إن المتأمل والمتابع لسلوك الحيوانات التي يظن أصحاب التطور المادي أنهم أصل الإنسان سيصطدم بالعديد من السلوكيات العجيبة والتي تؤكد بما لا يدع مجال للشك تكريم الخالق سبحانه للإنسان .. فالزواج غريزة أوضعها الخالق سبحانه في مخلوقاته لحفظ النوع ولكل كائن طقوسه وعلي قمة تلك الطقوس الإنسان الذي كرمه الله بحفظ عورته وعقله الذي يمكنه من اختيار شريك الحياة وحفظ النوع وعلي الجانب الأخر نجد أن هناك العديد من المظاهر السلوكية العجيبة في عالم الحيوان فلكل نوع من الحيوانات طقوسه وللأنواع المختلفة طرق مختلفة لجذب الجنس الآخر .. ولكن الغريب في هذه الطقوس هي تلك التي اعتمدها الزراف وأفراس النهر فإناث الزراف تعمد علي التبول في فم الذكور لإعلامه أنها علي استعداد للتزاوج فإذا ما تذوق البول وأعجبه قِبل الزواج وإن لم يكن يرفضه . وأفراس النهر تقدم علي التبول والتغوط في نفس الوقت وبغزارة وتوجيه الغائط والبول في اتجاه الإناث لإعلامها أنه علي استعداد للتزاوج معها. ومن الأمور العجيبة أن أحد أنواع السلاحف المائية تتصارع علي الفوز بالإناث بأن يضرب الطويل منهما القصير حتي يبكيه فيبتعد الفصير ثم يقوم صاحب السيقان الطويلة بعمل استعراض بأن يقف علي رأسه ويضغطها بشدة أمام الأنثي وهذا معناه أنه علي استعداد للتزاوج بذات الأنثي التي تقف مشاهدة لهذا العرض البهلواني الساخر .. وفي عتة القش لكي يصبح الذكر قادرا علي التزاوج فإنه بمجرد خروجه من البيضة يتعلق بالأم ثم يقتلها بامتصاص كل سوائل جسمها لجمع طاقته وشبابه ويقوم بالتزاوج مع إحدي الإناث التي خرجت معه في ذات الجيل .. ومن الأمور العجيبة إحدي إناث أسماك القاع العملاقة تعيش وسط الظلام حيث تحتوي علي قمة رأسها مصباحاً من الضوء يعمل ببطارية بكتيرية تضيء لها ظلام القاع ليكتشف العلماء علي ظهرها زائدة صغيرة خلف المصباح. تبين للعلماء أنها بقايا ذكور خالية من الجهاز الهضمي والتي لا يزيد حجمها علي 1% من حجم الأنثي. وعند موسم التزاوج يقوم الذكر قبل أن يتلاشي بقضم ظهر الأنثي لتلتحم فكوكه مع لحم ظهرها ثم تتلاشي الفكوك ويتم إخصاب بويضات السمكة ليموت الذكر ويبقي أثر بعد حين .. وفي الجمل تقوم الذكور بجذب الإناث يإخراج جزء من سقف الحلق إلي خارج فمها بما يشبه البالون. ثم يتوالي خروج رغاوي بيضاء من الفم تغطي فمها وأنفها مما قد يعرضها للاختناق.. وفي طيور الجنة يقوم الآباء بتعليم صغارهم رقصات بهلوانية محددة يستخدمها عند الكبر لجذب الإناث. هذا جزء ضئيل من فصول سلوكيات الحيوان العجيبة التي كتبتها بتحفظ والتي بالتأكيد تختلف عن طقوس الزواج عند الإنسان.. وعلينا الآن أن نوجه السؤال إلي الداروانيين أو من يطلقون علي أنفسهم الماديين .هل من الممكن أن يقارن هذا بالإنسان الذي كرمه الله بجمال الخلقة والعقل.. هل من الممكن بعد الآن أن نصدق أن يكون الإنسان ناتجاً عن تطور زمني كما يعتقدون ؟.. إن المتأمل لبنية الإنسان ومقارنتها ببنية الحيوان وسلوكياته. لابد أن يتأكد أنه لم يكن نتاج تطور تحكمه العشوائية إنما صنع بيد خبير قال عن خلقه للإنسان "ولقد كرمنا بني آدم" ثم يأتي الإنسان بنظره القاصر ليؤمن بنظرية اعتمدت علي دلالات أكدت نظريات العلم الحديث خطأها لينسب نفسه إلي القردة بنية وإلي الكلاب فيزسيولوجياً .. أي عقل يفكر به هؤلاء . يكرمه خالقه ثم ينفي عن نفسه التكريم .. عليهم أن يغيروا آليات تفكيرهم في مخلوقات الله ليتفهموا أن ذلك هو خلق الله الذي له في خلقه شئون. أ.د. محمد عبد العزيز فؤاد أستاذ علوم الحياة جامعة عين شمس [email protected]