تستعد محافظة شمال سيناء لإستقبال موسم صيد الطيور المهاجرة خاصة طائر " السمان " والذي يأتي مع بداية فصل الخريف وقبل دخول فصل الشتاء ، تبدأ هجرة الطيور من الشمال الى الجنوب حيث يبدأ الاستعداد لاصطيادها على امتداد سواحل البحر الأبيض المتوسط الممتدة بمحافظة شمال سيناء بداية من بالوظة فى الغرب وحتى رفح في الشمال بطول 140 كم ، ويستمر موسم صيده مع بداية الأسبوع الأول فى سبتمبر الجاري وحتى أوائل نوفمبر .
تعتبر هجرة الطيور كرحلة موسمية تقوم بها أسراب من الطيور قاطعين مسافات هائلة عبر الصحاري والبحار وقمم الجبال العالية والمحيطات. تصل هذه الطيور إلى هدفها في وقت واحد يتطابق مع الوقت التي وصلت فيه في العام السابق. بعض الأنواع تصل المسافة التي تقطعها في هجرتها إلى 50 ألف كيلومتر في السنة، البعض الآخر تستمر بالطيران بدون انقطاع لمدة تصل إلى 100 ساعة مع منظومة تحديد دقيقة للاتجاهات عند تلك الطيور، وبعض الأنواع لها القدرة على الطيران لمسافات طويلة، ليلا ونهارا، دون توقف. هذه القدرة هامة للغاية للتمكن من عبور الصحاري الكبرى والبحار الممتدة لآلاف الكيلومترات بدون طعام أو ماء. قبل بدء رحلتهم لعبور الصحراء تقوم الطيور بأكل طعام غني بالدهون.
ومن جانبه أكد المهندس عبد الله الحجاوى رئيس الجمعية الأهلية لحماية البيئة بشمال سيناء أنة يتم السماح لصائدي السمان بمحافظة شمال سيناء بنصب الشباك فى الأماكن المخصصة لصيد السمان، بالتنسيق مع مجالس المدن الواقعة على ساحل البحر " بئر العبد والعريش والشيخ زويد ورفح " ، وذلك بعد تحديد المسافة المسموح بها لصيد السمان بما لا يقل عن 200 متر، ولا يزيد عن 1 كيلومتر، مع حظر إقامة الشباك على مسافة تقل عن 500 متر عن حرم شاطئ البحر، وألا يزيد طولها عن 20 مترا، وارتفاعها عن مترين ونصف المتر، كما يحظر الصيد فى " محمية الزرانيق " التى تعتر من أفضل المحميات الطبيعية وتعتبر محطة مهمة للطيور المهاجرة .
وقال رئيس جمعية حماية البيئة بشمال سيناء انة يتم التنبيه على الصيادين بضرورة إطلاق سراح الطيور الأخرى بخلاف طائر السمان خاصة طائر " المرعة " وبط " الشرشير " واللذان يواجهان خطر الانقراض وضرورة تسليمها لأقرب محمية طبيعية ، وكذلك تنفيذ قرار المحافظة رقم " 798 لسنة 2005، بشأن حظر صيد الطيور البرية أو المهاجرة . يذكر أن هناك اهتماماً كبيراً بموسم صيد السمان بمحافظة شمال سيناء باعتباره يمثل نشاطاً اقتصادياً يدر دخلاً كبيراً على عدد كبير من أبناء المحافظة العاملين فى صيده .
ومع الاستخدام الموسع للتكنولوجيا ، والتي تم تطويعها فى الحصول على أكبر قدر من " طائر السمان " حيث تم اللجوء الى استخدام أجهزة حديثة تصدر أصواتاً تشبه أصوات " السمان " وأصوات طيور أخرى من خلال أجهزة ومكبرات للصوت مما يُجبر الطيور المهاجرة إلى الاتجاه صوب الأصوات الصادرة من الأجهزة والتي يتم وضعها بالقرب من شباك الصيادين فيتم صيدها بكميات كبيرة .
كما يقوم البعض من صائدى الطيور بانتظار موسم الصيد بفارغ الصبر لعل السماء تكافئة بصيد ثمين من الصقور وهى ذات أنواع عديدة من أهمها الصقر الحر والذي يشتهر بأنواعه (الجرودي والقطامي والحجازي) و صقر الشاهين والعوسق ، ويتم بيعهم بثمن كبير يتراوح أسعارها حسب أنواعها من 10 آلاف جنية وبعض الأنواع تتعدى ال 100 ألف جنية ويتم بيعها لهواة اقتناء الصقور من دول الخليج العربي خاصة من السعودية وقطر والإمارات والذين يأتون لشمال سيناء خصيصاً فى موسم الصيد حيث يستخدموها فى صيد وقنص الأرانب والغزلان البرية وكذلك " طائر الحبارى " الشهير فى دول الخليج .
سر طائر السمان أو 'السلوي'
السمان أو " الفِر" كما يلقبة السيناويين وهو من فصيلة الدجاجيات وذكر فى أكثر من موضع فى القرأن الكريم منها ما ورد فى سورة طه بالآية رقم (80) " يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ المَنَّ وَالسَّلْوَى . كلو من طيبات مارزقناكم ولاتطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى "صدق الله العظيم . وطائر السلوى هو طائر السمان كما أجمع المفسرون، وطائر السمان أكبر من العصفور وأصغر من الحمام قليلاً وهو طائر خريفي .
ويتميز السمان بلحمه الشهي وبيضه المنقط باللون البني ويفيد في علاج بعض الأمراض مثل حساسية الصدر وزيادة الحيوية عند الرجال .