فعلها الوداد المغربي وخطف كأس أفريقيا من الأهلي ليتوج بطلاً للمرة الثانية في تاريخه ويعيد الأميرة السمراء للمغاربة بعد غياب 18 عاماً وكانت آخر مرة فازت بها الأندية المغربية باللقب عام 1999 عن طريق الرجاء لتعيش الجماهير الودادية أحلي لحظاتها وتبيت الجماهير الأهلاوية بعد المباراة مباشرة بعد ان انتهت الملحمة الرائعة التي قدمها فريقها منذ انطلاق البطولة والتي كان له فيها صولات وجولات. فاز الوداد بالكأس بعد فوزه علي الأهلي بهدف للاشيء في إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا ليصل إلي النهاية السعيدة ويمنح الأهلي لقب الوصيف رغم وجود "شبهة تسلل" للهدف الذي فاز به.. وكان اللقاء الأول قد انتهي بالتعادل بهدف لكل فريق ببرج العرب ليصبح الوداد بطلاً بنتيجة المباراتين 1/2 وينتزع الكأس بعد غياب ربع قرن عن خزينته ويضيع علي الأهلي فرصة إضافة اللقب التاسع ويتأهل الوداد بذلك إلي كأس العالم بالإمارات التي تقام خلال ديسمبر المقبل وهي المرة الأولي التي يشارك فيها الوداد في مونديال الأندية. قدم الفريقان نهائياً مثيراً استحق عليه الفريق المغربي اللقب بعدما عرف كيف تؤكل الكتف وتعامل مع المباراة ومع الأهلي بواقعية شديدة ولم يركن لنتيجة مباراة الذهاب واستدرج الأهلي لما يريد هو وليس كما يريد الأهلي وبدا حسين عموته المدير الفني للفريق المغربي أكثر ذكاء في تعامله مع المباراة خاصة في الشوط الأول بالذات واقتنص الفوز والتأهل في الثاني. الأداء كان لائقاً بنهائي بين أقوي فريقين في القارة وكان حافلاً بالإثارة والكفاح من الفريقين.. حاول الأهلي لكنه فشل.. وتمكن الوداد من أن يصل إلي ما يريد مستغلاً أخطاء الدفاع الأحمر ووصل إلي الكأس. أجري حسام البدري عدة تغييرات في صفوفه مجبراً لغياب بعض لاعبيه فأشرك حسين السيد لتعويض غياب علي معلول وتقدم أحمد فتحي للوسط ليشغل مكان حسام عاشور ويلعب محمد هاني في الجانب الأيمن بينما عاد لصفوف الوداد أمين العطوشي لخط دفاع الوداد وكان قد غاب عن اللقاء الأول للانذارين واشترك عبدالعظيم خضروف بدلاً من محمد أوناجم المصاب في الجناح الأيمن. تغلب عموتة علي البدري في إدارته للمباراة وكان كالنحلة يلف ويدور حول منافسه إلي ان لدغه لدغة اللقب في وقت حرج وتمكن من ان يحافظ عليه حتي نهاية المباراة. الأهلي لم يكن لديه سوي الفوز لذلك بني خطته علي الهجوم من اللحظات الأولي ليفاجئ المغاربة بينما امتص الوداد حماس لاعبي الأهلي الذي قرأ أفكار الأهلي تماماً ولجأ للدفاع في بداية المباراة عكس ما هو متوقع مع الاعتماد علي المرتدات التي شكلت خطورة في منتصف الشوط الأول. بمرور الوقت بدأت الثقة تعرف طريقها للوداد وشاب التسرع أداء الأهلي وكان الشوط الثاني هو شوط الحسم للمغاربة الذي اعتمد علي صلابة دفاعه والذي أفسد هجمات الأهلي بجانب تألق حارسه العروبي. سيطر الأهلي علي معظم فترات الشوط الأول وتقاسم الفريقان الثاني الذي شهد فرصاً خطيرة للفريقين خاصة من الأهلي الذي حاول ان يدرك التعادل لكن الدفاع المغربي كان له بالمرصاد. وفي النهاية توج الوداد بطلاً ولم يترك الفرصة التي ضاعت من بين يديه عام 2011 لكنه خسر أمام الترجي التونسي وقتها وهذه المرة كانت "التانية تابتة". شوط أهلاوي.. ولكن الشوط الأول كان معظمه أهلاوياً استحوذ الأحمر علي معظم فتراته وكانت هجماته أخطر ولم يشهد سوي كرة خطيرة واحدة للوداد عندما تلقي إسماعيل الحداد داخل منطقة الجزاء سددها قوية صدت في حسين السيد وغيرت اتجاهها لترتيد من العارضة وتخرج كورنر وتضيع أخطر فرص الوداد. الأهلي كان الأفضل كثيراً والأكثر وصولاً للمرمي المغربي لكن كانت تنقصه اللمسة الأخيرة التي أهدر الفرص التي سنحت له رغم قلتها والتي كان أبرزها الكرة التي لعبها السولية لمؤمن وهو شبه منفرده لكنه تعامل معها ببطء وسدد لحظة خروج الحارس لملاقاته ليخرجها العروبي الحارس في أخطر كرة للأهلي في هذا الشوط. لم تكن هذه اللعبة فقط هي الأقرب للأهلي لكن ازاروا أهدر قبلها كرة عندما حاول ان يستقبلها علي صدره لكن الدفاع يشتت. الأهلي كان أكثر نشاطاً وتميزاً بتنوع هجماته ومنذ اللحظات الأولي للمباراة اتسم لاعبوه بالحماس وحاول ان يفاجئ الوداد بهجوم ضاغط لامتصاص حماس الجماهير المغربية ولاعبي المنافس بينما تحفظ المغاربة والتزموا دفاعياً خشية اهتزاز شباكهم بكرة أهلاوية تقلب خططهم. الدقائق الأولي استحوذ فيها الأهلي علي مجريات اللعب وضغط علي الفريق المغربي من وسط الملعب معتمداً علي تحركات مؤمن في الناحية اليمني وبجانبه أزارو في الأمام لفتح الثغرات في الدفاع المغربي مع تقدم محمد هاني من اليمين وحسين السيد في الناحية اليسري وكانت أول وأخطر فرصة أهلاوية عندما وصلت الكرة لأزاروا حاول ان يمتصها علي صدره لكن الدفاع المغربي شتتها لركنية. التزم الوداد بتعليمات جهازه الفني تماماً بعدم التقدم كثيراً واعتمد علي إفساد الهجمات الحمراء مع المرتدات التي بدأت تشكل خطورة علي مرمي إكرامي معتمداً علي سرعة خضروف وخطورة إسماعيل حداد الذي أزعج دفاع الأهلي ومعه بن شرقي الخطير. بداية من الدقيقة 17 ظهر الفريق الودادي بهجمة عنترية من بن شرقي الذي لعبها عرضية أخرجها ربيعة بعدها يدخل الوداد أجواء اللقاء يؤازره التشجيع الجنوني من جماهيره. وفي الدقيقة 30 أنقذت العارضة الأهلي من هدف أول للوداد بعدما سدد خضروف كرة قوية اصطدمت بحسين السيد ثم العارضة بعدها أهدر مؤمن زكريا فرصة خطرة من كرة تلقاها من عمرو السولية لكن حارس الوداد أبعد الكرة بعد تسديدة. وكاد الوداد ان يرد بهدف عن طريق إسماعيل الحداد في الجانب الأيمن في الدقيقة 34 بعدما راوغ محمد هاني وسدد كرة بقدمه اليسري مرت بجوار قائم شريف إكرامي. الحكم بكاري جاساما استخدم الكارت الأصفر لأول مرة وكان من نصيب أحمد فتحي بسبب الاعتراض في الدقيقة 39 وفي نفس الوقت أشهره ليوسف رابح لاعب الوداد بسبب تدخله مع اجاي وينتهي الشوط الأول بدون أهداف. شوط التتويج تغير الحال في الشوط الثاني وكشر الوداد عن أنيابه وبدأ يلعب علي أوتار الوقت واستغلاله لإرباك الأهلي وكاد الحداد ان يسجل الهدف الأول للوداد لكن كرته مرت بجوار القائم وتوقفت المباراة بعد 3 دقائق من بداية هذا الشوط بسبب اشعال جماهير الوداد للشماريخ بشكل مكثف حجب الرؤية داخل الملعب وتستأتف بعد دقيقة واحدة. وتشهد الدقيقة 58 أول ضربة ركنية للوداد وتلقي جماهير الوداد الزجاجات الفارغة علي لاعبي الأهلي وتتوتر الأعصاب. ويخرج وليد أزارو في الدقيقة 60 ويلعب أحمد حمودي بدلاً منه علي ان يستعين بأجاي في مركز المهاجم وسدد حمودي أول كرة له بعد مشاركته في المباراة بالدقيقة 65 من أحداث المباراة لكن تصل سهلة للغاية في يد حارس الوداد المغربي. وتأتي الدقيقة 69 بهدف التتويج عندما تقدم أشرف بن شرقي بالكرة ورفعها عرضية علي رأس وليد الكارتي الذي يسدد قوية وسط حراسة من مدافعي الأهلي ليحرز هدف الفوز. ودفع حسام البدري بالتغيير الثاني في المباراة بالدقيقة 72 حيث دفع بعماد متعب بدلاً من لاعب الوسط أحمد فتحي ثم أشرك وليد سليمان بدلاً من حسين السيد المدافع الأيسر في الدقيقة 75 من المباراة. وراوغ بن شرقي مدافع الأهلي رامي ربيعة في الدقيقة 80 وأرسل كرة عرضية للحداد لكن إكرامي نجح في إبعاد الكرة. تشهد الدقائق الأخيرة محاولات من أجل إدراك التعادل لكن الدفاع المغربي كان لها بالمرصاد مع التسرع في تسديد الكرات من الأهلي وينتهي اللقاء بفوز الوداد واللقب.