"الدين لله والوطن للجميع" تحت هذا المبدأ تعايشنا في مصر مسلمين ومسيحيين إخوة متحابين لا تؤثر فينا الفتن الطائفية ولا نسمح لدخيل يفسد هذه العلاقة تحت أي بند من البنود. نتجاور في المساكن فيخاف كل منا علي جاره.. ونتزامل في العمل فيسند بعضنا بعضا.. ونتصادق خارج العمل فنتزاور.. ونتبادل التهاني في المناسبات.. ويزور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الكنيسة.. ويتبادل معه البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية والكنيسة المرقصية الزيارة للتهنئة في الأعياد.. والكل يعيش في وئام ومحبة. وعند بناء مسجد أو كنيسة نجد الأهالي من المسلمين والمسيحيين يعاونون في البناء.. ويحرص الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يهنئ الأخوة المسيحيين في أعيادهم ومناسباتهم.. وفي أي احتفال يدعي إليه كبار المسئولين تجد شيخ الأزهر وبابا الإسكندرية في مقدمة الحضور. الرئيس قرر أن يبني أكبر كنيسة في الشرق الأوسط بالعاصمة الجديدة.. ويتم بناؤها علي أحدث نظام وبها إمكانات تتسع آلاف المصلين وأماكن الانتظار آلاف السيارات. مصر تعاني الإرهاب الدنيء.. وهو لا يفرق بين مسلم ومسيحي.. فكما تم الاعتداء علي أتوبيس كامل يقل أعدادا من المسيحيين كانوا في طريقهم لأحد الأديرة بالصعيد فقد تم الاعتداء علي مسجد الروضة وقتل 312 مسلما في هذه العملية الإجرامية. مصر أذن ليست في حاجة لتدخل أمريكا في شئونها الداخلية تحت لافتة تحمل عنوان "دعم الأقباط في مصر" ثم تقديمه إلي الكونجرس الأمريكي!! وقد تم تفسير هذا الطلب المقدم إلي الكونجرس تربصاً بمصر بعد موقفها من القضية الفلسطينية. النائبة مارجريت عازر وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب استنكرت مشروع القانون الجديد الذي عرض علي الكونجرس يوم الجمعة الماضي.. والمقدم من منظمة التضامن القبطي "كوبتك سوليدرتي" مع مشروعين أمريكيين آخرين أسموها محنة الأقباط والدعوة لدعمهم!! دعت مارجريت عازر واشنطن في تصريح لليوم السابع لرفع يدها عن أي تدخل في الشأن المصري. مؤكدة أن الأقباط يتمتعون بكل الحقوق وعليهم كل الواجبات. أوضحت وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب أن القيادة السياسية في مصر تؤكد بشكل دائم حق المواطنة وتعترف بحقوق الأقباط وما يحدث من اعتداءات أو عمليات إرهابية ليس موجها للأقباط فقط وإنما هو حرب تتعرض لها مصر بمختلف طوائفها وآخرها علي سبيل المثال حادث مسجد الروضة. ولفتت مارجريت عازر إلي أن هناك تربصا واضحا من الإدارة الأمريكية بمصر بعد موقفها الواضح تجاه سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية ودعم مصر الأخير والقوي للقضية الفلسطينية في مواجهة قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.. إذ ناهضت مصر القرار بكل قوة. نحن مازلنا نحرص علي أن تكون علاقة مصر بالولاياتالمتحدة علاقة استراتيجية.. ولا يمكن أن تتخلي مصر عن مبادئها الثابتة في نصرة القضية الفلسطينية.. وعلي أمريكا أن تتفهم هذا الوضع وألا تحاول افساد هذه العلاقة بمشروعات حول وضع الأقباط في مصر لا أساس لها من صحة. فإذا كانت أمريكا انحازت ظلما وعدوانا إلي إسرائيل علي حساب الحق الفلسطيني فأولي بها أن تتفهم موقف مصر في الدفاع عن القضية الفلسطينية. الباطل الأمريكي ليس له شرعية.. والمبدأ المصري له شرعية أكدها مجلس الأمن بموافقته علي القرار المصري الذي اعترضت عليه واشنطن بالفيتو وأقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 128 دولة.