عشق حياة الإجرام منذ نعومة أظفاره .. وعاش مغامرات الهروب منذ صباه .. هروب من منزل الأسرة .. وفرار من بلدته التي نشأ بين دوربها ودورها .. وهجر أقرانه الذين عاش بينهم طفولته البائسة .. وحياة التشرد التي قادته إلي احتراف تجارة المخدرات. بدأت رحلته في عالم الضياع بمغامرات الهروب من المدرسة وقضاء الوقت في رحلات مع أصدقاء السوء الذين اصطحبوه إلي الشارع يقضي يومه متسكعاً بين جنباته في اللهو واللعب ليفشل في دراسته ويهجر التعليم إلي الورش المختلفة بحثاً عن مهنة يتعلمها .. أو عمل يحترفه ليوفر لنفسه مصاريفه الضرورية واحتياجاته اليومية. كما فشل في دراستة .. لاحقه ايضاً الفشل في عمله .. فلم يستمر في اي ورشه سوي أيام قليلة يهرب بعدها إلي أخري بحثاً عن حرفة جديدة او مهنة أخري.. لكنه يتركها ايضاً إلي شلة الاصدقاء الذين تعرف عليهم خلال جولاتة بين الورش والمهن المختلفة.. يقضي بينهم معظم وقته ليلاً في سهرات المزاج والفرفشة وتعاطي المخدرات. مرت به الأيام وشب عوده .. وزادت احتياجاته وتعددت طلباته ولم تكف الجنيهات القليلة التي كان يتكسبها من عمله المتقطع مصاريفه .. ولم تسد القروش التي يتحصل عليها من أسرته أو أصدقائه احتياجاته .. وعندما عرض عليه أحد الأصدقاء في سهرة المزاج العمل معه في تجارة الصنف وافق سريعاً وجد انها الفرصة الوحيدة المتاحة أمامه للحصول علي المال.. وانها وسيلة سهلة للكسب السريع. رافق صديقه علي طريق الشيطان وراح يروج السموم بين مدمني الصنف مقابل نسبة بسيطة من الأرباح .. وبدأ يعرف قيمة المال ومعني ان يتكسبه بنفسه .. وتدفقت الأموال بين يديه فراح ينفقه علي مزاجه ويشتري ما يريد أو يشتهي ليعيش حياته بالطول والعرض دون الالتزام بشيء سوي عمله ودون الارتباط بأحد غير أصدقائه. لكنه لم يستمر طويلاً .. وسقط في قبضة رجال المباحث بتهمة حيازة المخدرات والاتجار فيها .. وتم الزج به داخل زنزانة مظلمة ليقضي فيها عقوبة السجن للمرة الأولي .. لكنها لم تكن الأخيرة فقد تكررت زياراته للزنزانة .. وتعددت العقوبات الصادرة ضده بالحبس .. كلما تم القبض عليه بنفس التهمة التي تم تسجيله بها جنائياً كأحد تجار المخدرات بشبرا الخيمة. راح يروج مخدر الحشيش الذي تخصص في تجارته بين المقاهي وأوكار مدمني الصنف .. واتخذ من منطقة العامرية مقراً لإقامته ووكراً لتجارته .. تعرف علي أحد كبار التجار بالسلوم .. وعقد معه العديد من الصفقات .. حصل فيها علي كميات كبيرة من المخدرات ليروجها بين عملائه من تجار التجزئة وأصحاب المزاج بأحياء الساحل الشمالي والمصطافين بالمنتجعات والقري السياحية وأيضاً بين أبناء منطقة العجمي من تجار وعمال مستغلاً عدم معرفة رجال المباحث بنشاطه وتجارته. تعددت رحلاته بين وكره بالعامرية وبين تاجر الجملة بالسلوم .. وراجت بضاعته وانتشرت شهرته حتي وصلت إلي رجال مباحث العامرية الذين راحوا يرقبون تحركاته ويجمعون التحريات عن نشاطه. نجح في نقل وبيع كمية كبيرة من بضاعته .. وظن انه بعيداً عن الشبهات وانه خدع رجال المباحث بحيلته الجديدة .. لكن ضباط مباحث العامرية اكتشفوا أمره وتمكنوا من الايقاع به متلبساً بحيازة كمية كبيرة من مخدر الحشيش اعترف بحيازتها للاتجار .. وتم الزج به خلف القضبان ليعود إلي زنزانته مرة أخري. كانت المعلومات قد وردت إلي اللواء فيصل دويدار مدير مباحث الإسكندرية حول قيام السائق المتهم البالغ من العمر "36 عاماً" ومقيم بشبرا الخيمة باستغلال السيارة رقم 9615 ق.د.ح مصر في نقل القادمين من منفذ السلوم إلي الإسكندرية في رحلات شبه يومية وبصورة منتظمة في تهريب مخدر الحشيش من الحدود إلي الإسكندرية حتي لا يتم كشف أمره. تم عمل كمين بالطريق الصحراوي برئاسة العقيد محمد هندي وكيل مباحث غرب ويضم الرائد عمرو الدهشان من مباحث العامرية لضبط السيارة وقائدها الذي ما ان شاهد كمين الشرطة حتي حاول الفرار في مطاردة مثيرة داخل أروقة الطرق الصحراوية إلا ان قوات الشرطة كانت له بالمرصاد وتمكنت من محاصرته وبتفيش السيارة عثر بداخلها علي "18" طربة حشيش مغربي تزن أربعة كيلو ونصف الكيلو. أحيل المتهم إلي نيابة الدخيلة التي أمرت بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيقات وتحريز المخدر المضبوط بحوزته .. وبالعرض علي قاضي المعارضات أمر بتجديد حبسه 15 يوماً.