لا صوت في مطروح يعلو علي صوت رحلات الصيد التي ينظمها ابناء مطروح صغاراً وكباراً فما يكاد ينتهي فصل الصيف وتبدأ رحلات الطيور المهاجرة في التوافد في أسرابها المعتادة علي سواحل مصر الشمالية ألا وتجد المئات بل الآلاف من الشباب ينظمون الرحلات للصيد وإقامة المصائد والشباك وبنادق الخرطوش حسب نوع الطير الذي سيتم اصطياده ومنها الدقنوش والعضيضة والادبس وأبو صفير والقمري والسمان والبلبول والشرشير والعصفر والمرعي والنغاق والغرنوق وغيرها العشرات من الاسماء التي يعرفها ابناء البادية. يقول محمود عبيده شاهين الفردي رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية للبيئة تعتبر مصر أحد المسارات العالمية لهجرة الطيور القادمة من أوروبا وشمال غرب آسيا علي طول ساحل وروسيا في طريقها إلي أفريقيا كل خريف حيث توضع الشباك الساحلية بغرض صيد طيور السمان المهاجرة من الحدود الشرقية من عند مدينة رفح وتمتد غربا حتي مدينة السلوم علي الحدود مع ليبيا وذلك باستخدام شباك تصنع خصيصا وتتكون من طبقتين الاولي ذات عيون ضيقة يبلغ اتساعها 3 سم * 3 سم بينما الطبقة الخلفية ذات عيون واسعة يبلغ اتساعها 17 سم * 17 سم وعندما تصطدم الطيور بالطبقة الخارجية ونتيجة لإندفاعها الشديد تعبر خلال الطبقة الداخلية فيما يشبه الجيب ويستهلك صائدو الطيور جزءاً من الطيور كمصدر للبروتين بينما يتم وضع باقي الطيور في اقفاص لبيعها في الأسواق المحلية أو الفنادق السياحية والمطاعم حيث بلغ سعر جوز الشحيم 3 جنيهات وجوز الدباسي 5 جنيهات وجوز الدقنوش 5 جنيهات وجوز السمان 40 جنيهات وجوز الشرشير 80 جنيها وجوز البلبول 160 جنيها وجوز أبو صفير الي 30 جنيها. ويضيف ناصف محمود محمد عضو الجمعية يوجد في مصر ستة عشر نوعا من الطيور المهددة بالانقراض علي المستوي العالمي والتي تمثل مصر أهمية كبري بالنسبة لسبعة منها ويوجد عدد من المناطق المهمة للطيور حيث يصل عددها الي 34 موقعا تعد من أهم المناطق الجاذبة للطيور وذلك لأن تلك المواقع تضم مجموعة من البيئات الاساسية حيث يوجد فيها الأراضي الرطبة والجبال عالية الارتفاع ووديان الصحراء والمسطحات الشاطئية والجزر البحرية. ومن أهم المناطق الجاذبة للطيور في مصر البحيرات الشمالية وجزيرة كولون وجزيرة الزبرجد وبحيرة الملاحة وجبل علبة وسانت كاترين وبحيرة قارون وجبل مغارة ووادي الريان والعين السخنة ووادي النطرون وصحراء القصر ورأس محمد ووادي الجمال. وتأتي أهمية مصر بالنسبة للطيور المهاجرة في تنوع البيئات بها كما ان مصر تمثل المعبر اليابس الوحيد بين 2 قارات هي "أوروبا وآسيا وأفريقيا" لذا فهي إحدي أهم طرق هجرة الطيور في العالم حيث يعبر خلالها مئات الملايين من الطيور كل ربيع وخريف وتقضي الكثير من الطيور الشتاء في المناطق الرطبة بمصر مما يجعلها مشتي دوليا مهما للطيور المائية حيث يرد اليها سنويا أكثر من 600 ألف طائر. وتختلف استراتيجية هجرة الطيور باختلاف أنواعها فهناك بعض الأنواع التي تقطع البحر المتوسط مباشرة وهي الأنواع التي تستطيع الطيران لمدة طويلة دون توقف مثل الطيور المائية والطيور المغردة والتي تتميز بانتشارها الواسع اثناء الهجرة وتقضي فصل الشتاء معظمها في سواحل شمال افريقيا. ومن المفترض أن يقوم قطاع حماية الطبيعة بجهاز شئون البيئة بحماية تلك الأنواع أثناء هجرتها إلي مصر وفي أماكن تزاوجها ويقوم برصد كل الطيور المهاجرة وعمليات الحفاظ علي هذه الطيور وبيئات تواجدها والمخاطر التي تواجها مثل التلوث والضوضاء وعمليات الصيد الجائر وخاصة خلال مواسم الهجرة ويوجد حوالي 150 نوعا من الطيور المقيمة والباقي إما مهاجرة أو زائرة شتوية ويوجد في مصر انماط مختلفة من البيئات الطبيعية المتناقضة بين وادي النيل والدلتا من جانب والصحاري المحيطة بها من جانب آخر وتقع مصر في قلب واحدة من أكبر المساحات الجافة في العالم ولكن جغرافية وتضاريس مصر قد سمحتا بوجود تدامج فريد من البيئات الطبيعية. ويؤكد مصدر مسئول بوزارة البيئة رفض ذكر اسمه بأن الوزارة أصدرت نشرة تعليمات باشتراطات الصيد وتم تعميمها علي كافة المحافظات ومنها ضرورة حصول راغبي الصيد علي الموافقات الامنية وان تقوم وزارة البيئة بتنظيم دورات للصيادين للتأكد من التزامهم بالتعليمات مع منع الصيد تماما داخل المحميات الطبيعية ولا يسمح باستخدام بنادق الخرطوش متعددت الطلقات ويحظر الصيد بالقرب من المزارات السياحية والفنادق العائمة الا ان كل هذه الاشتراطات والتعليمات تبقي مجرد سطور علي أوراق امام اعمال الصيد الجائر التي تتعرض لها الطيور المهاجرة إلي مصر والتي تحولت من هوايه إلي تجارة حيث يقوم البعض بعرض انتاجه من الصيد ووصل الحد عند البعض لتنظيفه وتغليفه والاعلان عن خدمة التوصيل للمنازل وتعد وجبة الطيور المهاجرة والتي يتم صيدها من أهم الوجبات التي يقدمها ابناء البادية للضيوف.