بدأت إدارة الطب الشرعي الليبي فحص رفات جثث المصريين الأقباط الذين لقوا حتفهم في سرت. أكدت إدارة مكافحة الجريمة في ليبيا انه تم العثور علي جثث المصريين الأقباط الذين قتلوا في ليبيا علي يد عناصر من تنظيم داعش الإرهابي. أضافت أن الصديق الصدر رئيس مكتب التحقيقات بمكتب النائب العام صدق علي محضر الاستدلال عن مكان ذبح 21 شخصا في بداية عام 2015 منهم 20 شخصا يحملون الجنسية المصرية فقط وشخص أسمر البشرة من دولة أفريقية. أكد تقرير الإدارة أن ال 21 شخصا كانوا يرتدون ملابس برتقالية اللون ورءوسهم مفصولة عن الجسد وأياديهم كانت مقيدة من الخلف بسير بلاستيكي.. موضحا أنه تم نقل الجثث إلي مدينة مصراتة والتحفظ عليها حيث تم إحالتها إلي الطبيب الشرعي للبدء في أخذ عينات منها الجثث لمعرفة البصمة الوراثية لكل جثة علي حدة. أوضح أن اكتشاف المقبرة التي تضم جثامين الأقباط المصريين جاء بعد اعترافات متهمين وإرشادهم إلي الموقع في المدينة. وكشفت التحقيقات مع العناصر الإرهابية الداعشية التي تم القبض عليها التفاصيل الكاملة لذبح الأقباط المصريين في مدينة سرت. كما كشفت النتائج الأولية للتحقيقات مع عناصر داعش الذين تم القبض عليهم أثناء عملية "البنيان المرصوص" المقبرة الجماعية التي دفنت فيها جثامين من قتلوا ذبحا علي أيادي عناصر التنظيم ليبثهم فيديو حمل عنوان رسالة: "موقعة بالدماء". قال أحد عناصر داعش المقبوض عليهم انه كان شاهد عيان علي الجريمة المروعة حيث كان جالسا خلف كاميرات التصوير ساعة الذبح وشهد ساعة دفنهم جنوب سرت وأنه ألقي القبض عليه في 2016 ليكون صيدا بحوزة مقاتلي قوات "البنيان المرصوص" ومن هنا بدأ كشف اللغز. أضاف الداعشي في اعترافاته انه في أواخر ديسمبر عام 2014 كان نائما بمقر ديوان الهجرة والحدود بمنطقة السبعة بسرت وأيقظه أمير الديوان هاشم أبوسدرة وطلب منه تجهيز سيارته وتوفير معدات حفر حيث سنتوجه معا إلي شاطئ البحر خلف فندق المهاري بمدينة سرت. أضاف: عند وصولنا للمكان شاهدت عددا من أفراد التنظيم يرتدون زيا أسود موحدا بالإضافة إلي 21 شخصا آخرين بزي برتقالي عرفت أنهم مصريون ما عدا واحد فقط افريقي.. وكانت الطقوس الجنائزية قد بدأت بل وتكاد تصبح إصدارا مرئيا سيرعب العالم. أوضح الداعشي: وقفت مع الواقفين خلف آلات التصوير وعلي رأسهم المدعو أبوالمغيرة القحطاني "والي شمال افريقيا" وعرفت من الحاضرين أن فيديو لذبح مسيحيين سيتم تنفيذه وإخراجه في فيلم للتنظيم. أضاف: كان بالمكان قضيبان فوقهما سكة متحركة عليها كرسي يجلس فوقه محمد تويعب أمير ديوان الاعلام وأمامه كاميرا وذراع طويلة متحركة في نهايتها كاميرا يتحكم بها أبو عبدالله التشادي سعودي الجنسية وهو جالس علي كرسي أيضا اضافة إلي كاميرات مثبتة علي الشاطئ فيما كان أبو معاذ التكريتي "والي شمال افريقيا" بعد مقتل القحطاني هو المخرج والمشرف علي كل حركة في المكان فهو من يعطي الاذن بالتحرك والتوقف للجميع حيث أوقف الحركة أكثر من مرة لإعطاء توجيهات خاصة ل أبو عامر الجزراوي "والي طرابلس" ليعيد الكلام أو النظر باتجاه إحدي الكاميرات وقد توقف التصوير في إحدي المرات عندما حاول احد الضحايا المقاومة فتوجه إليه رمضان تويعب وقام بضربه أما بقية الضحايا فقد كانوا مستسلمين بشكل تام إلي أن بدأت عملية الذبح حيث أصدروا بعض الأصوات قبل أن يلفظوا انفاسهم الأخيرة. قال في اعترفاته كان التكريتي لا يتوقف عن اصدار التوجيهات إلي أن وضعت الرءوس المقطوعة فوق الأجساد ووقف الجميع بعد ذلك وطلب التكريتي من الجزراوي أن يغير من مكانه ليكون وجهه مقابلا للبحر ووضعت الكاميرا أمامه وبدأ يتحدث لتكون هذه آخر لقطات التصوير. اضاف انه بعد انتهاء العملية رفع الذين شاركوا في الذبح اقنعتهم وكشفوا عن وجوههم فتعرفت علي كل من وليد الفرجاني وجعفر عزوز وأبو ليث النوفلية وحنظلة التونسي وأبو اسامة الارهابي وهو تونسي وأبو حفص التونسي فيما كان الآخرون سود البشرة.. اما أبو عامر الجزراوي قائد المجموعة فكان يلوح بالحربة ويتحدث باللغة الانجليزية في الفيديو. ويختم الداعشي اعترافاته أمام مكتب تحقيقات النائب العام الليبي قائلا: لقد أمر القحطاني بإخلاء الموقع وكانت مهمتي أخد بعض الجثث بسيارتي والتوجه بإمرة المهدي دنقو لدفنها جنوب مدينة سرت بالمنطقة الواقعة بين خشوم الخير وطريق النهر. وقد قادت هذه الاعترافات المهمة النيابة العامة إلي مكان دفن الجثث والتي تم استخراجها لتبدأ رحلة استكمال باقي الاجراءات من أخذ الحمض النووي ثم تسليم الجثث إلي ذويها في مصر.