تحدثت أمس باقتضاب شديد عن جولتين من جولات تنفيذ المؤامرة الكبري ضد العرب.. الأولي تدريب العملاء علي كيفية اسقاط الدول وأنظمتها واطلاقهم في الفضائيات للتبشير بالتغيير ونشر الفوضي الخلاقة. والثانية "ثورات الربيع العبري" بتونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن في تزامن مفضوح وسقوط هذه الدول في يد الإخوان كما هو مخطط فيما عدا سوريا.. واليوم.. نتحدث عن الجولة الثالثة.. إفاقة الشعوب من غيبوبتها وطلاقها لحزب الكنبة وإسقاطها "ثورات الربيع العبري" بالثورة علي الفاشية الدينية الإخوانية والإطاحة بها. بدأت ثورات الاسقاط وتصحيح المسار من مصر وسوف نعود إليها لاحقاً.. وقد كانت ثورة 30 يونيه 2013 ملهمة لباقي الشعوب.. بعدها ثار الشعب التونسي علي الأوضاع المتردية لبلاده وأطاح بإخوان الغنوشي وأزاح "المرزوقي" مندوبهم السامي وإن ظلوا يعلبون في الخفاء. العراق لملم أشلاءه وبدأ يطرد الدواعش الذين صنعتهم وزرعتهم إسرائيل وأمريكا كوكلاء لهما في أرض الرافدين بقيادة يهودي تحت اسم مستعار.. وها هم علي أعتاب فقد آخر معاقلهم. ليبيا كانت الأرض البديلة للعراق.. حيث تكالب عليها كل الإرهابيين من إخوان ودواعش ونصرة وغيرهم مستغلين حالة الفوضي والانقسام بها وعدم تسليح الجيش بقرار أممي تآمري.. إلا أن الجيش تماسك وبدأ في استعادة أرضه وثرواته البترولية وحماية شعبه من خوارج العصر.. ولن يمر وقت طويل حتي تتحرر الأراضي الليبية من هذا الدنس. اليمن فقد سعادته وزصبح تعيساً.. فقد تمزق بين وطنيين وحوثيين تابعين لإيران وطماعين من القاعدة وأنصار علي عبدالله صالح.. حرب طاحنة تدور رحاها هناك ولها أهداف محددة: بث القلاقل وعدم الاستقرار للسعودية من الجنوب. السيطرة علي باب المندب نكاية في مصر 30 يونيه وضرب اقتصادنا. نشر المذهب الشيعي لاستكمال هلالهم "سوريا ولبنان العراق الخليج اليمن".. ومن أجل ذلك تم تشكيل التحالف العربي لمساندة الشرعية والدفاع عن الأمن القومي العربي للسعودية ومصر إضافة إلي إجراءات مصرية أخري. سوريا هي البلد الوحيد الذي لم يسقط نظامه.. صمد بشار الأسد أمام الهجمة غير المبررة علي بلاده.. صحيح أنها دمرت وأصبحت أكبر خرابة في العالم وهجرها معظم شعبها وأصبح بين لاجئ وغريق ولكن يحسب لبشار أنه حافظ علي وحدة أراضيه ويحرر ما هو محتل مؤقتاً ويواجه المؤامرة بثبات مستعيناً بروسيا.. فلا يفل الحديد إلا الحديد. هذه حال الدول التي مزقتها المؤامرة الكبري الصهيوأمريكية.. فماذا عن مصر والخليج..؟! لقد عشنا "سنة سودا" تحت حكم الإخوان: فاشية دينية غير مسبوقة ولا حتي في العصور الوسطي.. واستحواذ مقيت علي مفاصل الدول لأخونتها.. ومحاولات لإسقاط المؤسسات خاصة الجيش الذي حاولوا اقتحام وزارته وفشلوا. والشرطة التي حاصروا وزارتها وفرغوها من الكفاءات. والقضاء الذي حاصروا محكمته الدستورية ومحاكمه. والإعلام الذي هاجموا مدينته.. ناهيك عن الخيانة الفاضحة والمفضوحة سواء بتسريب الأسرار الاستراتيجية للبلد إلي الخارج أو الاتفاق علي بيع سيناء لحماس وإسرائيل نظير 8 مليارات دولار وفتح الحدود الغربية مع ليبيا وتسليم حلايب وشلاتين للسودان وهذا كله يتطابق مع دستورهم الذي ينص علي عدم الاعتراف بالحدود وأن الوطن ما هو إلا حفنة من تراب عفن وأن الجماعة فوق الدولة وطظ في مصر واللي فيها.. واختتمها الخائن مرسي بإعلان دستوري الهي يمنع حتي الاعتراض علي أي قرار له قضائياً. كل هذا جعل الشعب يغلي ويخرج عن بكرة أبيه حيث اكتظت الميادين والشوارع بما يقرب من 33 مليون مواطن والباقي احتشد أمام البيوت وفي الشرفات.. الكل يردد شعاراً واحداً "يسقط يسقط حكم المرشد" وهو شعار عبقري بحق صنع في مصر حيث يخالف شعارات الدول الأخري التي كانت توجه نداءها إلي رأس النظام بكلمة "ارحل".. أما المصريون فقد كانوا يعلمون أن مرسي "طرطور" ومجرد مندوب للجماعة في قصر الاتحادية وأن الحاكم الفعلي هو الجماعة التي يمثلها المرشد ونائبه. نعم.. خرج الشعب كله في 30 يونيه وكان لابد أن يخرج وسانده جيشه حفاظاً عليه وعلي وحدة الأراضي.. هذه الملايين ردت صفعة "25 زفت" الذي اقتحم المتآمرون فيه السجون واطلقوا سراح 23 ألف سجين جنائي وهربوا اتباعهم وحرقوا المؤسسات وقتلوا المنتفضين السلميين الذين كانت لهم مطالب مشروعة وألقوا ببعضهم من فوق الأسطح وهددوا الدولة بالضياع كما كان مخططاً.. رد الشعب هذه الصفعة "شالوت" مدوياً أطاح بقيادات الإخوان إلي غياهب السجون.. والبعض هربوا إلي أحضان داعميهم ومحرضيهم في قطر وتركيا وبريطانيا. أصاب الجنون أمريكا وإسرائيل والغرب عامة وقطر وتركيا وإيران فبدأوا الجولتين الرابعة والخامسة من المؤامرة ولكننا كنا لهما بالمرصاد.. وهذا هو محور حديثنا غداً بإذن الله.