تعلمنا منذ الصغر في مادة الفيزياء. أن كل قطبين متنافرين متقاربين. وان كل قطبين متشابهين متنافرين.. أي لا يقبل بعضهما البعض.. لذلك توقعت من البداية ألا يتوافق حسام وابراهيم حسن مع الاسماعيلي. لانهما يقودان فريقا له جمهور ذو طبيعة خاصة.. طبيعة حامية جداً. ويثور لأقل خسارة. بل لا يقبلها أصلاً. حتي وان كانت من أولاد العم "المقاولون".. وهذا ما قلته شخصيا للمهندس يحيي الكومي عندما تسلم الاسماعيلي. وبادر بالتعاقد مع التوءم. قبل ترسخ قدماه في إدارة النادي.. وقلت له ان حسام وإبراهيم حسن لن يعمرا مع الاسماعيلي لان الفريق يمر بظروف صعبة. وان فرصته في المنافسه علي أي بطولة مستبعدة هذا الموسم. لا فتقاده ابرز نجومه. وتأخر مستحقات اللاعبين والازمة المالية التي يعيشها الاسماعيلي.. وان جمهور الدراويش لن يقبل أي اخفاقات للفريق مع حسام وإبراهيم حسن.. وأن التوءم بدورهما لن يقبلا بأي تجاوزات من جمهور الاسماعيلي اذا ما خسر مباراة لان دمها حام جداً. وروحها في مقاربها.. وان ما تقبله جماهير الدراويش من أحد أبناء الفريق. لن تقبله من الغريب.. ورغم هذه التحذيرات قبل الكومي بالمغامرة. واضطر بقبولها ايضا المجلس الحالي للإسماعيلي برئاسة د. رأفت عبدالعظيم. لأن هناك عقدا لابد من احترامه. ووقع المحظور مبكراً جداً. وعلي أيدي ابناء العم وخرج الاسماعيلي من بطولة كأس مصر. بعد ان نال هزيمة ثقيلة من المقاولون "1/3".. وثارت ثائرة الدراويش. ولم يجد مجلس "عبدالعظيم" مفرا من إقالة حسام حسن. ثم قبول استقالة باقي اعضاء الجهاز.. بعد أول هزيمة وأول عثرة. تصوري الشخصي ان هذه الاقالة كانت مبيتة من قبل لدي مجلس إدارة الاسماعيلي لسببين الأول أن راتب حسام حسن وإبراهيم حسن وباقي اعضاء الجهاز القادم من الزمالك "كامل العدد" يفوق القدرات المالية الحالية لنادي الاسماعيلي. الذي يعاني أصلا أزمة مالية طاحنة. لن يستطيع معها الاسماعيلي أن يوفي بالتزاماته مع التوءم ومعاونيهما بانتظام. لذلك كان لابد من الخلاص من الجهاز في أقرب فرصة.. والسبب الثاني أن جهاز حسام لا يضم أي عنصر من ابناء الاسماعيلي. حتي ان أبو طالب العيسوي تم تجميده وتهميشه من أول يوم.. وهذا الوضع لا يقبله الدراويش أبداً. واذا كان الكومي قد غامر به. فان المجلس الحالي لا يقبله. ولن يقوي عليه.. لذلك فالمسألة كانت مسألة وقت للخلاص بجهاز التوءم مع اقرب سقطة. ولعلهم في الاسماعيلية يقولون الآن رب ضارة نافعة. فالخسارة في كأس مصر أمام المقاولون رفعت عن كاهل إدارة النادي مسئولية الراتب الكبير للجهاز الفني "4 ملايين جنيه في الموسم". وأيضا خلصتهم من الصداع والزن من مدربي الاسماعيلي العاطلين عن العمل. والذين لا يجدون في الغالب فرصة عمل خارج الاسماعيلية. والوحيد الذي أفلت من هذا الواقع هو المدرب حمزة الجمل الذي يدرب الآن تليفونات بني سويف. لذلك أقول ان بقاء التوءم حسن في الاسماعيلي كان محكوما عليه من البداية بعدم الاستمرار والفشل المؤكد.. ولا عيب في ذلك في حسام وإبراهيم أو في النادي الاسماعيلي. ولكن المشكلة في تركيبة الطرفين.. فكلاهما حام جداً ويشابه الآخر.. لذلك فهما متنافران.. وخيرها في غيرها.