بعد مرور أكثر من 8 شهور علي ثورة 25 يناير مازال التساؤل الذي يفرض نفسه.. هل تراجعت مكانة المرأة الآن عما كانت عليه قبل الثورة؟! البعض يؤكد أن المرأة لحقت بها العديد من الخسائر قبل الغاء الكوتة النسائية في مجلس الشعب والذي كان يسمح لها بدخول 64 سيدة داخل البرلمان بالإضافة إلي تقلص عدد السيدات في الوزارات إلي وزيرة واحدة فقط بعد أن كانت هناك ثلاث سيدات في مجلس الوزراء بالإضافة إلي وجود تحركات كثيرة ضد حقوق المرأة.. بينما يؤكد البعض الآخر أن أوضاع المرأة أصبحت أفضل وأكثر وجوداً بعد الثورة.ف ي البداية تؤكد د. عزة كريم استاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن المكاسب التي حققتها المرأة في السنوات الماضية لم يكن بسبب زوجة الرئيس السابق كما يزعم البعض ولكنه كانت نتاج نضال مستمر من قبل العديد من منظمات المجتمع المدني عبر سنوات طويلة. أضافت أن مكانة المرأة أصبحت أكثر وجوداً بعد ثورة 25 يناير حيث ان جميع القوانين تؤكد علي المساواة بدون تمييز مشيرة إلي أنه بعد الثورة أصبحت هناك مساواة قانونية لصالح المرأة سواء في التعليم أو العمل. أكدت أن من أهم القضايا الملحة في المرحلة الانتقالية التي نعيشها الآن هو دور منظمات المجتمع المدني في بناء الوعي لدي النساء بأهمية الانتخابات البرلمانية وأن جزءاً كبيراً من مستقبل النساء مرهون بنتائج هذه الانتخابات وهذا يتطلب تشجيعاً ودعماً للنساء علي المشاركة سواء بالتصويت أو الترشيح وأيضاً مراقبة القوي السياسية المختلفة من قضايا النساء ومدي ادماجها لهذه القضايا في برامجها ووجود النساء في الهياكل التنظيمية لهذه الأحزاب. تطالب الدكتورة عزة المنظمات النسائية والحقوقية بدعم المرأة في الانتخابات البرلمانية القادمة حتي يكون هناك تواجد نسائي قوي في برلمان الثورة. المرأة مظلومة أما الدكتورة اقبال السمالوطي رئيس جمعية حواء المستقبل وعميدة المعهد العالي للخدمة الاجتماعية: تري أن المرأة ظلمت بعد الثورة رغم أنها كانت شريكة للرجل في ميدان التحرير حتي نجحت الثورة. أضافت أن لعنة سوزان مبارك أصابت المرأة.. وخرجت بعض التيارات الدينية المتطرفة تطالب بعودة المرأة للبيت من جديد إلا أن غالبية الشعب يرفض آراء هذه الجماعات المتطرفة. اضافت أن البعض زعم أن سوزان مبارك كانت وراء كوتة المرأة في البرلمان ما أدي إلي الغائها وبالتالي أضر بالمرأة وهناك مخاوف الآن من عدم وجود سيدات في البرلمان القادم. طالبت بضرورة تطوير رؤية استراتيجية شاملة للتعامل مع التحديات الجديدة مثل تفنيد ومقاومة الخطابات الرجعية المنتشرة الآن عن المرأة والعمل في اطار قاعدة المواطنة وهي السياق الأعم والشامل الذي يجب التمسك به بقوة. أكدت ضرورة اعادة صياغة العلاقة بين الدولة والمنظمات النسائية من علاقة تقوم علي الشك والتنكيل والتهميش إلي علاقة متوازنة تقوم علي الثقة والاعتماد المتبادل. وزيرة واحدة فقط تري د. راندا رزق رئيس جمعية فتيات الغد أن المرأة تراجعت بعض الشيء بعد ثورة 25 يناير.. فقد كانت ثلاث وزيرات قبل الثورة وتقلص العدد إلي وزيرة واحدة فقط بعد الثورة هي فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي وهي ذات كفاءة عالية وكنا نأمل أن يزيد العدد ليصل إلي 5 أو 6 وزيرات كما جاء قرار الغاء الكوتة ليقلص إمكانية دخول سيدات إلي البرلمان القادم في ظل الأوضاع الأمنية الحالية. أوضحت أن هناك العديد من السيدات المعيلات اللاتي يتحملن مسئولية أسرهن نتيجة سفر الزوج للخارج أو هروبه أو وفاته.. وبالتالي فإن دور المرأة مهم في المجتمع وعلي النظام الجديد أن يعطي لها كل حرياتها وحقوقها. تري الدكتورة أحلام حنفي مقررة المجلس القومي للمرأة بالقاهرة: أن هناك شواهد في الآونة الأخيرة تشير إلي وجود اتجاه إلي تقليص دور النساء في مصر في المرحلة الحالية مما يؤدي إلي تراجع مساهمة المرأة المصرية في مرحلة ما بعد الثورة. أضافت إن إلغاء الكوتة سيؤدي إلي حرمان المرأة من الوصول إلي البرلمان القادم مشيرة إلي أن مصر صدقت علي اتفاقية عدم التمييز ضد المرأة ولم تتحفظ علي المادة الرابعة في عدم السماح للمرأة بالعمل السياسي والنيابي ولذلك فإن دخول المرأة العمل البرلماني من خلال الكوتة المحددة لدورتين برلمانيتين أمراً مشروعاً. مواطنة من الدرجة الثانية تستنكر الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: تراجع دور المرأة في المجتمع ومطالبتها بأدوار ثانوية ودونية في مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير واستشهدت بالحركة النسائية المصرية التي قامت عام 1919 والتي نجحت في مواجهة العوامل الاجتماعية والسياسية لتحقيق العدل والمساواة والديمقراطية. تساءلت د. سامية: هل الثورة تريد أن تجعل النساء في مصر مواطنات من الدرجة الثانية؟ قالت: علينا أن نتعامل مع قضية المرأة في المرحلة الحالية علي أنها قضية مجتمع وليس قضية نساء.. وطالبت المصريات بالتحلي بمزيد من الثقة بالنفس في هذه المرحلة والابتعاد عن الصورة المشوشة عن الذات ومواجهة التفسيرات الذكورية لبعض الأمور الدينية بكل حزم. شريك أساسي بالمجتمع تضيف سهام علي مسئولة مشروع ترابط منظمات حقوق المرأة ومدير برنامج الدفاع والتأييد بمركز قضايا المرأة: المرأة بالفعل فقدت مكانتها ويرجع ذلك إلي وجود أياد خفية تدعو إلي تراجع المرأة وسلب الحقوق التي اكتسبتها علي مر العصور وعلي الأحزاب مسئولية تمثيل المرأة ومشاركتها بقوة وترشيحها بالقوائم النسبية علي أن تكون في مقدمة تلك القوائم حتي تستطيع اثباتپوجودها ومشاركتها في الحياة السياسية. تطالب بأن تشارك المرأة في لجان وضع الدستور القادم للبلاد لأنها شريك أساسي في المجتمع دون تمييز.