يستدعي الفن كل ما بالروح من جمال.. تلمسك ملائكته بجناحين من نور.. فتضيء وجدانك آلاف الذكريات ويكون إبداعك أسئلة جميلة ليس لها إجابات. "بنات حواء" هند الفلافلي * "هند الفلافلي" فراشة إبداع من نور. رقيقة كلوحاتها.. محلقة في عالم وددت يوما لو تجسد في الواقع. عالم إنساني يري تفاصيل الروح. تتعامل مع الألوان والخطوط والمساحات البيضاء كما تتناول الرئتان أكسجين الهواء لنتنفس ونبقي علي قيد الحياة وتبقي "هي" علي قيد الابداع. عرفتها منذ كنا طلبة بقسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة وكانت دوما تلك الفنانة والإنسانة التي تنتشي روحك لمجرد رؤيتها وهي تتحسس المستطيل الأبيض بأنامل جرّاح ماهر. تطلق لروحها العنان كي تبدأ في تشريح النفس الإنسانية من خلال خطي يليه الآخر فمعها لا تعرف أتبهرك البدايات أم تتقمصك النهايات. وبعد أن تخرجنا من الكلية كنتُ أتابع نجاحاتها ومعارضها فهي حاليا استاذ مساعد بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان. وأقامت 12 معرضا خاصا منها معرض "الجمال الخفي" ومعرض "الخطايا السبع" ومعرض "صمت الأوتار" و"مشاعر وأحاسيس" بدبي ومعرض بنيقوسيا "قبرص" ومعرض بمركز الجزيرة للفنون. كما شاركت في أكثر من70 معرضا جماعيا داخل مصر وخارجها. كمعارض بروسيا ومعرض بالنمسا وايطاليا وصالونات بجدة. كما شاركت في ورش عمل دولية ومحلية. تحتفي قاعة سفر خان بالزمالك بمعرض"بنات حواء" لهند الفلافلي. وعنه قالت: "مازلت اهتم بالمراة في أعمالي وتجسيد مشاعرها وأفكارها وأحلامها وآمالها من خلال فرشاتي وأقلامي الحميمة. فتظهر هي كالبطل في تكويناتي الفنية التي بالفعل تعكس واقع الحياة لدي. ولكون المرأة كائن يتمتع بصفات الجمال والرقة والأنوثة. فقد رأيت في المرأة مادة خصبة للدراسة وتناولتها بالرسم في مواقف شتي ومتعددة. باختلاف تعبيراتها وحركاتها كي تمثل واقع الحياة المتغير والمستمر عن طريق لغة الجسد. التي تشكل عنصر أساسي في أعمالي وأثارها علي الموقف الانفعالي مؤكدة علي ذلك باللون والتكوين وخطوط واتجاهات الأقلام الرصاص". إن النظرة الصوفية تتجلي في أعمال هذا المعرض. وأقصد بالاتجاه الصوفي الذي يتشابه في معانيه لحالات الزهد التي تتملك بعض شخصيات لوحاتها. ذلك التشابه في المشاعر والاحاسيس التي تمتد إلي البعد الإنساني والدرامي أحيانا. ويظهر ذلك في الاختيار لمجموعة الألوان الدافئة غير الصاخبة والحرص علي إحساس الحركة في اللوحات من حيث عنصر التكرار كحركة مستقبلية وكذلك تلقائية وحركة الفرشاة علي سطح القماش. كما يظهر مجموعة من الفتيات في العمل تظهر فيها الحميمية ومعاني الصداقة والألفة التي كانت تفتقدها أعمال هند من قبل. ومن خلال لغة الجسد استطاعت التعبير عن مقاصدها فهي أقصر جملة مفيدة يمكن من خلالها إرسال رسائل عديدة. فهي رسالة يقوم بها الشخص عن طريق حركات وتعبيرات. وايماءات من تعابير الوجه وحركات اليدين والقدمين وما إلي ذلك. مما يجعلها تنتقل إلي المتلقي بسهولة كما أن المرأة أكثر الكائنات استخداما لهذه اللغة. فمما لا شك فيه أنها تستطيع التعبير عن المشاعر الدفينة لديها بهذه الطريقة التي استخدمتها في أعمالها لتظهر المرأة مشاعرها واحتياجاتها. حيث أن لغة الجسد شكلت في أسلوبها الفني نقطة محورية بين ما تريد التعبير عنه فعلا وبين ما تزينه لعين المتلقي استخدمت الألوان الأكريليك كأرضية علي التوال أو القماش ثم رسمت عليه بالأقلام الرصاص والألوان الخشب لإظهار تفاصيل مفرداتها التشكيلية من عناصر فنية. كما استخدمت درجات من الألوان الدافئة مثل البني والأوكر بمشتقاتهما حيث أن كل لون داخل اللوحة له دلالاته ومعانيه الخاصة وقد كانت رمزية الألوان في أعمال هند الفلافلي الفنية تؤكد دائما علي الموقف التعبيري والحالة الشعورية للأشخاص والذي يؤثر بشكل كبير علي الحالة الشعورية للمشاهد . كما أن أسلوبها يتسم بالواقعية الرمزية التي تعتمد علي رمزية اللون والحركة وكذلك ظهرت الفراشات بوضوح في معظم اعمالها فهي كمن تتقمص لوحاتها وترسم وهج إبداعها الذي يجتذب لهيبه كل الفراشات. ثنائي الفن علي "البر الثالث" * افتتحت الأستاذة شويكار خليفة مخرجة الرسوم المتحركة وMarine DEBLIQUIS والملحق الثقافي الفرنسي بحضور الكاتب الصحفي والناقد سمير غريب معرض "البر الثالث" بالمركز المصري للتعاون الثقافي الدوليپ بالزمالك بحضور الاستاذة سحر حسن مديرة المركز.پوبمصاحبة عزف علي البيانو للفنان طارق رفعت. أثار عنوان "البر الثالث" تساؤلات الحضور وزائري معرض الثنائي الفني الفنانة "يسرا حفض" والفنان "وائل نور"پ القادمين من الأقصرپليعرضا أعمالهما في القاهرة للمرة الأولي. فوجدنا أن السؤال المطروح هو المدخل للحديث عن هذا المعرضپفتقول الفنانة يسرا حفض أن حياتهم في جنوب الصعيد وفي الأقصر خاصة قد أثرت فيها بشكل واضح. و أنها في معرضها البر الثالث تتناول المرأة بشكل عام. تأخذها الوجوه وتعبيراتها إلي أعماق كل شخصية. فتارة تشعر بالتحدي وتارة تشعر بالترقب. تتلمس القوة الداخلية لكل إمرأة تريد تحقيق أحلامها الدفينة رغم كل الظروف و المعوقات. وتطرح للمشاهد هذا التساؤل.. أين يقع ذلك البر الثالث؟؟. أهو المستقبل أم أنه المستحيل أم هو عالم آخر ملئ بالإبداع نلتقي فيه سويا؟؟ أما الفنان "وائل نور" فكانت أعماله من الألوان المائية وأوضح أن البر الثالث بالنسبة له هو كل ما نعيش فيه من جمال ولا ندركه. حاول من خلال لوحاته أن يتوقف بالزمن عند تلك الأرض الطيبة الخصبة والبيوت البسيطة. شارك الفنان مع كل مشاهد للوحاته تفاصيل كان لها أثر نفسي وإنساني علي الذاكرة البصرية من جمال عشناه وعرفناه في مصر ونخشي عليه من الزوال بفعل أيدينا نحن. حاول أن يُذكر العيون بذلك الجمال المحيط بنا ونمر عليه يوميا ونغفل عنه وعن تأمله ومن ثم فقد حوله إلي لقطة لونية رسمتها أيدي الروح لتدخلنا في حوار فني بصري مع هذه الأماكن. نجد أن يسرا ووائل قد اجتمعا علي رسالة واضحة وهي أن هدفهما هو الرجوع بالفن إلي الشارع المصري وأن يعود للبسطاء فنهم وذائقتهم فلا يكون الفن التشكيلي قاصرا علي الصفوة أو النخبة من المثقفين ممن يتذوقون المدارس الفنية الحديثة ولكن تعمدوا هذا الوضوح الذي يحمل عنوان "السهل الممتنع" كي يعيدا للفن دوره المجتمعي الذي افتقدناه.