أكد فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر. رئيس مجلس "بيت العائلة" أنه عندما أشرقت شمس الثورة السلمية المصرية من ميدان التحرير في الخامس والعشرين من يناير هذا العام. استبشر المصريون جميعاً بأن روحاً جديدة قد ولدت. أضاف في بيان عقب رئاسته للاجتماع الطارئ لمجلس بيت العائلة أن أحداث الثورة بأيامها الأولي بدت تجسيداً للوحدة الوطنية بأجلي معانيها.. لهذا جاءت الأحداث المؤلمة التي جرت أمس الأول أمام ماسبيرو بمثابة صدمة للضمير الوطني كله وجارحة لوجدان كل مصري. قال: إن الأيام أثبتت أن المعالجات السطحية والحلول المسكنة لظواهر الأزمات في الفترات الماضية غير مجدية. بل أدت إلي تصاعدها وتسارع وتيرتها علي نحو غير مسبوق ولا مقبول. ويستدعي أخطاراً جسيمة تهدد هذا الوطن.. وإن المصارحة والمكاشفة والشفافية التي تقوم علي البحث في أعماق المشكلة والتعامل مع جذورها ضرورة حتمية في ظل الظروف التي يمر بها الوطن. أهاب بيت العائلة بالمجلس الأعلي للقوات المسلحة وبمجلس الوزراء سرعة الانتهاء من إعداد القانون الذي ينظم بناء الكنائس. وأن يحسم المشكلات التي تحيط بها والتي نجم عنها مثل الأحداث المؤسفة. وأن يتخذ الإجراءات العملية اللازمة لتعزيز ما نص عليه الدستور من إرساء مبدأ المواطنة للمصريين جميعاً. أضاف الإمام الأكبر أن مجلس بيت العائلة إذ يؤكد اعتزازه بالقضاء المصري ذي التاريخ العريق في حماية الحقوق والحريات. وتعزيز سيادة القانون. ويدرك جسامة العبء الذي يحمله القضاء المصري في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها الوطن. فإنه يهيب به أن يمنح قضايا العنف الطائفي أولوية مناسبة لمواجهة هذه الظاهرة الطارئة علي وطننا بعد خمسة عشر قرناً من العيش المشترك والتوحد الوطني. قال إن بيت العائلة الذي يقدر الدور المهم الذي يؤديه الإعلام المعاصر يؤكد حرصه التام علي حرية التعبير عن الآراء بوسائله المختلفة. ولا يفوته أن يناشد أجهزة الإعلام أن تكون علي قدر المسئولية الوطنية. في هذه المرحلة الفارقة من تاريخنا الحديث. أكد أن الجندية المصرية كانت وستظل تعبيراً عن مبدأ المواطنة الذي نلوذ به جميعاً سعياً للمحافظة علي وحدة نسيجنا وتحقيق النهضة والتقدم. لذلك فإن بيت العائلة إذ يعبر عن تقديره للتاريخ المشرف لقواتنا المسلحة ودورها المهم في دعم الثورة وحراستها. فإنه يري استمرار هذا الدور والحرص من خلاله علي هيبة الدولة.. خطوط حمراء لا يجوز الاقتراب منها أو المساس بها مهما كانت الظروف. تقدم بيت العائلة بخالص العزاء لأسر الشهداء. وأمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.. وأعرب عن ألمه الشديد وصدمته البالغة لهذه الأحداث المؤسفة الغريبة علي مصر والمصريين.