في سلسلة المؤامرات التي يشنها بين الحين والآخر اعضاء الكونجرس الأمريكي علي مصر والعرب.. قدم ثلاثة أعضاء جمهوريين بمجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون إلي الكونجرس في أول انعقاد له عقب الانتخابات التشريعية يعترف بالقدس عاصمة رسمية لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها. مشروع القانون بالقطع سيشمل احتجاجات عنيفة في الأراضي المحتلة.. ويعمق التوتر والأزمة بين الإدارة الأمريكية والسلطة الوطنية الفلسطينية والشعوب العربية والاسلامية. تنفيذ الإدارة الأمريكية لهذه الخطوة من الممكن أن يترتب عليه عواقب وخيمة وسيكون لها تداعيات كبيرة علي المنطقة.. لان القدس هي عاصمة دولة فلسطين وهي رمز للشعوب العربية والإسلامية ولن يقبل أحد أن يتم تجريد الفلسطينيين من عاصمتهم عبر تمرير قرار نقل السفارة إلي القدس. الشعب العربي والإسلامي يرفض أي قرار قد يصدر عن الإدارة الأمريكية يقضي بنقل سفارتها من مدينة تل أبيب إلي مدينة القدس لانه سيترتب عليه تداعيات علي المنطقة بأسرها. نية الإدارة الأمريكية بنقل السفارة إلي مدينة القدس يعبر عن استمرار الانحياز الأمريكِي للاحتلال الإسرائيلي ومواصلة دعمه مما يشجعه علي مواصلة انكاره لحقوق الشعب الفلسطيني ومواصلة الاعتداء علي الإرض والإنسان الفلسطيني. القدس تعد في صلب النزاع بين فلسطين وإسرائيل.. لان الفلسطينيين يطالبون بالقدسالمحتلة عاصمة لدولتهم المنشودة.. وفلسطين التاريخية كلها واقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي وبالتالي لا فرق بين ما يسمي زوراً بالقدسالشرقية والغربية. خطورة مشروع القانون الأمريكي أنه يطلق العنان لموجة من العنف والمزيد من التوتر علي عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل ومستقبل حل الدولتين.. بعد أن توقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في أبريل 2014 بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان والإفراج عن المعتقلين القدامي في سجونها والالتزام بحل الدولتين علي أساس حدود 1967. تساؤلات عديدة تثور حول موقف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي يتولي الرئاسة رسميا بعد اسبوعين من إسرائيل خاصة ان تصريحاته وتصرفاته كلها تصب في اتجاه الانحياز السافر لإسرائيل. لقد بدأ ترامب قراراته بتعيين احد غلاة الصهاينة سفيراً للولايات المتحدة في إسرائيل.. وفي الوقت نفسه انتقد بشل واضح قرار مجلس الأمن بإدانة الاستيطان الإسرائيلي الذي امتنعت إدارة أوباما عن استخدام حق الفيتو ضده.. هذا رغم أنه مجرد قرار استعراضي شكلي لا قيمة له مررته إدارة أوباما لاحراج الرئيس القادم مع الحليف الإسرائيلي وهي التي ظلت تستخدم حق الفيتو ضد أي قرار ضد إسرائيل طوال سنواتها الثمانية في الحكم كما فعلت كل الإدارات السابقة وظلت تدعم الاستيطان من قنوات عديدة.. لقد وعد ترامب خلال حملته الإعلامية وبعدها إسرائيل وبكل صراحة بانه لن يسمح بتكرار ذلك عندما يتولي الرئاسة رسمياً كما أكد علي تشجيع الاستيطان. وفي الوقت نفسه وعد ترامب بتنفيذ قرار مجلس النواب الأمريكي الصادر منذ 24 سنة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية لدي إسرائيل اليها والذي كان الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون يؤجلون تنفيذه حرصا علي مستقبل عملية السلام بين العرب وإسرائيل رغم الانتهاء من اقامة السفارة في القدسالمحتلة وباتت تنتظر النقل فقط. وهنا يشعر البعض بالمخاوف من ان يقوم ترامب بتفعيل القرار.. وهذه المخاوف تصرف الأنظار عن المشكلة الحقيقية وهي الانحياز الكامل الأمريكي لاسرائيل علي طول الخط دون مراعاة لمصالح العرب واسرائيل. مصر هي الدولة الوحيدة التي لم تتوان لحظة واحدة عن تقديم العون والمساعدة للقضية الفلسطينية ومنذ عام 1948 وحتي الآن.. لم ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام مشروع القانون الأمريكي لنقل سفارتها الي القدس.. وكذلك لاستئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية التي نادي بها الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية والسؤال الذي يدق الرءوس بقوة ماذا سيفعل الباقون أو ماذا فعلوا من قبل.. الأجابة معروفة بالطبع لا شيء. وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.