اكتسبت الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي نيويورك لحضور الشق رفيع المستوي من أعمال الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة أبعاداً ودلالات مهمة. وأثمرت نتائج تستحق التقييم والتحليل. قالت الهيئة العامة للاستعلامات في تحليل سياسي لها إن الزيارة جسدت التطور الايجابي في مكانة مصر في محيطها الإقليمي. وموضعها في إطار النظام السياسي العالمي. وطبيعة دورها الريادي الآن في قضايا منطقة الشرق الاوسط والقارة الافريقية والقضايا الدولية الأخري. جاءت هذه الزيارة الرابعة علي التوالي للرئيس إلي دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة مختلفة بشكل واضح عن الزيارات الثلاث السابقة عليها. من حيث الأداء الدبلوماسي. والتجاوب الدولي مع الرؤي والطروحات المصرية الصريحة والشجاعة التي عرضها الرئيس السيسي. وكذلك من حيث النتائج المترتبة عليها. لكي تعكس التراكم الإيجابي الذي حدث منذ الزيارة الأولي للرئيس عام 2014. دعم دولي متزايد ففي عام 2014 قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بأول زيارة له إلي الجمعية العامة للأمم المتحدة. حيث ألقي خطابا تاريخياً شرح فيه للعالم حقيقة ما جري في مصر. وشارك في العديد من القمم واللقاءات الجماعية. وعقد نحو 40 لقاء ثنائياً مع قادة وزعماء وشخصيات دولية وأمريكية مهمة. وأسفرت هذه الزيارة عن دعم دولي متزايد لمصر. وتغيير ملموس للصورة الخاطئة التي كانت لدي البعض بشأن الأحداث التي شهدتها في الأعوام السابقة عليها. في عامي 2015 و2016 قام الرئيس بزيارتين إلي الاممالمتحدة. أجري خلالهما نحو 42 لقاء ثنائياً مع قادة العالم. إلي جانب المشاركة في قمم دولية جماعية. سياسية واقتصادية وبيئية.. وحصلت مصر علي ثقة العالم بعضوية مجلس الأمن الدولي خلال عامي 2016-2017. كما حظيت بتفاعل عالمي ودعم ترجم فيما بعد في اتفاقات اقتصادية وتنموية وتسليحية مع العديد من القوي الدولية الكبري. أما في هذا العام. 2017. فقد ذهب الرئيس السيسي إلي الاممالمتحدة مزوداً برصيد كبير علي الصعيدين الداخلي والإقليمي قلما توفر لمصر في السابق. بالرغم من حملات شرسة من بعض وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان الغربية. التي تقف وراءها أطراف معادية مصرية وعربية وإقليمية. فعلي الصعيد الداخلي. ذهب الرئيس الي نيويورك مدعوماً من شعب قوي متماسك تحمل بمسئولية كل الصعاب التي واجهته. ودولة تتمتع بمستوي عالي من الاستقرار المؤسسي والسياسي والامني. في قلب منطقة هي الأكثر اضطراباً في العالم.پ وذهب الرئيس وفي يديه إنجاز اقتصادي تنموي وضع مصر علي طريق الإقلاع للنهوض. أشادت به المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية. حيث بدأت تظهر نتائج البرنامج المصري للإصلاح الاقتصادي في شكل مؤشرات إيجابية ملموسة علي كافة مستويات وقطاعات الاقتصاد المصري. جزء أساسي من الحل وعلي الصعيد الإقليمي. ذهب الرئيس إلي نيويورك بعدما أكدت مصر عملياً علي أرض الواقع انها استعادت دورها كطرف لا يمكن تجاوزه أو تجاهل رؤيته في قضايا المنطقة. فهي جزء أساسي من الحل لكل قضايا الشرق الأوسط وفي مقدمتها قضية فلسطين والقضية السورية والأوضاع في ليبيا والعراق واليمن وغيرها. وعلي الصعيد الدولي.پذهب الرئيس إلي نيويورك ومعه رصيد هائل لبلده في أهم وأخطر قضايا المجتمع الدولي اليوم. وهي قضية مكافحة الإرهاب. بعدما استطاعت مصر أن تملي رؤيتها الشاملة لمكافحة الإرهاب ومعاقبة داعميه ومموليه دولاً ومنظمات وتنظيمات. وبعدما أكدت أحداث الإرهاب في أنحاء العالم صدق وواقعية هذه الرؤية المصرية وحاجة العالم اليها. ويضيف تحليل الهيئة العامة للاستعلامات لزيارة الرئيس إلي الأممالمتحدة. أنه انطلاقا من هذه المعطيات. فقد أدركت القيادة المصرية أن الزمان والمكان مناسبان لترجمة هذا الرصيد المصري الي تحرك واثق. يبرز مكانة مصر للعالم. ويدفعه لتبني الرؤية المصرية بشأن قضايا المنطقة. لهذا. كان صوت رئيس مصر عالياً. ومنطقه واضحاً جلياً. في كلماته وخطاباته في كل المحافل التي حضرها في نيويورك. وكان تحركه رصيناً ومكثفاً. بلقاءاته مع كثير من الزعماء والقادة من قارات العالم الخمس. فخلال هذه الزيارة. شارك الرئيس فيپ3پاجتماعات رسمية عالمية تابعة للأمم المتحدة حمل خطابه في كل منها رسائل للعالم. ورؤي متكاملة قدمت الحلول العملية للعديد من قضايا المنطقة.پجاء هذا في كلمة مصر التي ألقاها الرئيس أمام الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة. ثم في اجتماع القمة العالمي بشأن ليبيا. ثم في قمة مجلس الأمن حول إصلاح عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وهي المرة الثانية للرئيس ولمصر أيضاً التي يشارك فيها رئيس مصري في قمة لمجلس الأمن الدولي. وتحدث الرئيس في 3 لقاءات جماعية أمام مجموعة من الشخصيات المؤثرة بالمجتمع الأمريكي ضمت 22 شخصية مهمة. وفي غداء العمل الذي نظمته غرفة التجارة الأمريكية. ومجلس الأعمال المصري الأمريكي. وفي حفل عشاء عمل نظمه مجلس الأعمال للتفاهم الدولي. وعقد الرئيس السيسي 12 لقاء قمة ثنائي مع قادة ومسئولين من مختلف قارات العالم. منهم 4 زعماء من أوربا هم: رؤساء: رومانياپ"كلاوس يوهانس".پوقبرصپ"نيكوس أنستاسيادس". وصربياپ"ألكسندر فوتشيتش".پورئيس وزراء ايطالياپ"باولو جينتيلوني". ومع 2 من قادة الأمريكتين هما: رئيس الولاياتالمتحدةالامريكية "دونالد ترامب". ورئيس البرازيلپ"ميشل تامر". و4 من قادة ومسئولي الدول العربية همپالرئيس الفلسطيني "محمود عباس".پووزير خارجية دولة الإماراتالعربيةپالمتحدة "عبد الله بن زايد". والأمير "خالد بن سلمان" نجل العاهل السعودي وسفير المملكة العربية السعودية لدي الولاياتالمتحدة. كما التقي الرئيسپالسيسي العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال حفل الغداء الرسمي لرؤساء الدول المشاركين في الدورة ال72 للأمم المتحدة. ومن أفريقيا رئيس غانا "نانا أكوفو أدو". إضافة إلي رئيس الوزراء الإسرائيلي " بنيامين نتنياهو" لبحث جهود احياء عملية السلام. وعقد الرئيس السيسي خلال زيارته لنيويورك 4 لقاءات مع مسئولين دوليين هم "أنطونيو جوتيرس". أمين عام الأممالمتحدة. و" جيم يونج كيم" رئيس البنك الدولي. و"دونالد تاسك" رئيس المجلس الأوروبي. بحضور "ديميتريس أفراموبولس" مفوض الاتحاد الأوروبي لشئون الهجرة والمواطنة. وواضح أن هذه اللقاءات لم تكن كلها سياسية فقط. بل كان الملف الاقتصادي المصري حاضراً في لقاءات الرئيس مع كل منپغرفة التجارة الأمريكية. ومجلس الأعمال المصري الأمريكي. ومجلس الأعمال للتفاهم الدولي. ورئيس البنك الدولي. إضافة الي بحث التعاون الاقتصادي والتجاري مع العديد من قادة العالم الذين التقاهم الرئيس. هذا التحرك الدبلوماسي المكثف للرئيس. نجح في تقديم رؤي فعالة وعملية إلي العالم بشأن قضايا المنطقة. بعض هذه الرؤي فتح الباب أمام اختراق دولي محتمل في بعض هذه القضايا اذا تجاوب العالم مع الطرح المصري. واحسن استغلال المعطيات الراهنة لاقتحام المشكلات وتبني الحلول التي تحدث عنها الرئيس وهذه القضايا الست هي: قضية فلسطين. والقضية الليبية. والأوضاع في سوريا. ومكافحة الارهاب. وعمليات حفظ السلام الدولية. إضافة الي الملف الاقتصادي. الدبلوماسية المصرية وطبقاپلتحليل الهيئة العامة للاستعلامات. فإن الدبلوماسية المصرية تعاملت بكفاءة عالية من أجل تحريك الاهتمام الدوليپبقضية فلسطين وإحياء جهود السلام العادل لهذه القضية. فقبل أن يلتقي الرئيس مع رئيس وزراء إسرائيل في نيويورك كان قد اجتمع بالرئيس الفلسطيني محمود عباس. حيث رحبت مصر بموقف حركتي فتح وحماس وما أبداه وفدا الحركتين خلال مشاوراتهما الأخيرة في القاهرة من تفاهم وحرص علي الحوار الفلسطيني الفلسطيني. والتي جاءت في إطار حرص الرئيس علي وحدة الشعب الفلسطيني لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية. كما استبق الرئيس لقاءه مع نتنياهو بلقاء مع مجموعة من الشخصيات المؤثرة بالمجتمع الأمريكي. والتي تضم عدداً من الوزراء والمسئولين والعسكريين السابقين. بالإضافة لقيادات مراكز الأبحاث والمنظمات اليهودية ودوائر الفكر بالولاياتالمتحدةالأمريكية. حيث أكد الرئيس "أن مصر بذلت علي مدار الفترة الماضية جهوداً كبيرة مع الأخوة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة من أجل تقريب وجهات النظر ورأب الصدع الفلسطيني سعياً لتحقيق المصالحة الفلسطينية وعودة السلطة الفلسطينية إلي قطاع غزة. كما لفت إلي أن تحقيق السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لا يمكن فرضه من الخارج. بل يجب أن ينبع عن قناعة وإرادة حقيقية من الجانبين. منوهاً إلي أن ما تبذله مصر من جهود يأتي في إطار توفير البيئة المواتية للتوصل إلي تسوية عادلة بين الجانبين. وشهد اللقاء بحث سبل إحياء عملية السلام. وإنشاء دولة فلسطينية. مع توفير الضمانات اللازمة بما يسهم في إنجاح عملية التسوية بين الجانبين. بعد هذه اللقاءات جاءت كلمة الرئيس أمام الجمعية العامة والتي لقي ما ورد فيها عن قضية فلسطين اهتماماً عالمياً مدوياً. لكي توضح الموقف المصري بصورة لا تحتمل اللبس أو التأويل. وقد استقبلت الاطراف المعنية هذا الطرح المصري بكثير من الترحيب والتأييد. سواء من جانب السلطة الفلسطينية أو الجانبين الإسرائيلي والأمريكي. حيث عرض الرئيس السيسي علي نظيره الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائهما. جهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية كخطوة أساسية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأشاد الرئيس "ترامب" بالجهود المصرية في هذا الصدد. مؤكدًا أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين في هذا الملف. وهكذا ..اثبت الرئيس السيسي في نيويورك أن مصر هي الطرف الأهم المؤثر والفعال والنزيه في قضية فلسطين. والتي حملت دوماً ولا يزال مسئولية الدفاع عن الشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه المشروعة بعيداً عن الضجيج والمزايدة والحسابات الذاتية. انطلاقاً من التزامها القومي والأخلاقي بهذا الشعب وحقوقه. عندما تتحدث مصر عن القضية الليبية. يجب أن ينصت العالم. هكذا يري تحليل هيئة الاستعلامات. فنحن الأقرب إلي ليبيا أرضاً وشعباً واهتماماً وتأثيرا وتأثرا. وبعد سنوات من التردد أيقن العالم هذه الحقيقة وأنصت إلي الرؤية التي قدمها الرئيس في كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. هذه الرؤية أكدها الرئيس أمام القمة العالمية بشأن ليبيا التي ضمت عددا من دول العالم فيپمقدمتها مصر بالطبع. وفي إطار العلاقات التاريخية والاجتماعية والسياسية العميقة التي تربط بين الشعبين الشقيقين في مصر وليبيا. تستمر مصر في استضافة سلسلة من الاجتماعات مع القيادات الليبية بمجلس النواب والمجلس الرئاسي والمجلس الأعلي للدولة لتقريب وجهات النظر بينهم. وذلك بالتوازي مع الاجتماعات التي تستضيفها القاهرة لإعادة توحيد المؤسسة العسكرية. واللقاءات الرامية للتوصل لمصالحات مجتمعية وقبلية بين أبناء الشعب الليبي الشقيق من مختلف المدن والمناطق".پ تسوية سياسية عادلة تكالبت قوي إقليمية ودولية عديدة علي الساحة السورية. طمعاً في حل عسكري. أو انتصار موعود. أو نفوذ إقليمي. أو حسم لصالح طرف من الأطراف توهم أن ذلك يتم بقوة السلاح والوجود علي الارض وإنفاق المليارات علي السلاح والميليشيات والجماعات. بينما ظلت مصر متشبثة برؤيتها: لا حل عسكريًا في سوريا. لا فرض لإرادة طرف علي طرف. لا بديل عن التسوية السياسية التي تحفظ وحدة الارض والشعب من خلال حوار بين معارضة موحدة والنظام الحاكم من أجل دولة سورية وطنية ديمقراطية موحدة تسع جميع ابناء شعبها وتحقن دماءهم.