أصبح تنظيم "داعش" هو الخطر الحقيقي الذي يهدد أمن الدول العربية ويعمل علي تقسيمها إلي دويلات في إطار مخطط خارجي تدعمه الولاياتالمتحدةالأمريكية تشاركها فيه كل من اسرائيل وتركيا وقطر!! ورغم ادعاءات "داعش" وتهديداتها بأن ارهابيها سيغزون الولاياتالمتحدة ودولاً أوروبية إلا أن هذا يأتي من قبيل ذر الرماد في العيون وإلا فليقل لنا هذا التنظيم من أين يحصل علي هذه المعدات العسكرية التي يقاتل بها في كل من العراقوسوريا وليبيا وفرع تنظيمهم المسمي "بيت المقدس" في سيناء!! بان كي مون السكرتير العام للأمم المتحدة أعلن أن تنظيم "داعش" يضم مقاتلين من أكثر من 60 دولة ومعظمها من دول أوروبا. وأن اعمار هؤلاء المقاتلين ما بين ال 18 و22 عاما حيث يتم السيطرة عليهم من خلال مفاهيم خاطئة عن الاسلام!! واعلن كي مون انه سيعد خطة لمنع تجنيد هؤلاء المنضمين الي صفوفه من تلك الدول. التنظيم الداعشي يلاقي مقاومة عنيفة في العراق.. ورغم ان الولاياتالمتحدة تمنع ارسال الامدادات العسكرية لهذا البلد إلا أنهم وبواسطة افراد الشعب العراقي يحاولون وقف سيطرتهم علي مواقع استراتيجية في البلد الشقيق وخاصة مواقع آبار النفط. أما في سوريا فكل هم أمريكا وتركيا تسليح النظام المعارض لبشار الأسد ومده بالسلاح.. ولا تعلم كل من الدولتين أو تعلم ان هذا السلاح يذهب تلقائيا الي تنظيم داعش. ولولا وقوف روسيا وايران مع النظام السوري لانهار هذا النظام في أيام معدودة.. واستولت داعش علي كل سوريا. في ليبيا استولت ميليشيات "داعش" علي مدينة سرت واحتلتها تماما وسيطرت علي مطارها الذي أصبح في قبضتهم وكل يوم تأتينا أنباء عن مقتل جنود وضباط من الجيش الليبي علي يد هذا التنظيم التكفيري. مصر قالت علي لسان المهندس إبراهيم محلب أنها لن تسمح لداعش بتقسيم البلد الشقيق.. وهذا كلام جيد قاله محلب لشيوخ وأعيان القبائل الليبية التي عقدت اجتماعاتها في مصر.. ولكن السؤال: كيف يتم ذلك ومقاتلو "داعش" يندمجون وسط السكان بحيث يصعب اصطيادهم بالطائرات.. لكن البديل الوحيد هنا أن يسمح الغرب وفي مقدمتهم امريكا بالافراج عن توريد السلاح الي الجيش الليبي الذي يحظي بتعاطف الشعب معه. الدول العربية تنتظر من أمريكا أن تحارب "داعش" نيابة عنها!! وهذا وهم خاطئ لأن هذا التنظيم ما استفحل أمره إلا بتشجيع من أمريكا. ولا تنتظروا ابدا ان يمد نشاطه لأي بلد من بلادها.. فكيف يتم ذلك وهي الراعية له وهي التي تمده بالسلاح وتمنعه عن الجيش العراقي والجيش الليبي ويذهب سلاحها هي وتركيا الي المعارضة السورية ليقع في قبضة "داعش"!! إذن.. لا يجب أن يكون العرب متفائلين في أن أمريكا ومعها الدول المتحالفة معها جادون في محاربتهم لداعش.. وإلا لو كان ذلك صحيحا لانتهي أمر هذا التنظيم منذ ظهوره ولما استفحل حتي وصل الي ماوصل اليه. غارات جوية يومية أو شبه يومية للتحالف ضد "داعش" ولم تؤثر في هذا التنظيم رغم ذلك بل ربما تزيده هذه الغارات غير الجادة تماسكا واصرارا علي تنفيذ مخططاته. وأقسم أن أمريكا لو كانت جادة في حربها التي شكلت من أجلها قوة طيران التحالف لانتهي أمر هذا التنظيم منذ أجل بعيد ولما امتد نشاطه ليتجاوز العراق ثم سوريا ثم ليبيا. هناك اقتراح مصري بتشكيل جيش عربي مشترك ولو أن كل دولة من هذه الدول والتي يقدر عددها بأكثر من 22 دولة كونت جيشا مقاتلا ومدربا علي أعلي مستوي ووزعته علي كل من العراقوسوريا وليبيا لانتهي أمر هذا التنظيم واصبح في خبر كان. ليعلم العرب جميعا ان أمريكا لن تحارب من أجلهم وليأخذوا هم المبادرة للقضاء علي أية تنظيمات ارهابية تهدد بلادهم.