عندما يؤكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أننا لن نسمح أبداً بوجود مشكلة مياه في مصر فإنه يعني ما يقول.. المياه بالنسبة لأي شعب معناها الحياة.. وبالنسبة لشعب مصر تعني أكثر من الحياة.. بها نرتوي.. وبها ننتج الثمار والمحاصيل.. وهي التي تطفئ عطش الأرض "وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حباً فمنه يأكلون. وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون. ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلايشكرون". الرئيس كشف عن برنامج طموح وضخم في تاريخ مصر لمواجهة أي مشكلات محتملة في المياه.. هناك مشروعات لمحطات المياه والتحلية والمعالجة الثلاثية لتعظيم الموارد المائية. إذن.. نحن بدأنا هذا المشروع الطموح للتغلب علي مشكلة المياه.. ويبقي بعد ذلك حصة مصر من مياه النيل التي لن نفرط فيها رغم العقبات التي تضعها كل من أثيوبيا والسودان في مباحثات سد النهضة. ونخص بالذكر هنا اللجنة الفنية الثلاثية. سامح شكري وزير الخارجية قال إن مصر لم تتلق رداً من السودان أو أثيوبيا حول مقترح اشراك البنك الدولي كطرف فاصل في المفاوضات. الفنية لسد النهضة.. وأن هذه المفاوضات فنيه بالأساس. وما تم فيها حتي الآن لا يعبر عن مراعاة المصالح المشتركة. أكد وزير الخارجية أن مصر ليس لديها رغبة في إثارة أية توترات في العلاقات مع السودان وأثيوبيا بسبب مفاوضات سد النهضة. وأن ذلك يتم وفق وجود إرادة سياسية لدي الأطراف الأخري وهو ما تراقبه وتقيمه مصر. والسؤال هنا.. ما هي الخطوة التالية بشأن مفاوضات اللجنة الفنية الثلاثية؟! الأمر بالنسبة لاشراك البنك الدولي الذي اقترحته مصر يحتمل جانبين اثنين: * إما ان ترد كل من أثيوبيا والسودان بالإيجاب علي اشراك البنك الدولي.. وفي هذه الحالة ترضي الدول الثلاث وتكون "جهيزة قد قطعت قول كل خطيب". * إما أن تتجاهل الدولتان الأمر ولا ترد بالإيجاب أو السلب وفي هذه الحالة تكون المشكلة قد تعقدت!! وعلي مصر في هذه الحالة ان تلجأ لحلول أخري بحيث تضمن حصتها من مياه النيل. ويكون ملء خزان سد النهضة في السنوات التي تحددها مصر حتي لا يؤثر علي كمية المياه الواصلة إليها. لست أدري.. ما هي الوسيلة أو ما هي الحلول التي ستتخذها مصر للتغلب علي هذه المشكلة.. لكن الخارجية المصرية لديها من الحلول والبدائل ما يمكنها وفقاً لمبادئ القانون الدولي من ضمان حصة مصر من مياه النيل. واضح أن هناك اتفاقاً وتنسيقاً بين أثيوبيا والسودان علي أن يكون صوتهما واحداً في مفاوضات سد النهضة.. والدليل إن احداهما لم ترد حتي الآن علي المقترح المصري حول اشراك البنك الدولي.. فما هي خطتهما؟! سامح شكري قال ان زيارة هيلي ماريام ديسالين رئيس وزراء أثيوبيا لمصر مازالت محل ترتيب وقيد الاعداد. ومازالت مصر تحسن الظن في تصريحات رئيس الوزراء الأثيوبي بأن سد النهضة لن يتسبب في ضرر أية دولة من دول المصب. كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد حذر في 18 نوفمبر من العام الماضي من المساس بحصة بلاده من المياه.. وقال إنها تساوي حياة أو موت شعب. قال الرئيس إننا تكلمنا مع أشقائنا في السودان وأثيوبيا علي ثلاثة عناصر.. منها عنصر عدم المساس بالمياه.. وقلنا إننا نتفهم التنمية وهي أمر مهم.. لكن أمام التنمية هذه المياه تساوي بالنسبة لنا حياة أو موت شعب.. وأكد الرئيس: إن مياه مصر موضوع مفيش فيه كلام. والآن.. هل عرفتم لماذا قال الرئيس إننا لن نسمح أبداً بوجود مشكلة مياه في مصر.. قال الله تعالي في كتابه الكريم "وجعلنا من الماء كل شيء حي" صدق الله العظيم.