بينما تستعد الأمهات لتجربة مهمة في حياتهن وهي زواج أولادهن وبداية جديدة لفلذة كبدها الذي أفنت حياتها في تربيته .. تنقسم الأمهات لفريقين الأول تنتابها مخاوف أن العروس جاءت لتحتل مكانها وتخطف محبة ابنها والفريق الثاني يتعامل بفرحة أنها ستكتسب أبنة جديدة تنضم للعائلة وبين هذا الفريق وهذا تبقي مشاعر الأمومة التي لا تحتمل أن يتجاهلها أبنها مهما حدث ومهما كان الصراع بين أيهما الأقوي . وفي مشكلة اليوم التي أرسلتها لنا زوجة حديثة الزواج تتحدث فيها عن حماتها التي تحولت لعدو لها والسبب حبها لابنها وتدخلها في كل شئون حياتها من باب حرصها علي راحة ابنها .. تقول الزوجة : تزوجت منذ ثلاثة أعوام من شاب ينتمي لأسرة راقية ليس فيها غيره وأخته وأب مسافر معظم الوقت لطبيعة عمله كرجل أعمال ووالدته وهي لا تعمل رغم شهاداتها العلمية .. وتعتبر من سيدات المجتمع لها بعض المشاركات في الأعمال الخيرية . كنت في أثناء الخطوبة أشعر أنني أميرة .. بل أشعر بفرحة حماتي التي تلبي لي كل أحلامي في اختيار الموبيليا والديكورات وكلما قالت لها والدتي : أنت تدللينها جدا تضمني قائلة بيتها وحياتها .. ظننت أنني سأحيا هكذا حتي تزوجت ومرت شهور قليلة ثم تبدل الحال فحماتي بدأت تتدخل في كل شيء حتي مواعيد نومي واستيقاظي في البداية صبرت ولكنني بدأت أشعر بضيق وخاصة عندما وصل الأمر أنها تطبخ وتدعونا للأكل وكلما رفضت تقول لي أفضل من الدليفري حبيبتي فأنت لم تطبخي لأنك صحوت متأخرة!! والكارثة أنها ترسل الخادمة تسألني عن ملابس زوجي للمكواة أو للتنظيف .. واحيانا تصعد بنفسها لتأخذ قائمة الطلبات للشراء من السوق .. اصبحت أشعر أنني ضيفة .. وبعد أن أنجبت أبننا وجدت أنني لم أشتر لأبني أي شئ مما يجب أن تشتريه الأم فالملابس اشترتها له عن طريق النت من الخارج والسرير والالعاب وكل شئ .. أنا مجرد دمية لابنها يلعب بها ويأخذها في يده في الفسح والرحلات والحفلات . تشاجرت معها وأبلغتها أن ما تفعله يضايقني ولا يسعدني وأن لها بيتها ولي بيتي ولا يجب أن تتمادي فيما تفعله وإن كان هذا يسعد ابنتها لأنها أمها وتسمح لها بالتدخل في حياتها وتفعل ما تفعله معي وهي راضية فأنا لست ابنتها ولا يسعدني هذه التصرفات . غضبت حماتي وأوقفت كل شئ تقدمه لي حتي الخادمة منعتها من الصعود لمساعدتي .. وبدأت تتصرف تصرفات لإزلالي منها أنها تتعمد السفر مع زوجها وتتركني بالفيلا بمفردي وابنها مسافر لعمله .. تقيم الحفلات ولا توجه لي الدعوة .. تشتري هدايا لحفيدتها من ابنتها ولا تشتر لي ولا لابني أي شئ .. وعندما شرحت لزوجي قال : هذا ما طلبته أنت وقد حققت لك طلبك وتأكدي أنها لن تعود لما كانت تقوم به وإن طلبتي ذلك مرة أخري لن تفعله .. وسألته وهل أنت راض عن ذلك ؟ قال بكل تأكيد لقد عاملتك كأبنة فرفضتي فقررت أن تعاملك كجارة . حاولت أن أفعل ما كانت تفعله لكنني تعبت لأنني بصراحة تعودت علي الراحة ولم أكن أعلم أنها تريحني .. حاولت الاعتذار دون جدوي .. وسطت ابنتها التي تحبني لكنها قالت : أمي كانت تفعل هذا لأنها كانت تعتبر أن لها بنتين ولكنك رفضت وهي لن تقدم ما رفضته ثانية ولا أعرف لماذا ولكن أمي عنيدة . أرجو منك أن تقدمي لي نصيحة كيف استعيد محبتها كأم فأنا لا أحتمل التعامل مع حماة قوية وعنيدة كحماتي . ولها ولكل البنات المقدمات علي الزواج نقول : أن تصرف هذه الأم تصرف قمة في الحكمة فقد قدمت وتصرف زوجة الابن أيضا قمة التهور .. فالأم قدمت أمومتها هدية لزوجة ابنها فقد ساوت بينها وبين ابنتها في المعاملة .. سدت ثغرات التقصير التي كانت في حياة زوجة ابنها التي تنام وتتأخر في النوم التي لا تراعي بيتها كما يجب التي صرخت عندما عادت اليها المسئولية كاملة وفشلت في تحملها .. ورغم أنها فعلت ذلك بحب إلا أنني لست معها فقد تحملت المسئولية وكان الأولي أن تعود بناتها علي تحمل المسئولية فالأم التي تحمل مسئولية أولادها يجب ألا تظل هكذا طول الوقت هناك وقت لابد من ترك تلك المسئولية حتي لا تحدث مشكلة وتقدم جيلا ضعيفا لا يقدر علي إدارة شئون حياته .. وهذا ماحدث .. عندما تخلت عما تقدمه لزوجة ابنها فشلت هي في إدارة بيتها والأم أو الحماة لا ترفض العودة لما كانت تقدمه ليس إذلالا لزوجة ابنها ولكن هناك فرق أن تقدم هي كل تلك الخدمات والمساعدات كأم تهب بناتها ما تقدر عليه وبين أن تقدمه بعد فشلك كبديل للخادمة في حياتك ومحاولتك في الاعتذار في تلك الفترة تحديدا دليل علي ذلك وأعتقد أنها سيدة ذكية بما يكفي لأن تفهم هذا .. عليك أن تثبتي لها قدرتك علي العمل وسد كل الثغرات التي تركتها .. ثم تحاولي أثناء هذا أن تعبري لها عن حبك واحترام وتقديرك لها .. لهفتك علي البحث عن حل ليس لأنها الأم التي شعرتي بالخطأ في حقها بل لأنك تحتاجين دعمها .. يا عزيزتي كوني ابنة حقيقة لتعود لك أمك الثانية .. المسألة ليست حربا بين الزوجات والحموات .. لكل منهما دور ومكانة لا تستطيع الأخري احتلالها عودي لها كابنة ولا تحاولي استعداءها لأنك ببساطة الخاسرةپ