الأول "جامعيين": التحاقي بالقوات المسلحة كان حلم الطفولة وشرف العمر    وزير الاتصالات: تنفيذ عدد من المشروعات لتوظيف تكنولوجيا المعلومات وتقنيات الذكاء الاصطناعى فى إدارة الموارد المائية    ترامب يغادر البيت الأبيض بعد قليل متجها إلى الشرق الأوسط    نتنياهو: الحرب لم تنته لأن جزءًا من أعدائنا يبني قدراته ويستعد للهجوم علينا    الخارجية الفلسطينية تؤكد أهمية ربط خطة ترمب للسلام بمرجعيات القانون الدولي    الصحفي الذي لم يغادر الميدان إلا شهيدًا.. من هو صالح الجعفري الذي اغتيل على يد ميليشيات مسلحة في غزة؟    منتخب مصر يتقدم على غينيا بيساو بهدف نظيف في الشوط الأول    تدريبات تأهيلية لثلاثي الزمالك خلال مران اليوم    تريلا تدهس توك توك أعلى كوبري بدمياط ومصرع شخص جراء الحادث    "السياحة": منصة رحلة تتيح زيارة 112 موقع أثري في مقدمتها الأهرامات والمتحف الكبير    عضو بالحزب الجمهوري الأمريكى: السيسي أنقذ الشعب الفلسطيني من التهجير    وائل جسار يُحيى حفلا غنائيا فى لبنان الأربعاء المقبل    وكيل صحة سوهاج: انطلاق الفحص الطبى الشامل لطلاب المدارس لمدة 3 أشهر    تعرف على تشكيل كرواتيا ضد جبل طارق بتصفيات المونديال    «مدبولي» يتلقى مكالمة هاتفية من نظيره الجزائري لمتابعة تحضيرات اللجنة العليا المصرية الجزائرية المشتركة    التحريات تكشف تفاصيل جديدة في حادث سقوط السقالة بمدينة السادات في المنوفية    أحمد موسي: كانت هناك محاولات لإفشال مفاوضات شرم الشيخ لكن ترامب ضغط لإجرائها    خطوات إضافة مواليد على بطاقة التموين 2025    نتائج اليوم الثاني لمنافسات الكبار ببطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي بالعاصمة الإدارية    بيحبوا يصحوا بدري.. 5 أبراج نشيطة وتبدأ يومها بطاقة عالية    هل التدخين يبطل الوضوء؟ أمين الفتوى: يقاس على البصل والثوم (فيديو)    أسامة الجندي: القنوط أشد من اليأس.. والمؤمن لا يعرف الإثنين أبدًا    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : أول الحذر..ظلمة الهوى000؟!    إصابة أولمو تربك حسابات فليك قبل مباراة جيرونا    قافلة طبية بجامعة الإسكندرية لفحص وعلاج 1046 مواطنًا بالمجان في الكينج مريوط (صور)    بسبب عدم مشاركته ضد بلغاريا.. حارس تركيا يترك المعسكر دون إذن    قيادات وأساتذة جامعات بقائمة المعينين بمجلس الشيوخ.. بالأسماء    بعد حادث الوفد القطري.. رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري يستقبل سفير مصر في الدوحة    تأجيل إستئناف المتهم الرئيسي ب " تظاهرات الألف مسكن "    أوسكار عودة الماموث.. فيلم يخطو نحو الإبهار البصري بقصة إنسانية مؤثرة    20 أكتوبر.. انطلاق جولة «كورال وأوركسترا مصر الوطني» بإقليم القناة وسيناء    الخريف.. موسم الانتقال والحنين بين دفء الشمس وبرودة النسيم    تأجيل الدعوى المقامة ضد إبراهيم سعيد لمطالبته بدفع نفقة ابنه    رئيس وزراء لبنان يطلب من الخارجية تقديم شكوى ضد إسرائيل في مجلس الأمن    رئيس منطقة مطروح الأزهرية يكرم الطالبة هاجر إيهاب فهمي لتفوقها في القرآن والخريدة البهية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم 12-10-2025 في محافظة الأقصر    دمياط: فصل المياه في بعض المناطق منتصف الليل حتى الثامنة صباحا    مصر تدين الهجوم على مركز لإيواء النازحين بمدينة الفاشر السودانية    الخريف موسم الانتقال... وصراع المناعة مع الفيروسات الموسمية    بالأسماء.. الرئيس السيسي يُصدر قرارا بتعيينات في مجلس الشيوخ    نجوم الأهلي في زيارة حسن شحاتة بالمستشفى للاطمئنان على حالته الصحية    سويلم يلتقى نائب وزير البيئة والزراعة السعودى ضمن فعاليات أسبوع القاهرة الثامن للمياه    "سلامة الغذاء" تنفذ 51 مأمورية رقابية على السلاسل التجارية في أسبوع    إصابة 5 فى تصادم سيارة ملاكى وتوك توك وتروسكيل بطريق برج نور أجا بالدقهلية    مستشفيات مطروح تقدم 38 ألف خدمة طبية وتجرى 206 عمليات جراحية خلال أسبوع    رئيس الضرائب: التعامل بالفاتورة الالكترونية والإيصال الإلكتروني يعزز الشفافية    تنفيذ ورش تدريبية مجانية لدعم الحرف اليدوية للمرأة في الأقصر    "الوطنية للانتخابات" تواصل تلقي طلبات الترشح لانتخابات مجلس النواب 2025 لليوم الخامس    الداخلية تضبط أكثر من 106 آلاف مخالفة مرورية في 24 ساعة    محافظ أسوان يتابع استكمال تشغيل المراكز الطبية ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل    مدارس التكنولوجيا تعيد رسم خريطة التعليم الفنى    محمود ياسين من نادى المسرح فى بورسعيد إلى ذاكرة الوطن    مراكز خدمات «التضامن» تدعم ذوى الهمم    مصر تتسلم رئاسة المنظمة الدولية للتقييس "أيزو" لمدة 3 أعوام بعد فوز مشرف ومستحق    غدًا.. عرض أفلام مهرجان بردية السينمائي في ضيافة المركز القومي للسينما بالهناجر    «كفى ظلمًا».. حسام المندوه: أدخلنا للزمالك 800 مليون جنيه    وزير الأوقاف فى الندوة التثقيفية بالإسماعيلية: الوعى أساس بناء الوطن    استبعاد معلمي الحصة من حافز ال 1000 جنيه يثير الجدل.. خبير تربوي يحذر من تداعيات القرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ننشر نص كلمة الرئيس في اليوم الأول ل «حكاية وطن»
نشر في صدى البلد يوم 17 - 01 - 2018

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم، خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "حكاية وطن" كلمة، حرص قبل بدايتها على دعوة الحضور إلى الوقوف تحية وتقديرًا لكل المصريين، مؤكدًا أن كل الانجازات التى تحققت خلال السنوات الأربع الماضية لم تكن لتحدث لولا الشعب المصرى، ولا يستطيع أحد أن يقول إنه حقق انجازًا بمفرده بل هو انجاز الشعب المصرى مجتمعًا.
وشدد الرئيس على أن رد فعل الشعب المصرى على عملية الإصلاح كان مصدر فخر واعتزاز، وعلى كل مصرى داخل مصر وخارجها أن يرفع رأسه ويفتخر بهذا الأمر، فما مر به المصريون لم يكن معاناة، بل هو عملية سيجنى ثمارها أبناء الشعب والأجيال القادمة، وكان المواطن المصرى مثله مثل الجندى الذى يحارب ويدافع عن بلاده، فالجهاد والقتال ليس فى الحروب فقط.
وأضاف الرئيس أن كل أم وزوجة وابنة وأسرة فقدت شهيدًا، لا يجب أن يحزن فما قمن به يعد أمرًا عظيمًا، وما قام به الشعب المصرى أمر كبير لمساعدة نفسه.
كما أكد الرئيس أنه على المستوى الشخصى فإنه يشعر بالفخر الشديد، مشددا خلال لقاءاته مع مختلف القادة من كافة أنحاء العالم على أن الشعب المصرى متمسك بتحقيق التنمية، فالفضل فيما حدث لله سبحانه وتعالى ثم الشعب المصرى.
وحرص الرئيس خلال كلمته على توضيح أنه يتم العمل على إنشاء شبكة نقل وتحكم فى الكهرباء تصل تكلفتها إلى 70 مليار جنيه، وأشار إلى أنه فى ظل حجم المشروعات الذى تحقق قد يرى البعض أنه أمر مستحيل، وأكد أن هناك الكثير لم يروه بعد، مشيرًا على سبيل المثال إلى أنه فى 30/6/2018 سيكون هناك حوالى 220 ألف فدان جديدة ستتم زراعتها وفى نهاية 2018 ستصل إلى مليون فدان، وذلك بخلاف 1,5 مليون فدان، و40 ألف فدان مزارع سمكية، ومائة ألف صوبة.
وحول مشروع توسعة مجرى قناة السويس أكد الرئيس السيسي أنه إذا أردنا تنفيذ هذا المشروع الآن لتكلف ضعفين أو ثلاثة أضعاف قيمته، مؤكدًا أن هذا المشروع تم بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ومساهمة المصريين.
وحول إنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب أشار الرئيس إلى وجود أكاديمية مماثلة فى فرنسا تم انشاؤها فى 1945، لتأهيل واعداد شباب وكوادر الدولة الفرنسية، والآن لا يوجد مسئول فى فرنسا إلا وكان من خريجى هذه الاكاديمية، مشيرًا إلى أننا نريد أن ننفذ هذه الأكاديمية بكل إصرار وجدية لتأهيل الشباب، وستكون هناك اختبارات قاسية لانتقاء افضل العناصر فى مصر، وسيمرون باختبارات وإعداد جيد، لكى يكون هناك مسئول قادر على قيادة دولة وحمايتها والرقى بها.
كما أكد الرئيس أنه ليس منحازًا للمرأة، مشيرًا إلى أنها الأم والأخت والزوجة والابنة التى فقدت شهيدًا، وكانت بمثابة ضمير الأمة وتحملت الصعاب، ويجب أن نسجل ونحترم ونقدر هذا الأمر، هن اللاتى يساعدن الزوج والابن والأخ، مشددًا على ضرورة أن أن نقف جميعًا بجانب بعضنا البعض.
وأشار الرئيس إلى أنه يتم الاقتراض وتحمل فوائد خدمة الدين ودفع الفوائد التى تضاعف من قيمة القروض، وذلك لسد الاحتياجات الضرورية ودفع المرتبات، واذا استمرت الأرقام فى التضاعف فلا يوجد مفر من العمل والصبر والتحمل.
وأكد أنه يعتبر أن محاولة إبقاء الأمور على ما هي عليه بدون إصلاح كمحاولة لكسب شعبية، هو أمر يعد بمثابة الخيانة.. كما أكد الرئيس أن قرار مصر مستقل بنسبة مائة بالمائة بسبب المصريين، فلا أحد يستطيع الضغط على مصر ويؤثر على مكانتها طالما كان المصريون متحدين.
وينشر موقع "صدى البلد" نص كلمة الرئيس حيث قال:
"أبناء شعب مصر العظيم، نجتمع هنا اليوم ونحن على مشارف انتهاء فترة رئاسية أو فترة تكليفكم لى بمهمة قيادة هذا الوطن العزيز أو كما اعتبرتها مهمة انقاذ وطن والحفاظ على حاضره ومستقبله خضناها سويا وسط أجواء عاتية تعصف بالإقليم ودوامة من سقوط وانهيار لدول المنطقة وأخطار جسيمة تحيط بالوطن فى كافة الاتجاهات.
وأضاف: "قبل أن نستعرض سويا ما حققناه وما أنجزناه فإنه من المحتم علينا أن نستعرض ما كان من تحديات تواجهنا فلكى نمتلك القدرة على رسم خارطة للمستقبل فإنه من الواجب علينا أن نستخلص الدرس والعبر من الماضى ونقيم الواقع على أساس من الموضوعية والتجرد ولذلك فإننى أجد أنه من الواجب عليّ أن أتقدم إليكم بكشف حساب فترتى الرئاسية فى كل مجالات العمل الوطنى من خلال جلسات للنقاش والحوار وتبادل الرؤى تتسم بالشفافية والمصارحة نستعرض خلالها التفاصيل والبيانات فى إطار عرض للأرقام والحقائق المجردة .. وتحليلها على أساس علمى وفنى".
وتابع: "سنروى سويا "حكاية وطن" ما بين الرؤية والانجاز كيف كنا؟! كيف أصبحنا؟! وستكون الرواية رواية الصدق وحده ولا شيء سواه، وأقول لكم الحق إن ما أنجزته الأمة المصرية العريقة على مدار الفترة السابقة إنما هو ثمرة لحلم صاغه هذا الشعب العظيم بعزيمة وتحدى منذ أن قرر أن يثور على من حاول سلب آماله وتطلعاته واختطاف وطنه وسرقة هويته فكانت "حكاية الوطن" هى إرادة وإصرار أمة".
وأكمل: "إنها رواية شعب عظيم استطاع فى أربع سنوات بتماسكه وتلاحمه ووحدته أن يقف صامدا متحديا التحدى ذاته واجتاز بقوته وصلابته أعتى المخاطر وقصة شعب عظيم رفض أن يخضع لغير إرادته الحرة أو أن يرضخ إلى مصير تأباه عزته وكرامته وشموخه".
وأشار: "أبناء الشعب المصرى العظيم لقد استطاع المصريون بوعيهم العميق وببصيرتهم النافذة أن ينقذوا بلادهم من مسار مظلم تحيطه نذر اقتتال داخلى ومؤامرة تسعى لتفكيك دعائم الدولة وإفشالها وإنهاك مؤسساتها، ولقد وقف أبناء هذا الوطن العزيز بشجاعة ضد الإرهاب وبذلوا تضحيات هائلة فى معركتهم لإعادة الأمن والاستقرار ضد أعداء الحياة والإنسانية وكان فى صدارة هذه المعركة أبناؤنا من رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية .. والذى سيكتب التاريخ تضحياتهم وبطولاتهم بحروف من نور فى سجل النضال الوطنى المصري".
وأردف: "وعلى الجانب الآخر كان المصريون فى غمار معركة أخرى لا تقل شراسة أو نبلا عن معركة مواجهة الإرهاب وهى معركة بناء المستقبل وزراعة الأمل وإرساء أساس سليم متين لمستقبل هذا الجيل والأجيال المقبلة ووضعنا سويا حجر الأساس لمشروعنا الوطنى الهادف لبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة فى وطن حر ناهض بأيدى أبناء شعب كريم قوى.
الإخوة والأخوات".
ونوه: "إن تاريخ الأمم ليس حلقات منفصلة أو جزرا منعزلة بل هو سياق متصل يزدهر بالنضال والانتصارات التى تولد من رحم الصمود والمعاناة وعلى الدوام كانت أمتنا أمة عظيمة صانعة للفخر والمجد ولكى نستطيع العبور للمستقبل علينا أن نقف وقفة حقيقية لنستخلص الدروس والعبر لما سبق ونوثق لما تحقق توثيقا حقيقيا ثم نرسم ملامح الطريق إلى المستقبل".
وتابع: "إن ما نحياه اليوم هو الناتج لما قمنا به بالأمس وعلى مدار خمسين عاما مضت تعرضت أمتنا لضربات عنيفة ومتتالية..
ودعونى أذكركم بتلك اللحظة التى كادت أن تنكسر فيها إرادتنا الوطنية حين تعرضت لعدوان آثم فى يونيو 1967 والذى ما زلنا حتى اليوم نعانى من آثاره وتداعياته، ثم كان العبور للنصر فى أكتوبر والذى أعاد الكرامة الوطنية قبل الأرض وتوحدت الأمة العربية كلها تحت لواء النصر وما لبثت المنطقة أن تستقر حتى تفجرت الحرب العراقية الإيرانية التى امتدت على مدار ثمانى سنوات كاملة حصدت خلالها أرواح مئات الآلاف وأهلكت عشرات المليارات من الدولارات من أموال الشعبين وتأثرت الدول حولهما وراحت مقدرات الشعوب المجاورة فى صراع لا جدوى منه ولا طائل إلا الخراب والدمار".
وشدد: "لم تكد الأمة أن تخرج من أتون هذه الحرب حتى تعرضت لهزة أكثر عنفا وجرحا أكثر عمقا حين فوجئنا جميعا بالغزو العراقى للكويت عام 1990 وعلى مدار عقدين من الزمان عصفت الحروب بالعراق وجرى ما جرى من تدمير لمقدرات الشعوب وإراقة لدماء الملايين وإهدار غير مسبوق للموارد العربية".
وقبل أن تتبدد سحب الحروب من سماء منطقتنا العربية حل عام 2011 بأحداث ألمت بالمنطقة انفجر خلالها الغضب المكنون فى الصدور وكانت الثورات طامحة للتغيير نحو الأفضل قبل أن تعتليها قوى الشر والظلام باسم الدين تارة وباسم الحرية والديمقراطية تارة أخرى ووجدت القوى صاحبة المخططات والأطماع فى الثروات والمقدرات العربية ضالتها فى انتفاضات الشعوب وما آلت إليه من وصول الجماعات حاضنة التطرف، وراعية الإرهاب إلى السلطة ووجدت الفرصة سانحة لإسقاط الدول العربية والإجهاز على مقدرات الأوطان وتفكيك أوصالها".
وكشف: "وكانت الخسائر الناجمة عن الأحداث التى شهدتها دول مثل سوريا، والعراق، وليبيا، واليمن هائلة وضخمة .. وقد حددت بعض التقديرات الدولية حجم هذه الخسائر بحوالي 900 مليار دولار في البنية التحتية وخلفت أكثر من "مليون و 400 ألف" قتيل وأكثر من "15 مليون لاجئ" ومن قبلهم كانت أفغانستان، والصومال، وما عانته من ويلات الحروب والاقتتال الداخلى".
وقال: "إننى لا أتحدث عن مؤامرات متصلة ولكننى أنبه إلى أن الغفلة هى التى تصنع المؤامرة والضعف يبعث على العدوان والتفكيك والانقسام والتشرذم هى معاول الهدم التى نهديها بأيدينا لأعداء الأمة لتحقيق أطماعها.
وأشار: "إننى منذ أن بدأت ممارسة حياتى العملية والمهنية كنت أراقب مقدمات ما يجرى فى منطقتنا وأتابع عن كثب إرهاصات ما يحدث على أرض مصر خلال العقود الماضية وفى مرحلة معينة كنت قد توقعت مبكرا وأدركت أن مصر هى الهدف الرئيسى والجائزة الكبرى لمن أراد بهذه الأمة شرا وحين تنهض مصر وتستقر تنهض الأمة العربية بأسرها وتستقوى وتتوارى الدول من حولها إن هي توارت غير أن وعى هذا الشعب العظيم كان بالمرصاد لما يدبر لبلاده وكانت إرادة الله داعمة لمصر وللمصريين .. وظلت عنايته تظلل أرضها الطيبة التى تجلى بنوره عليها".
ونوه: "كنت أظن وليس كل الظن إثما، أن نهاية مسيرتى المهنية لخدمة الوطن هى حين كنت وسط ممثلى فئات وطوائف المجتمع المصرى فى الثالث من يوليو عام 2013 منحازا .. ومعى رجال القوات المسلحة لإرادة شعبنا العظيم وكنت أعتبر أن قمة طموحى قد وصلت إليها حين توليت قيادة الجيش المصرى العريق وأشهد الله سبحانه وتعالى أننى ما كنت طالبا لمنصب أو سلطة ولا متطلعا لأى مهام أخرى بعد انتهاء مهمتى فى قيادة الجيش المصرى .. الذى أفخر بالانتماء إليه .. وأعتز بدوره الوطنى ولكننى لم أتردد أمام تكليفكم لى بالترشح لرئاسة الجمهورية وتوليت الأمانة وقررت أن أكون مواطنا مصريا اخترتموه للقيام بمهمة إنقاذ وطن وحماية أمة".
وأشار: "منذ اللحظة الأولى اخترت الصراحة طريقا فصارحتكم بحجم التحديات والمخاطر وحقائق الأوضاع على الأصعدة السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية وقلت لكم بكل وضوح إن إعادة بناء الدولة المصرية وإحداث تغير حقيقى فى حياة المصريين وأبنائهم .. يستلزم منا جميعا العمل الشاق والتضحيات الجسام والإخلاص والتجرد حتى نصل جميعا إلى الهدف المنشود وقد أبلغتكم فى غير ذات مرة إننى بمفردى لا أستطيع أن أحقق شيئا لكننا معا نستطيع أن نقهر أعتى التحديات وأن نصنع لبلادنا مجدا يليق بها وتاريخا تفخر به الأجيال المقبلة وسبيلنا نحو ذلك هو التوحد حول الوطن والاصطفاف من أجله".
ووجهه رسالة إلي المصريين قال فيها: "شعب مصر العظيم، منذ أن بدأنا مسيرة العمل الوطنى معا منذ الثامن من يونيو عام 2014 كانت الرؤية واضحة فى ذهنى ومستمدة من آمال وتطلعات هذا الشعب الكريم وكان اختيارى واضحا حيث قررت أن أقتحم المشكلات وأواجه التحديات فى مسارات متوازية من أجل إيجاد حلول حقيقية لا ترتكز إلى الحلول الوقتية التى تؤدى إلى مزيد من التفاقم بعد حين وقد كانت فلسفة مسار العمل الوطنى فى هذه الرؤية .. قائمة على أهداف أربعة، هى:
أولا: توفير فرص عمل لملايين الشباب المصرى لتقليل نسب البطالة واستيعاب حجم التدفق الهائل على سوق العمل ولاسيما من العمالة المصرية العائدة من مناطق الأزمات فى البلدان العربية وذلك من خلال إطلاق حزمة من المشروعات العملاقة ذات الطابع القومى وكان فى مقدمة ما حرصنا عليه فى هذه المشروعات هو الاعتماد على الخامات والأيادى المصرية والشركات الوطنية.
ثانيا: تقديم مصر بصورة جديدة إلى العالم كساحة عمل وبناء فى كافة المجالات وسط منطقة تموج بالاضطرابات والخراب والدمار حتى تعود إلى مصر مكانتها الإقليمية والدولية التى تليق بها ..وهو الأمر الذى تحقق بالفعل.
ثالثا: إنشاء قاعدة صلبة للبناء الصناعى من أجل تحويل مصر إلى مركز صناعى دولى متقدم من خلال تشييد البنية الأساسية اللازمة لإنشاء هذا المركز عبر إقامة شبكة طرق هائلة وأنفاق تربط الضفة الشرقية والغربية لقناة السويس وإنشاء محطات توليد للطاقة الكهربائية ومحطات مياه الشرب والصرف الصحى ومطارات حديثة وموانئ متطورة ومناطق صناعية متخصصة مما يمهد الطريق لجذب الاستثمارات الخارجية .. وبما يحقق تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطن.
رابعا: تحصين الدولة المصرية فى مواجهة التحديات والتهديدات والمخاطر وتعزيز عناصر القوى الشاملة للدولة ولاسيما القدرات العسكرية من أجل الحفاظ على الأمن القومى وحدود الدولة وتأمين السلام والدفاع عن مقدرات هذا الوطن ومكتسباته وثرواته.
وعلى مدار فترة مسئوليتى حققنا طفرة غير مسبوقة فى مؤشرات التنمية الاقتصادية ... أوجزها فيما يلى:
أولا: ارتفاع الاحتياطى النقدى إلى حوالى 37 مليار دولار بعد أن كان 16 مليار دولار فى 2014.
ثانيا: انخفاض ميزان العجز التجارى فى العامين السابقين بمقدار 20 مليار دولار منهم 4 مليارات دولار زيادة في الصادرات المصرية للخارج بالإضافة إلى انخفاض الواردات بمبلغ 16 مليار دولار.
ثالثا: كما انخفضت معدلات البطالة من 13.4% إلى 11.9% ويأتي ذلك في ضوء توفير فرص عمل كثيفة في المشروعات القومية الكبرى وبما يصل إلى 3.5مليون عامل.
رابعا: انخفاض معدلات التضخم من 35% إلى 22% خلال الشهر الحالى ونستهدف الوصول بها إلى نسبة 13%
خامسا: تراجع عجز الموازنة العامة كنسبة للناتج المحلى الإجمالى من 16.7% عام 2013 إلى 10.9% عام 2017.
سادسا: ارتفع تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنسبة 14% في العام المالى 2016/2017.
وبلغ إجمالى حجم استثمارات مشروعات التنمية منذ منتصف 2014 نحو 400 مليار جنيه تقريبا في مشروعات الإسكان والتشييد ومياه الشرب والصرف الصحى والتنمية العمرانية.
وللقضاء على ظاهرة العشوائيات والمناطق غير الآمنة وتوفير المسكن الملائم للمصريين شرعت الدولة في تنفيذ خطة متكاملة للإسكان الاجتماعى تستهدف فئات الشباب وكذلك القضاء على العشوائيات حيث تم بناء 25 ألف وحدة سكنية لتوفير مسكن ملائم لقاطنى المناطق العشوائية والخطرة كما تم تنفيذ245 ألف وحدة إسكان اجتماعي للمواطنين بتكلفة إجمالية بلغت 32 مليار جنيه .. وجار تنفيذ 355 ألف وحدة بتكلفة 71 مليار جنيه.
ولتعظيم أحوال الدولة وتحسين البنية التحتية والاستثمارية وتسيير حركة نقل المواطنين والبضائع تم تحقيق نهضة ضخمة في مجال تطوير شبكةالطرق القومية حيث بلغ ما تم إنشاؤه وتطويره من طرق .. حوالى 7000 كم بتكلفة إجمالية تخطت ال85 مليار جنيه.
وعلى مسار مواز كانت مواجهة أزمة انقطاع الكهرباء منذ يوليو 2014 وسد العجز المزمن في توليد القوة الكهربية في مقدمة أولويات الدولة حيث تمت إضافة قدرات كهربية بلغت 25 ألف ميجاوات من الطاقة التقليدية والمتجددة حتى يونيو 2018 تكافئ حوالى 12 ضعف قدرة السد العالى.
ولتوفير احتياجات الدولة من الوقود سواء لإستخدام المواطنين أو للاستخدامات الصناعية والاستثمارية فقد تم تنفيذ خطة طموحة لتطوير قطاع البترول .. من خلال توقيع 62 اتفاقية بحث واستكشاف حيث تضاعفت الاحتياطيات المضافة من اكتشافات الغاز الطبيعى 8 أضعاف عن مثيلاتها .. خلال الفترة من 2010 إلى 2014 .. لتصل إلى 36.8 تريليون قدم مربع وتم تنفيذ مشروعات لتنمية حقول الغاز الطبيعى بإجمالى استثمارات بلغ 12.6 مليار دولار .. ليصل إنتاجها إلى 5 ملايين قدم مربع في اليوم .. بزيادة قدرها 130% عن الفترة من 2010 إلى 2014.
واختتم كلمته: "الإخوة والأخوات، لم يشغلنا الحاضر وتحدياته عن العمل فى إطار رؤية بناء المستقبل وصياغته .. بما يمهد الطريق من أجل حياة أفضل للأبناء والأحفاد لقد استشرفنا متطلبات الغد بالمواءمة مع ضرورات اليوم .. وكانت رؤية مصر 2030 هى الرؤية الوطنية التى تشمل كل مجالات العمل الوطنى وانطلقنا فى تنفيذها بعزم وإصرار ليأتى الجيل التالى الذى سيحمل مسئولية البلاد ويستكمل خطواتها ومراحلها ويرفع بناء مصرنا الجديدة وقد ارتكزت هذه الرؤية على زيادة الرقعة العمرانية على أرض مصر لمواجهة الزيادة السكانية المتنامية والتى تمثل تحديا كبيرا فقد بلغ تعداد المصريين الآن ما يفوق مائة مليون نسمة .. ومن المقدر أن يصل هذا الرقم إلى 150 مليونا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.