البطل الذي نتناول سيرته من أبطال الكتيبة 35 فهد مالوتيكا وترتيبه الثاني علي مستوي الكتيبة والثالث علي مستوي القوات المسلحة في قنص الدبابات الصهيونية برصيد ثماني عشرة دبابة وعربتين. والكتبية كان تسليحها صواريخ مضادة للدبابات طراز ساجر السوفيتية والمعروفة عند الاتحاد السوفيتي بالمالوتيكا وفي مصر بالفهد.. هو المقاتل إبراهيم عبدالعال صائد الدبابات. ولد بطلنا بقرية نوب طريق بمركز السنبلاوين التابع لمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية 16/4/1951 وهو مقيم حالياً بمدينة طلخابالمنصورة ويعمل مراجعاً مالياً بمديرية الشئون الاجتماعية بمحافظة الدقهلية ورئيس حسابات بجمعية الأسر المنتجة. حصل البطل علي دبلوم تجاري عام 1969 ثم بكالوريوس تجارة شعبة محاسبة عام 1985 من جامعة القاهرة ثم دبلوم الدراسات العليا في المراجعة من جامعة المنصورة عام 1993 والتحق بالقوات المسلحة 1/9/1969 وكان يشغل رتبة رقيب مؤهلات وحكمدار طاقم صواريخ فهد بالكتيبة 35 فهد وكان يعاونه في طقم الصواريخ فرد ثاني السادات محمد فرج "عريف" وفرد ثالث صلاح شاهين "عريف". كان قائد الكتيبة المقدم عبدالجابر أحمد علي وقائد السرية الثانية النقيب حسين أحمد السوسي وقائد الفصيلة ملازم أول احتياط فؤاد الحسيني وكان يقود الكتيبة ككل المقدم محمد حسين طنطاوي قائد الكتيبة 16 من اللواء 16 من الفرقة 16 التي كان يقودها العميد عبدرب النبي حافظ وكان قائد السرية وقت المعارك هو الرائد بسيوني وكان يقود مدفعية الجيش الثاني العميد محمد عبدالحليم أبوغزالة. يقول بطلنا إن مهمته كانت تأمين قيادة اللواء وجسر شط القناة وتأمين عبور قواتنا من الغرب إلي الشرق.. ويقول: كنت أحد الذين تلقوا تدريبات شاقة جداً علي استخدام الصاروخ فهد. وجاء يوم 8 اكتوبر حيث نجحت في تدمير 6 دبابات خلال نصف الساعة. وفي اليوم الثاني استطعت تدمير 12 دبابة أخري ومنعت بمساعدة زملائي تقدم أكثر من 40 دبابة معادية كان العدو قد دفع بها ف هجوم مضاد بهدف استعادة المواقع والوصول لشط القنال. ولكننا بفضل الله تمكنا من وقف تقدم اللواء المدرع الذي حاول اختراق خطوط انساق دفاعنا وبرهنت قوات المشاه المصرية أنها تستطيع الوقوف بصدور عارية أمام أحدث الدبابات في العالم بالتسلح بالصاروخ البسيط "فهد" الذي كان عبارة عن قاعدة اطلاق ومنظاراً. وقد حظيت هذه المعركة التي دمرنا فيها أكثر من 27 دبابة واستمرت أكثر من 14 ساعة متواصلة بنصيب كبير من الدعاية والإعلام وعرفت باسم معركة المزرعة الصينية وأفرد لها فصول كاملة في الكتب التي تناولت بطولات حرب اكتوبر ويرجع ذلك إلي أن القوات الصهيونية ركزت جميع وسائل النيران ومجهودها الحربي من قوات صاروخية ومدفعية وطلعات جوية تجاه تلك المنطقة لدرجة أنها شهدت حجماً من النيران من حيث الكثافة والتركيز والأنواع والزمن لم تشهده أي معركة أخري من قبل. كانت الكتيبة 16 مشاه في المقدمة وعلي يسارها اللواء 16 مشاه وبدأ الهجوم الاسرائيلي علي موقع الكتيبة اعتباراً من 14 اكتوبر في محاولة للاختراق والوصول للقناة وللخديعة أمرنا قائد الكتيبة بحبس النيران لأطول فترة ممكنة حتي تكون جميع الدبابات في مرمي أسلحتنا وبإشارة ضوئية تم فتح جميع وسائل النيران واستمرت المعركة ساعتين ونصف الساعة ونجح الصهاينة تحت جنح الضباب في سحب قتلاهم وجرحاهم لكنهم لم يستطيعوا سحب دباباتهم المدمرة مني ومن زملائي الأبطال. وظلت سحب الدخان تنبعث منها طوال يومين كاملين. وفي الفترة من بداية المعركة إلي تاريخ وقف اطلاق النار وفق الله بطلنا في تدمير 18 دبابة وعربتين للعدو باختلاف الدبابات التي لم يحتسبها الرائد بسيوني. حيث لم تحترق احتراقاً كاملاً. يتذكر البطل "عبدالعال" أنه في احدي هذه المعارك الطاحنة دفع العدو بأطقم من القوات الخاصة لاصطياد أطقم قنص الدبابا المصرية وقمنا برصدها بمساعدة القائد بسيوني ونجحنا في اصطياد بعضهم والبعض الآخر لاذ بالفرار. يقول بطلنا إنه في احدي المعارك كان يوجه صاروخه علي احدي الدبابات فيسقط الصاروخ منه بطريق الخطأ قبل الدبابة ويشاء الله أن يسقط الصاروخ علي 5 صهاينة فيقتلهم ويفتك بهم.. لقد كانت حرب اكتوبر فعلاً سيمفونية رائعة عزفها جنود وصف وضباط القوات المسلحة بالاشتراك مع بعضهم البعض جميعاً والتحام واصطفاف الشعب المصري بجميع أنسجته وطبقاته حولهم. يقول بطلنا: لولا الاصابة المباشرة لقاعدة اطلاق الصواريخ الخاصة بي وهي عبارة عن صندوق تحكم في القاذف لتمكنت من تدمير أكثر من 18 دبابة. ووقتها أقسم الرائد بسيوني علي حملي علي الأعناق والذهاب بي لرئاسة الجمهورية وكرمني الرئيس السادات بنوط الجمهورية العسكري من الطبقة الأولي مكافأة علي بطولاتي في تدمير دبابات العدو واحدي عرباته التي كانت محملة بالجنود في محاولة منهم للتقدم نحو جنودنا. ولم أنس الرائد بسيوني الذي لم تربطني به علاقة قبل المعركة إلا انني ألحقت علي سريته قبل نشوب المعركة وقاسمني طعامه وشرابه ووفر لي حفرة برميلية دون أن أبذل أدني جهد.