أخجلتني كلمات الدكتور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة. التي قالها عن مصر. في المؤتمر الصحفي الذي استضافته فيه كلية الزراعة بجامعة القاهرة. بوصفه واحداً من خريجيها. أخجلتني كلماته. وهو يقول: "أنا صناعة مصرية خالصة. وأعظم شيء أمتلكه هو حب المصريين". أخجلتني كلماته وهو يقول: في مصر تعلمت كل حاجة. وأنظر لمصر بمنظور آخر.. منظور الحضارة المصرية. أخجلتني كلماته وهو يقول: أنا مبقولش مفيش مشاكل. لكن "بلعومي" - أي زوري - بياكل الزلط زي المصريين. ومبتطلعشي مني العيبة. أخجلتني كلماته وهو يقول: لا أتأخر عن مصر في حاجة. لأن مكنوزي منها. أخجلتني كلماته. بالغيرة الوطنية. لأني أنا المصري الأصيل العاشق لبلدي. المتبتل في ترابها لم أكن قائلها. أخجلتني كلماته. بالغيرة المهنية. لأني. وأنا صاحب القلم المغموس في طين مصر. المهووس بحبها. لم أكن كاتبها. أخجلتني كلماته. لأنه قالها ومصر لم تعطه إلا جزءاً يسيراً جداً مما أخذه ويأخذه منها كل واحد منا. أخجلتني كلماته. لأنه قالها وهو لا ينتظر من مصر غير ما أخذ ويعتبره "مكنوزاً" له بل يعرض أن يعطي ويعطي ويعطي لعله يوفي.. لا أتأخر عن مصر في حاجة.. لأن مكنوزي منها. أخجلتني كلماته نيابة عن كل المصريين الشرفاء الذين يفخرون بمصريتهم لأننا وجدنا من يفخر غيرهم بأنه "صناعة مصرية خالصة". حاكم إمارة الشارقة يفخر بأنه "صنع في مصر". أخجلتني كلماته أكثر. نيابة عن كل من لا يخجلون. ولا تعرف حمرة الخجل طريقاً إلي وجوههم. من أبناء مصر. الذين لا يستحقون - إذا قيسوا به - شرف المصرية أو حمل الجنسية. الذين أخذوا ويأخذون من مصر كل شيء ثم يتنكرون لها إذا تعثرت خطاها. أو نضب الفيض من جيوبها فلم تعطهم المزيد. والذين نهبوا ثروات مصر بلا رحمة. وأهدروا مالها وطاقتها بلا تدبر. وأفسدوا في أرضها علي مر العهود. والذين أعطتهم مصر كل شيء. ثم خرجوا يهاجمونها من أبواق مأجورة. ومنصات مستورة يحرضون عليها الأعداء. ويوقعون بينها وبين الأصدقاء. والذين عاشوا علي أرض مصر. وكبروا وتعلموا فيها. وأكلوا من خيراتها. ثم رفعوا السلاح في وجه خير أجناد الأرض إرهاباً وترهيباً. هذا رجل يعرف معني مصر. وقدر مصر كما لم يعرفه أبناؤها. هذا مصري أكثر منا.. ولو كنت مسئولاً لمنحته المواطنة الفخرية. ولأطلقت عليه لقب المواطن المصري الأول. هذه ليست المرة الأولي التي يتغني فيها الشيخ القاسمي بحب مصر. فمواقفه وكلماته علي مدار عمره المديد شاهد علي ذلك. وليس غريباً عليه أو علينا أن نسمع منه ذلك ونحسه.. فهو من أرض وشعب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي نعتبرها إمتداداً لنا. وتعتبرنا إمتداداً لها.