أسهل شيء أن نتهم ما حدث في ماسبيرو بالأيدي الخفية. وناس لهم أجندات لنشر الفوضي والفساد.. ومادمنا نتعلق بهذه الحبال البالية فستتكرر أحداث ماسبيرو مرة ومرات! ** كان يمكن لمطلقي التصريحات الوهمية أن يواجهوا هذه الثورة الظالمة.. فقد مشي أكثر من عشرة آلاف مواطن من شبرا إلي مقر التليفزيون بماسبيرو. ربما دون أن يدري أحد من الذين أطلقوا بيانات الشجب والاستنكار وتحصنوا في مواقعهم سواء في مجلس الوزراء أو مقر الأزهر!!.. ومقر بطريركية العباسية.. وبعد وقوع المصيبة واشتعال النيران في السيارات والأشخاص وليلة عصيبة مظلمة لم تشهدها مصر من قبل.. تسارعت البيانات. ** وحريق ماسبيرو لم يبدأ يوم الاثنين الماضي. بل بدأ حينما فتحنا الباب لسياسة جديدة تعتمد علي الاحتجاجات والاعتصامات وإسقاط هيبة الدولة التي وقفت عاجزة. بل قامت بالاستجابة لكل هذه المطالب.. رغم قطع الطرق في محافظة قنا احتجاجاً علي محافظها.. وتعطيل القطارات ووأد مصالح الناس الذين هالهم ما يحدث. ثم جاء الموسم الدراسي الجديد بتصريحات وزير التعليم عن بداية هادئة. ثم اشتعلت مطالب المدرسين الذين وقعوا في اشتباكات دامية مع تلاميذهم ومع أولياء الأمور. ورغم ما يحصلون عليه من دروسهم الخصوصية. التي ناءت بعبئها الكثير من الأسر المصرية. فقد صرفت لهم الامتيازات والعلاوات. وسار الأطباء علي نهجهم. ولم يعبأوا بتلك المريضة في مستشفي كفرالزيات بفقد أبنائها الثلاثة التي كانت تحلم بهم. ** بعد الأطباء جاء الدور علي عمال النقل العام وتوقف السائقون عن العمل وعاني المواطنون الكثير من هذا الإضراب.. وبعدهم طوائف كثيرة. حتي وصل الأمر إلي المساكين من أصحاب المعاشات الذين فوجئوا بتبادل الاتهامات عن ضياع فلوسهم أكثر من 400 مليار جنيه بين وزير القوي العاملة الذي يؤكد ضياعها. ووزير المالية الذي عجز عن إثبات وجودها.. فشكل رئيس الوزراء وهو في هذه الدوامة المشتعلة من الغضب لجنة لبحث الموضوع.. كما شكل لجنة لبحث أحداث ماسبيرو.. وزمان قيل: إذا أردت أن تقبر قضية . ** في هذا المناخ الملتهب تجري انتخابات البرلمان سواء الشعب أو الشوري. ولا أدري لماذا الإصرار علي الشوري وهو نتوء من الفساد كان مقبرة لكل القيم والمبادئ الشريفة ومرتعاً للسطو علي الغنائم.. وكل مهمته هي تشكيل قيادات الصحف القومية. ولا أريد أن أضيف!!.. وأخشي أن يأتي اليوم الذي يأمر رئيس الحكومة بتشكيل لجنة لبحث أحداث مصادمات انتخابات البرلمان. وقد ظهرت بوادرها في الصعيد. حيث أقسم الكثيرون من الذين صالوا وجالوا في البرلمانات السابقة التي صنعت الفرعون. واستنطعت بظله أنهم سيدخلون هذه الانتخابات رغم عدم أحقيتهم في دخولها. ولكن النبوت والسنجة والكلاشنكوف هو الذي يحكم اليوم في ظل التيه الذي تعيش فيه الحكومة.. أخشي ويخشي معي الكثيرون. ولكن لا فائدة من خوفنا إلا بعد أن تقع الفأس.. في الرأس.. ** تأجلت انتخابات الصحفيين.. فهل نؤجل انتخابات مجلس الشعب؟!