المتأمل للمشهد الراهن يدرك بسهولة أن هناك شيئاً ما يدبر في الخفاء للإضرار بالوطن وإنهاك قواه حتي لو اختلفنا حول ماهية ما يدبر أو كيف يدبر. وأبرهن علي ما أقول بعدة مشاهد تتقاطع مع بعضها البعض.. الأول: تكرار محاولات تهريب الأسلحة الثقيلة والذخائر للبلاد.. وهي حوادث غريبة علينا وكان آخرها ضبط صواريخ مضادة للطائرات ومنصات إطلاق وصناديق "آر بي جي" فارغة بالقرب من المجري الملاحي لقناة السويس لاحظ خطورة الموقع فمن الذي يحاول إغراق البلاد بترسانات من الأسلحة الثقيلة.. وما الهدف منها؟! * الثاني: التوقيت المريب لإعلان جماعة "التكفير الجهادية" محافظتي سيناء إمارة إسلامية وهو توقيت يطرح الكثير من علامات الاستفهام. مع ضرورة ألا تخوننا الذاكرة وننسي أو نتجاهل حقيقة أن بعض الجماعات الإسلامية المتشددة بدأت كصناعة إسرائيلية وأمريكية قبل أن ينقلب السحر علي الساحر وتتحول إلي المقاومة المشروعة أو الإرهاب الدولي. * الثالث: المحاولات الدائمة لاستفزاز الجيش والوقيعة بينه وبين الشعب ليصبح جزءاً من المشهد السياسي ويتحول من حام للثورة إلي فصيل له مؤيدوه ومعارضوه وهي لعبة خبيثة كان من الممكن أن تقود البلاد إلي آتون الحرب الأهلية لولا يقظة قواتنا المسلحة للمخطط والقراءة الجيدة لما يحاك في الخفاء. * الرابع: السعي الدائم لإضعاف جهاز الأمن وتشتيته. فما يحدث الآن يؤكد أن هناك من يستغل المظاهرات ويدفعها عكس الاتجاه حيث تخرج سلمية وبمطالب مشروعة ثم تنفصل عنها بعض المسيرات للصدام بمؤسساتنا الأمنية بلا مبرر وضد رغبة جموع المتظاهرين. * الخامس: عدم استقرار حدودنا الشرقية والتحركات المريبة للقوات الإسرائيلية ودعمها المستمر بالأفراد والمعدات بصورة مبالغ فيها وبمبررات واهية.. ويبقي السبب الحقيقي لتلك التحركات في علم الله وحده. هذه الملاحظات الخمس أو الخطايا تضع أمن مصر علي المحك. فنحن مستغرقون تماماً في شأننا الداخلي بينما الأعداء لا يتوقفون عن التآمر ضد بلادنا وتنفيذ مخطط تقسيمها إلي أربع دويلات حسبما جاء في "خارطة الدم" التي أعدها الكيان الصهيوني بمباركة أمريكية وتقوم علي إعادة تشكيل العالم العربي وتقسيمه علي أسس دينية وعرقية. الخطة الصهيو أمريكية ليست سرية فقد سبق الإعلان عنها ودخلت حيز التنفيذ منذ غزو العراق ونماذج التفتيت والتقسيم كثيرة حولنا لكننا للأسف كالعادة لا نقرأ ولا نفهم ولا نتعلم من دروس الآخرين.