العمل الإرهابي الخسيس الذي استهدف المصلين في مسجد الروضة بالعريش الجمعة الماضية يثبت بالدليل القاطع أن الإرهاب لا دين له ولا ملة ولا عقيدة وأن الإرهابيين الذين نفذوا هذا العمل الإجرامي ما هم سوي مرتزقة ينفذون ما يؤتمرون به من الدول الداعمة والممولة لهم والهدف من وراء هذه العملية الإرهابية القذرة هو إحداث ضجة كبيرة يسمعها العالم كله تدفع مصر إلي الانكفاء داخلياً من أجل لملمة جراحها وابعادها عن دورها الريادي في المنطقة الذي حقق العديد من النجاحات في الآونة الأخيرة. مصر ليست دولة مذهبية كالعراق مثلاً حتي يتم استهداف المساجد كما أن الإرهابيين حين اختاروا مسجد الروضة لتنفيذ عملهم الخسيس واللاإنساني ليس كما يردد البعض لأنه يرتاده الصوفيون أو لأن أهالي بئر العبد حيث يقع مسجد الروضة يرفضون إيواء هؤلاء الإرهابيين أو لأن الأهالي يتعاونون مع الأجهزة الأمنية ويمدونهم بالمعلومات عن تحركات الإرهابيين.. كل هذا غير صحيح فالهدف من استهداف هذا المسجد أبعد بكثير من كل هذه التكهنات. أولاً.. من المعروف أن المساجد لم تكن ذات يوم هدفا للعمليات الإرهابية التي تشهدها مصر وبالتالي فهي بعيدة عن أعين الأجهزة الأمنية.. ثانياً أن الهدف هذه المرة هو سقوط أكبر عدد من الضحايا حتي يكون لهذه العملية تأثير مدو يؤدي إلي إنزواء مصر داخلياً بعيداً عن الصراعات الإقليمية المشتعلة في المنطقة والتي نجحت مصر في إخماد بعضها مثل إنقاذ لبنان من مصير سوريا ووقوفها حائلاً أمام مخطط ضرب لبنان ونجاح مصر في إجراء المصالحة بين الفلسطينيين ودور مصر القوي في الملفين السوري والليبي والتواجد المصري في جنوب السودان.. كل هذه العوامل دفعت دولا إقليمية وأجهزة مخابرات علي العمل سويا لإبعاد مصر عن ممارسة دورها الريادي في المنطقة الذي أفشل كل مخططاتهم فحدث ما حدث في مسجد الروضة. نعم الإرهاب يتوحش وهذا يتطلب منا كمصريين جميعاً اليقظة والوقوف صفاً واحداً أمام مخططات دول الشر الذين يدفعون ملايين الدولارات من أجل سقوط مصر في دوامة العنف والفوضي وكلنا ثقة في القيادة السياسية التي عودتنا دائماً علي الثأر من هؤلاء القتلة في أسرع وقت ممكن ويبقي الدور علي الثأر من الدول الداعمة لهذا الإرهاب الأسود.. رحم الله شهداء مسجد الروضة.. رحم الله جميع شهداء مصر.