الأوضاع في الوطن العربي أصبحت في منتهي الخطورة.. ومن يتابع المشهد الآن يشعر أن إسرائيل -ومن تحت العباءة الأمريكية- علي بعد خطوات من تحقيق حلمها بتقسيم الدول العربية إلي كانتونات دينية وطائفية ومذهبية هشة تحارب بعضها بالوكالة عن آل صهيون. إسرائيل وأمريكا بعد حرب أكتوبر وغزو العراق وما تكبدتاه من آلاف الضحايا ومن سمعة أصبحت في الوحل رفعتا شعار: تقسيم الدول العربية بأيدي أبنائها.. لماذا نضحي بأولادنا ما دمنا نستطيع تحقيق نفس الهدف بأيدي العرب أنفسهم؟.. وها هما تفعلان.. وكادت المؤامرة تكتمل لولا ثورة 30 يونيه التي أحبطت المخطط قبل يومين فقط من ساعة الصفر.. ومع هذا نجحت إسرائيل وأمريكا إلي حد كبير في تحقيق معظم المخطط: * العراق واقعيا سقط معظمه في أيدي داعش الصهيو أمريكي وتقسيمه رسميا إلي ثلاث دويلات "سنية وشيعية وكردية" هي مسألة وقت.. وقد اعلنها رئيس أركان الجيش الأمريكي المنتهية ولايته بأن التقسيم ربما يكون الحل الوحيد لانهاء النزاع في العراق..! * سوريا مازالت صامدة رغم ان داعش وأخواته احتلوا مناطق واسعة وآخرها القري الواقعة علي الحدود التركية مما يسهل امداد التنظيم الإرهابي بالمقاتلين والسلاح والمال في أمان.. لذا.. فإن تقسيم سوريا إلي أربع دويلات "سنية وعلوية وكردية ودرزية" مسألة وقت أيضا..! * لبنان دخلت مؤخرا حزام ¢المحرقة العربية¢ المسماه استعباطا "الربيع العربي" وقد تسقط هي الأخري بين ليلة وضحاها.. وبسقوطها تتجه "عرائس الماريونيت الإسرائيلية" المسماه بداعش إلي الخليج العربي لتوسيع نطاق الحرب والسيطرة علي منابع النفط وجر رجل مصر. * اليمن ممزق بين نظام حكم شرعي يدير البلاد من الخارج وقوميين يؤازرونه وخونة يتزعمهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحوثيين شيعة وقاعدة وداعش وإخوان.. والهدف من الحرب هناك اخضاع السعودية وتهديد قناة السويس وتقسيم ¢اليمن التعيس!.. * السودان تم تقسيمه والمخطط ان يعاد تقسيم المقسم إلي ثلاث دويلات أخري.. دارفور في الغرب وسنية في الوسط ونوبية في الشمال.. وتقسيم السودان مسألة وقت..! * تبقي ليبيا.. والرهان عليها الآن.. فقد تمدد وتوسع داعش وأخواته هناك ويتم التعامل دوليا مع هذا التنظيم الإرهابي بانتقائية مفضوحة.. فأمريكا جيشت العالم بزعم أنها تحاربه في العراقوسوريا والواقع أنها تدعمه وتسهل له كل السبل لمزيد من السيطرة والتمدد والبقاء لمدة ثم بعد تحقيق الهدف تصفيه.. وفي نفس الوقت ترفض المساس به في ليبيا وتمنع أي دعم للجيش الليبي للدفاع عن أرضه وتحبط أي إجراء يعرقل المخطط الصهيو أمريكي هناك وآخره طلب المبعوث الأممي "الملاكي" تأجيل اجتماع وزراء الدفاع والخارجية العرب لإقرار بروتوكول القوة العربية المشتركة لأن هذه القوة كانت ستتدخل في ليبيا فور إقرار البروتوكول مباشرة.. وكانت حجة المبعوث هي إعطاء مزيد من الوقت للتوصل إلي حل سلمي لإقرار المصالحة الليبية..! إنهم يريدون منح داعش الوقت الكافي للسيطرة علي غالبية ليبيا وتقسيمها لاتمام محاصرة مصر من كل الجهات معتقدين ان مصر مشغولة بحربها الداخلية ضد الإرهاب الإخواني سواء تفجيراته بالمحافظات أو قاذوراته الآتية من غزة.. انه العبط والهطل في أجلي معانيهما.. مصر "تقدر الموقف" جيدا ويستطيع جيشها القوي أن يدحر الإرهاب الإخواني ويدافع عن الخليج ويدك حصون الحوثيين إذا وصلوا إلي باب المندب ومن حقه أن يتدخل في ليبيا عسكريا بالاتفاق مع الحكومة الشرعية ودون إذن دولي دفاعا عن أمن مصر القومي.. وبالتالي.. فإن القوة العربية المشتركة سواء تشكلت أو لم تتشكل فإن هذا لن يؤثر علي القرار المصري المصيري. هذه هي الصورة الكاملة للوطن العربي.. مشهد أسود يغلفه الدم ومستقبل تتحكم فيه المؤامرات والأطماع الصهيونية الأمريكية ولن يحبط كل هذا إلا تضافر شعبنا مع قواته المسلحة.. انه الطريق الأوحد للنجاة وإجهاض المخطط القذر المعد لنا. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها.. تحيا مصر.