن هذا المشروع تم بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ومساهمة المصريين.
وحول إنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب أشار الرئيس إلى وجود أكاديمية مماثلة فى فرنسا تم انشاؤها فى 1945، لتأهيل واعداد شباب وكوادر الدولة الفرنسية، والآن لا يوجد مسئول فى فرنسا إلا وكان من خريجى هذه الاكاديمية، مشيرًا إلى أننا نريد أن ننفذ هذه الأكاديمية بكل إصرار وجدية لتأهيل الشباب، وستكون هناك اختبارات قاسية لانتقاء افضل العناصر فى مصر، وسيمرون باختبارات وإعداد جيد، لكى يكون هناك مسئول قادر على قيادة دولة وحمايتها والرقى بها.
كما أكد الرئيس أنه ليس منحازًا للمرأة، مشيرًا إلى أنها الأم والأخت والزوجة والابنة التى فقدت شهيدًا، وكانت بمثابة ضمير الأمة وتحملت الصعاب، ويجب أن نسجل ونحترم ونقدر هذا الأمر، هن اللاتى يساعدن الزوج والابن والأخ، مشددًا على ضرورة أن أن نقف جميعًا بجانب بعضنا البعض.
وأشار الرئيس إلى أنه يتم الاقتراض وتحمل فوائد خدمة الدين ودفع الفوائد التى تضاعف من قيمة القروض، وذلك لسد الاحتياجات الضرورية ودفع المرتبات، واذا استمرت الأرقام فى التضاعف فلا يوجد مفر من العمل والصبر والتحمل.
وأكد أنه يعتبر أن محاولة إبقاء الأمور على ما هي عليه بدون إصلاح كمحاولة لكسب شعبية، هو أمر يعد بمثابة الخيانة.. كما أكد الرئيس أن قرار مصر مستقل بنسبة مائة بالمائة بسبب المصريين، فلا أحد يستطيع الضغط على مصر ويؤثر على مكانتها طالما كان المصريون متحدين.
وينشر موقع "صدى البلد" نص كلمة الرئيس حيث قال:
"أبناء شعب مصر العظيم، نجتمع هنا اليوم ونحن على مشارف انتهاء فترة رئاسية أو فترة تكليفكم لى بمهمة قيادة هذا الوطن العزيز أو كما اعتبرتها مهمة انقاذ وطن والحفاظ على حاضره ومستقبله خضناها سويا وسط أجواء عاتية تعصف بالإقليم ودوامة من سقوط وانهيار لدول المنطقة وأخطار جسيمة تحيط بالوطن فى كافة الاتجاهات.
وأضاف: "قبل أن نستعرض سويا ما حققناه وما أنجزناه فإنه من المحتم علينا أن نستعرض ما كان من تحديات تواجهنا فلكى نمتلك القدرة على رسم خارطة للمستقبل فإنه من الواجب علينا أن نستخلص الدرس والعبر من الماضى ونقيم الواقع على أساس من الموضوعية والتجرد ولذلك فإننى أجد أنه من الواجب عليّ أن أتقدم إليكم بكشف حساب فترتى الرئاسية فى كل مجالات العمل الوطنى من خلال جلسات للنقاش والحوار وتبادل الرؤى تتسم بالشفافية والمصارحة نستعرض خلالها التفاصيل والبيانات فى إطار عرض للأرقام والحقائق المجردة .. وتحليلها على أساس علمى وفنى".
وتابع: "سنروى سويا "حكاية وطن" ما بين الرؤية والانجاز كيف كنا؟! كيف أصبحنا؟! وستكون الرواية رواية الصدق وحده ولا شيء سواه، وأقول لكم الحق إن ما أنجزته الأمة المصرية العريقة على مدار الفترة السابقة إنما هو ثمرة لحلم صاغه هذا الشعب العظيم بعزيمة وتحدى منذ أن قرر أن يثور على من حاول سلب آماله وتطلعاته واختطاف وطنه وسرقة هويته فكانت "حكاية الوطن" هى إرادة وإصرار أمة".
وأكمل: "إنها رواية شعب عظيم استطاع فى أربع سنوات بتماسكه وتلاحمه ووحدته أن يقف صامدا متحديا التحدى ذاته واجتاز بقوته وصلابته أعتى المخاطر وقصة شعب عظيم رفض أن يخضع لغير إرادته الحرة أو أن يرضخ إلى مصير تأباه عزته وكرامته وشموخه".
وأشار: "أبناء الشعب المصرى العظيم لقد استطاع المصريون بوعيهم العميق وببصيرتهم النافذة أن ينقذوا بلادهم من مسار مظلم تحيطه نذر اقتتال داخلى ومؤامرة تسعى لتفكيك دعائم الدولة وإفشالها وإنهاك مؤسساتها، ولقد وقف أبناء هذا الوطن العزيز بشجاعة ضد الإرهاب وبذلوا تضحيات هائلة فى معركتهم لإعادة الأمن والاستقرار ضد أعداء الحياة والإنسانية وكان فى صدارة هذه المعركة أبناؤنا من رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية .. والذى سيكتب التاريخ تضحياتهم وبطولاتهم بحروف من نور فى سجل النضال الوطنى المصري".
وأردف: "وعلى الجانب الآخر كان المصريون فى غمار معركة أخرى لا تقل شراسة أو نبلا عن معركة مواجهة الإرهاب وهى معركة بناء المستقبل وزراعة الأمل وإرساء أساس سليم متين لمستقبل هذا الجيل والأجيال المقبلة ووضعنا سويا حجر الأساس لمشروعنا الوطنى الهادف لبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة فى وطن حر ناهض بأيدى أبناء شعب كريم قوى.
الإخوة والأخوات".
ونوه: "إن تاريخ الأمم ليس حلقات منفصلة أو جزرا منعزلة بل هو سياق متصل يزدهر بالنضال والانتصارات التى تولد من رحم الصمود والمعاناة وعلى الدوام كانت أمتنا أمة عظيمة صانعة للفخر والمجد ولكى نستطيع العبور للمستقبل علينا أن نقف وقفة حقيقية لنستخلص الدروس والعبر لما سبق ونوثق لما تحقق توثيقا حقيقيا ثم نرسم ملامح الطريق إلى المستقبل".
وتابع: "إن ما نحياه اليوم هو الناتج لما قمنا به بالأمس وعلى مدار خمسين عاما مضت تعرضت أمتنا لضربات عنيفة ومتتالية..
ودعونى أذكركم بتلك اللحظة التى كادت أن تنكسر فيها إرادتنا الوطنية حين تعرضت لعدوان آثم فى يونيو 1967 والذى ما زلنا حتى اليوم نعانى من آثاره وتداعياته، ثم كان العبور للنصر فى أكتوبر والذى أعاد الكرامة الوطنية قبل الأرض وتوحدت الأمة العربية كلها تحت لواء النصر وما لبثت المنطقة أن تستقر حتى تفجرت الحرب العراقية الإيرانية التى امتدت على مدار ثمانى سنوات كاملة حصدت خلالها أرواح مئات الآلاف وأهلكت عشرات المليارات من الدولارات من أموال الشعبين وتأثرت الدول حولهما وراحت مقدرات الشعوب المجاورة فى صراع لا جدوى منه ولا طائل إلا الخراب والدمار".
وشدد: "لم تكد الأمة أن تخرج من أتون هذه الحرب حتى تعرضت لهزة أكثر عنفا وجرحا أكثر عمقا حين فوجئنا جميعا بالغزو العراقى للكويت عام 1990 وعلى مدار عقدين من الزمان عصفت الحروب بالعراق وجرى ما جرى من تدمير لمقدرات الشعوب وإراقة لدماء الملايين وإهدار غير مسبوق للموارد العربية".
وقبل أن تتبدد سحب الحروب من سماء منطقتنا العربية حل عام 2011 بأحداث ألمت بالمنطقة انفجر خلالها الغضب المكنون فى الصدور وكانت الثورات طامحة للتغيير نحو الأفضل قبل أن تعتليها قوى الشر والظلام باسم الدين تارة وباسم الحرية والديمقراطية تارة أخرى ووجدت القوى صاحبة المخططات والأطماع فى الثروات والمقدرات العربية ضالتها فى انتفاضات الشعوب وما آلت إليه من وصول الجماعات حاضنة التطرف، وراعية الإرهاب إلى السلطة ووجدت الفرصة سانحة لإسقاط الدول العربية والإجهاز على مقدرات الأوطان وتفكيك أوصالها".
وكشف: "وكانت الخسائر الناجمة عن الأحداث التى شهدتها دول مثل سوريا، والعراق، وليبيا، واليمن هائلة وضخمة .. وقد حددت بعض التقديرات الدولية حجم هذه الخسائر بحوالي 900 مليار دولار في البنية التحتية وخلفت أكثر من "مليون و 400 ألف" قتيل وأكثر من "15 مليون لاجئ" ومن قبلهم كانت أفغانستان، والصومال، وما عانته من ويلات الحروب والاقتتال الداخلى".
وقال: "إننى لا أتحدث عن مؤامرات متصلة ولكننى أنبه إلى أن الغفلة هى التى تصنع المؤامرة والضعف يبعث على العدوان والتفكيك والانقسام والتشرذم هى معاول الهدم التى نهديها بأيدينا لأعداء الأمة لتحقيق أطماعها.
وأشار: "إننى منذ أن بدأت ممارسة حياتى العملية والمهنية كنت أراقب مقدمات ما يجرى فى منطقتنا وأتابع عن كثب إرهاصات ما يحدث على أرض مصر خلال العقود الماضية وفى مرحلة معينة كنت قد توقعت مبكرا وأدركت أن مصر هى الهدف الرئيسى والجائزة الكبرى لمن أراد بهذه الأمة شرا وحين تنهض مصر وتستقر تنهض الأمة العربية بأسرها وتستقوى وتتوارى الدول من حولها إن هي توارت غير أن وعى هذا الشعب العظيم كان بالمرصاد لما يدبر لبلاده وكانت إرادة الله داعمة لمصر وللمصريين .. وظلت عنايته تظلل أرضها الطيبة التى تجلى بنوره عليها".
ونوه: "كنت أظن وليس كل الظن إثما، أن نهاية مسيرتى المهنية لخدمة الوطن هى حين كنت وسط ممثلى فئات وطوائف المجتمع المصرى فى الثالث من يوليو عام 2013 منحازا .. ومعى رجال القوات المسلحة لإرادة شعبنا العظيم وكنت أعتبر أن قمة طموحى قد وصلت إليها حين توليت قيادة الجيش المصرى العريق وأشهد الله سبحانه وتعالى أننى ما كنت طالبا لمنصب أو سلطة ولا متطلعا لأى مهام أخرى بعد انتهاء مهمتى فى قيادة الجيش المصرى .. الذى أفخر بالانتماء إليه .. وأعتز بدوره الوطنى ولكننى لم أتردد أمام تكليفكم لى بالترشح لرئاسة الجمهورية وتوليت الأمانة وقررت أن أكون مواطنا مصريا اخترتموه للقيام بمهمة إنقاذ وطن وحماية أمة".
وأشار: "منذ اللحظة الأولى اخترت الصراحة طريقا فصارحتكم بحجم التحديات والمخاطر وحقائق الأوضاع على الأصعدة السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية وقلت لكم بكل وضوح إن إعادة بناء الدولة المصرية وإحداث تغير حقيقى فى حياة المصريين وأبنائهم .. يستلزم منا جميعا العمل الشاق والتضحيات الجسام والإخلاص والتجرد حتى نصل جميعا إلى الهدف المنشود وقد أبلغتكم فى غير ذات مرة إننى بمفردى لا أستطيع أن أحقق شيئا لكننا معا نستطيع أن نقهر أعتى التحديات وأن نصنع لبلادنا مجدا يليق بها وتاريخا تفخر به الأجيال المقبلة وسبيلنا نحو ذلك هو التوحد حول الوطن والاصطفاف من أجله".
ووجهه رسالة إلي المصريين قال فيها: "شعب مصر العظيم، منذ أن بدأنا مسيرة العمل الوطنى معا منذ الثامن من يونيو عام 2014 كانت الرؤية واضحة فى ذهنى ومستمدة من آمال وتطلعات هذا الشعب الكريم وكان اختيارى واضحا حيث قررت أن أقتحم المشكلات وأواجه التحديات فى مسارات متوازية من أجل إيجاد حلول حقيقية لا ترتكز إلى الحلول الوقتية التى تؤدى إلى مزيد من التفاقم بعد حين وقد كانت فلسفة مسار العمل الوطنى فى هذه الرؤية .. قائمة على أهداف أربعة، هى:
أولا: توفير فرص عمل لملايين الشباب المصرى لتقليل نسب البطالة واستيعاب حجم التدفق الهائل على سوق العمل ولاسيما من العمالة المصرية العائدة من مناطق الأزمات فى البلدان العربية وذلك من خلال إطلاق حزمة من المشروعات العملاقة ذات الطابع القومى وكان فى مقدمة ما حرصنا عليه فى هذه المشروعات هو الاعتماد على الخامات والأيادى المصرية والشركات الوطنية.
ثانيا: تقديم مصر بصورة جديدة إلى العالم كساحة عمل وبناء فى كافة المجالات وسط منطقة تموج بالاضطرابات والخراب والدمار حتى تعود إلى مصر مكانتها الإقليمية والدولية التى تليق بها ..وهو الأمر الذى تحقق بالفعل.
ثالثا: إنشاء قاعدة صلبة للبناء الصناعى من أجل تحويل مصر إلى مركز صناعى دولى متقدم من خلال تشييد البنية الأساسية اللازمة لإنشاء هذا المركز عبر إقامة شبكة طرق هائلة وأنفاق تربط الضفة الشرقية والغربية لقناة السويس وإنشاء محطات توليد للطاقة الكهربائية ومحطات مياه الشرب والصرف الصحى ومطارات حديثة وموانئ متطورة ومناطق صناعية متخصصة مما يمهد الطريق لجذب الاستثمارات الخارجية .. وبما يحقق تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطن.
رابعا: تحصين الدولة المصرية فى مواجهة التحديات والتهديدات والمخاطر وتعزيز عناصر القوى الشاملة للدولة ولاسيما القدرات العسكرية من أجل الحفاظ على الأمن القومى وحدود الدولة وتأمين السلام والدفاع عن مقدرات هذا الوطن ومكتسباته وثرواته.
وعلى مدار فترة مسئوليتى حققنا طفرة غير مسبوقة فى مؤشرات التنمية الاقتصادية ... أوجزها فيما يلى:
أولا: ارتفاع الاحتياطى النقدى إلى حوالى 37 مليار دولار بعد أن كان 16 مليار دولار فى 2014.
ثانيا: انخفاض ميزان العجز التجارى فى العامين السابقين بمقدار 20 مليار دولار منهم 4 مليارات دولار زيادة في الصادرات المصرية للخارج بالإضافة إلى انخفاض الواردات بمبلغ 16 مليار دولار.
ثالثا: كما انخفضت معدلات البطالة من 13.4% إلى 11.9% ويأتي ذلك في ضوء توفير فرص عمل كثيفة في المشروعات القومية الكبرى وبما يصل إلى 3.5مليون عامل.
رابعا: انخفاض معدلات التضخم من 35% إلى 22% خلال الشهر الحالى ونستهدف الوصول بها إلى نسبة 13%
خامسا: تراجع عجز الموازنة العامة كنسبة للناتج المحلى الإجمالى من 16.7% عام 2013 إلى 10.9% عام 2017.
سادسا: ارتفع تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنسبة 14% في العام المالى 2016/2017.
وبلغ إجمالى حجم استثمارات مشروعات التنمية منذ منتصف 2014 نحو 400 مليار جنيه تقريبا في مشروعات الإسكان والتشييد ومياه الشرب والصرف الصحى والتنمية العمرانية.
وللقضاء على ظاهرة العشوائيات والمناطق غير الآمنة وتوفير المسكن الملائم للمصريين شرعت الدولة في تنفيذ خطة متكاملة للإسكان الاجتماعى تستهدف فئات الشباب وكذلك القضاء على العشوائيات حيث تم بناء 25 ألف وحدة سكنية لتوفير مسكن ملائم لقاطنى المناطق العشوائية والخطرة كما تم تنفيذ245 ألف وحدة إسكان اجتماعي للمواطنين بتكلفة إجمالية بلغت 32 مليار جنيه .. وجار تنفيذ 355 ألف وحدة بتكلفة 71 مليار جنيه.
ولتعظيم أحوال الدولة وتحسين البنية التحتية والاستثمارية وتسيير حركة نقل المواطنين والبضائع تم تحقيق نهضة ضخمة في مجال تطوير شبكةالطرق القومية حيث بلغ ما تم إنشاؤه وتطويره من طرق .. حوالى 7000 كم بتكلفة إجمالية تخطت ال85 مليار جنيه.
وعلى مسار مواز كانت مواجهة أزمة انقطاع الكهرباء منذ يوليو 2014 وسد العجز المزمن في توليد القوة الكهربية في مقدمة أولويات الدولة حيث تمت إضافة قدرات كهربية بلغت 25 ألف ميجاوات من الطاقة التقليدية والمتجددة حتى يونيو 2018 تكافئ حوالى 12 ضعف قدرة السد العالى.
ولتوفير احتياجات الدولة من الوقود سواء لإستخدام المواطنين أو للاستخدامات الصناعية والاستثمارية فقد تم تنفيذ خطة طموحة لتطوير قطاع البترول .. من خلال توقيع 62 اتفاقية بحث واستكشاف حيث تضاعفت الاحتياطيات المضافة من اكتشافات الغاز الطبيعى 8 أضعاف عن مثيلاتها .. خلال الفترة من 2010 إلى 2014 .. لتصل إلى 36.8 تريليون قدم مربع وتم تنفيذ مشروعات لتنمية حقول الغاز الطبيعى بإجمالى استثمارات بلغ 12.6 مليار دولار .. ليصل إنتاجها إلى 5 ملايين قدم مربع في اليوم .. بزيادة قدرها 130% عن الفترة من 2010 إلى 2014.
واختتم كلمته: "الإخوة والأخوات، لم يشغلنا الحاضر وتحدياته عن العمل فى إطار رؤية بناء المستقبل وصياغته .. بما يمهد الطريق من أجل حياة أفضل للأبناء والأحفاد لقد استشرفنا متطلبات الغد بالمواءمة مع ضرورات اليوم .. وكانت رؤية مصر 2030 هى الرؤية الوطنية التى تشمل كل مجالات العمل الوطنى وانطلقنا فى تنفيذها بعزم وإصرار ليأتى الجيل التالى الذى سيحمل مسئولية البلاد ويستكمل خطواتها ومراحلها ويرفع بناء مصرنا الجديدة وقد ارتكزت هذه الرؤية على زيادة الرقعة العمرانية على أرض مصر لمواجهة الزيادة السكانية المتنامية والتى تمثل تحديا كبيرا فقد بلغ تعداد المصريين الآن ما يفوق مائة مليون نسمة .. ومن المقدر أن يصل هذا الرقم إلى 150 مليونا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.