اختتمت بوزارة الخارجية الأردنية الليلة الماضية اجتماعات الوفد الوزاري العربي المصغر المكلف بمتابعة الآثار السلبية لقرار الإدارة الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها. وبيان مدي خطورة القرار في ضوء المكانة التاريخية والدينية للقدس. ناقشت الاجتماعات التي ترأسها وزير الخارجية وشئون المغتربين أيمن الصفدي. أفضل السبل لمواجهة تداعيات القرار الأمريكي الذي يخالف قرارات الشرعية الدولية. وضرورة تكثيف الجهود لحل سياسي ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. ضم الاجتماع وزراء خارجية مصر سامح شكري وفلسطين رياض المالكي والسعودية عادل الجبير والمغرب ناصر بوريطة ووزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط. من جانبه أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط إلي الجهود العربية التي تبعت القرار الأمريكي في مجلس الأمن الدولي وعلي مستوي الجمعية العمومية للأمم المتحدة. لفت في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني أيمن الصفدي إلي المواقف الدولية المؤيدة للموقف العربي رغم وجود بعض الثغرات التي استغلها الجانب الآخر بيِّن أن المرحلة المقبلة من العمل العربي ستركز علي التعامل مع هذه الثغرات. وحول البحث عن راع بديل لعملية السلام قال أبوالغيط إن القرار الأخير للمجلس الوزاري العربي أكد أن الولاياتالمتحدة باعترافها بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال. وضعت نفسها خارج إطار التسوية. أشار إلي الموقف الفلسطيني الموازي للقرار الوزاري العربي. وعن خيارات السلام المطروحة. وجدد أمين عام جامعة الدول العربية التأكيد أنه ليس هناك خيارات سوي التمسك بالإطار الاستراتيجي لعملية السلام. وفي هذا السياق نبحث الدور الاستراتيجي للولايات المتحدة ووفق رؤية الأطراف الدولية الأخري المنخرطة في العملية السلمية. منها: الأممالمتحدة واللجنة الرباعية والاتحاد الأوروبي وكذلك الدور الروسي والصيني والفرنسي وغيرهم. قال الصفدي إن الاجتماع تنسيقي تشاوري. وأن اللجنة هي فريق عمل جاءت لتنظر في كيفية تنفيذ التكليف من وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية. وتشكيل وفد ليعمل مع المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية للحد من التبعات السلبية للقرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ومواجهة آثاره. وبيان خطورته في ضوء المكانة الوطنية والتاريخية للقدس عند المسلمين والمسيحيين علي امتداد العالمين العربي والإسلامي. وبيِّن أن اللجنة ستعمل مع المجتمع الدولي لإطلاق جهد فاعل ومنهجية للضغط علي إسرائيل للالتزام بقرارات الشرعية الدولية. ووقف كل الخطوات الأحادية التي تستهدف فرض حقائق جديدة علي الأرض وخصوصا بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي ومحاولات تفريغ القدس من سكانها العرب المسلمين والمسيحيين والعمل مع المجتمع الدولي لإيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي. وأكد الصفدي أن موقفنا كجامعة للدول العربية ودول عربية من هذا القرار واضح. بأنه يشكل خرقا للقوانين والشرعية الدولية. ولا أثر قانونيًا له وأن الدول العربية ستعمل في هذا الإطار. وهذا موقف واضح وجامع للدول العربية بأن القدس قضية لا تتقدم عليها أي قضية أخري في العالمين العربي والإسلامي والمسيحي أيضا. وأكد أن اللجنة وبتكليف من جامعة الدول العربية ستتصدي لهذا الجهد. وأشار إلي أن قرار الكنيست الإسرائيلي بتغيير القانون الأساسي جعل التفاوض علي القدس مشروط بثلثي أعضاء الكنيست وهو قرار مرفوض لأننا لا نعترف بأي قرار إسرائيلي حول القدس لأنها أرض محتلة وفق القانون الدولي. مشيرًا إلي قرار الحزب الحاكم في إسرائيل لفرض السيادة الإسرائيلية علي الضفة الغربية والمستوطنات. وهذا ما نرفضه ونؤكد أنه يمثل خرقا لكل القوانين والاتفاقيات الدولية. وقال وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني أيمن الصفدي: إننا سنعمل أيضًا علي استمرار الاتصال مع المجتمع الدولي تجاه إطلاق جهد دولي جاد وسريع يفضي إلي إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصتها القدسالشرقية. مؤكدا أننا سنعمل معًا للحد من إقدام أي دولة أخري علي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها. وبيِّن أنه سيكون هناك استمرار في دعم الجهود الفلسطينية القائمة علي التحرك في إطار المنظمات الدولية للتأكيد علي بطلان القرار ومواجهة تبعاته والحد من سلبياته. وجدد الصفدي التأكيد أنه لا أمن. ولا استقرار. ولا أمان في منطقة الشرق الأوسط من دون الحل القائم علي أساس الدولتين لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي. وهو موقف ثابت. وقال إنه تم خلال الاجتماع التوافق علي الاجتماع في إطار أوسع بالمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية في نهاية الشهر الحالي لتقديم التوصيات للاجتماع الوزاري واطلاع الوزراء العرب علي ما تم وما سيتم من جهود للوصول لتحقيق أهدافنا في التأكيد علي بطلان القرار الأمريكي وأنه لا أثر قانوني له. ومحاولة الحصول علي اعتراف عالمي بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية. والضغط باتجاه تحرك دولي فاعل يأخذنا من حالة الجمود في الجهود السلمية إلي طريق ثابت وراسخ نحو الحل الشامل والعادل للصراع. وهو حل الدولتين وفقًا للقرارات الدولية.