ظلت العلاقات بين الدول العربية والولاياتالمتحدة طوال السنوات الماضية متأرجحة.. تارة تكون قوية.. وأخري ينتابها التوتر.. ورغم ذلك فقد احترمت الدول العربية موقف واشنطن لعدم اتخاذها إجراء بنقل سفارتها إلي القدس. كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وعد خلال حملته الانتخابية بأنه سينقل السفارة الأمريكية للقدس إرضاء لإسرائيل إلا أن الدول العربية حذرته من الاقدام علي هذه الخطوة لأنها تحبط عملية السلام التي يتوسط فيها ترامب بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتؤدي إلي زيادة التوتر مع أمريكا وتفاقم الفوضي في المنطقة. والآن ظهرت تطورات جديدة في قضية نقل السفارة الأمريكية للقدس.. فقد أعلن مايك بيتس نائب الرئيس الأمريكي يوم الثلاثاء الماضي أن دونالد ترامب يدرس موعد وكيفية نقل السفارة الأمريكية للقدس. وكان دونالد ترامب قد أكد في أكتوبر الماضي أنه لن ينقل السفارة الأمريكية إلي القدس في الوقت الحالي لأنه يريد أولا إعطاء فرصة للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقد أثار قرار نقل السفارة جدلا واسعا إذ رحبت إسرائيل بالقرار في حين اعتبرت السلطة الفلسطينية أن ذلك من شأنه أن يدمر عملية السلام ويجر المنطقة إلي الفوضي. أكد الملك الأردني عبدالله الثاني أن الأردن سيواصل كرئيس للدورة الحالية للقمة العربية ومن منطلق الرعاية والوصاية الهاشمية التاريخية علي الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف وكونه الأقرب لفلسطين وقضيتها العادلة ومعاناة شعبها الشقيق.. جهوده الحثيثة وبالتعاون مع مختلف الأطراف الاقليمية والدولية لدفع عملية السلام قدما ودعم جهود الأشقاء الفلسطينيين في تحقيق آمالهم وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف والوقوف في وجه أي محاولات تسعي لتغيير الوضع الحالي والقانوني القائم في القدس. من جانبه قال أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إنه يستشعر قلقا عميقا إزاء ما يتردد عن اعتزام الإدارة الأمريكية نقل سفارة الولاياتالمتحدة إلي القدس والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل. وقال اننا نقول اليوم بكل وضوح أن الإقدام علي مثل هذا التصرف ليس له ما يبرره ولن يخدم السلام أو الاستقرار بل سيغزي التطرف واللجوء للعنف. وهو يفيد طرفا واحدا فقط هو الحكومة الإسرائيلية المعادية للسلام. لو قررت أمريكا نقل سفارتها للقدس.. فمعني ذلك أنه سيترتب علي هذا القرار أمور كثيرة.. أولها توتر العلاقات بين الدول العربية وبين الولاياتالمتحدة.. ويمكن أن يتفاقم الوضع لتجميد كل أنواع التعاون بين الجانبين.. وثانيا ستزداد العلاقة توترا مع إسرائيل ويتجدد العنف الفلسطيني ضد تل أبيب وتنشط عمليات المقاومة من جديد.. وثالثا هل سيقف أبناء القدسالشرقية صامتين؟! أم أنهم سيخرجون في مظاهرات احتجاجية تقابلها اسرائيل بمزيد من العنف وتتحول القدسالشرقية إلي حالة فوضي دائمة. سوف يشجع القرار الأمريكي إذا نفذ عودة النشاط الإرهابي إلي كل من سوريا والعراق وينشط أكثر في ليبيا ولو حدث ذلك فإننا سنعود الي نقطة الصفر. القرار الأمريكي يتسم بالغدر.. لأنه يستغل الموقف في الدول العربية وانشغالها بطرد الإرهابيين. ويعطي اسرائيل ميزة بجعل القدس عاصمتها. يجب علي الدول العربية أن تتحرك وتتواصل مع الإدارة الأمريكية لاثنائها عن هذا القرار.. ويجب أن تتحرك عالميا وتؤكد علي قرارات مجلس الأمن الداعية إلي عودة اسرائيل لحدود ما قبل 1967. القرار الأمريكي سيحدث فوضي غير خلاقة في المنطقة ويزيد العنف.. وينشط الإرهاب من جديد.. وهو حلقة في سلسلة المخطط الأمريكي لتقسيم وإعادة استراتيجيتها لهيمنة إسرائيل علي منطقة الشرق الأوسط!!