تهافت التهافت للقاضي أبي الوليد محمد بن رشد تحقيق الدكتور سليمان دنيا وتقديم الدكتور محمود إسماعيل صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة. يؤكد الدكتور محمود إسماعيل ان ابن رشد رغم تجاوزه فلاسفة الإسلام السابقين والمعاصرين - لم يجد غضاضة في توقيرهم جميعاً. لا لشيء إلا دفاعاً عن الفلسفة وذلك باثبات عدم تناقضها مع الإسلام. عقيدة وشريعة. وحسبنا الاشادة إلي حكمة بأن الله سبحانه "الموجود الأول علة لجميع الموجودات" بل لم يدخر وسعاً في تأليف كتابين لاثبات تلك الحقيقة وهما "مناهج الأدلة في عقائد الملة" وفصل المقال في تقرير ما بين الشريعة والحكمة من اتصال وفي الكتابين معاً أثبت ان الله سبحانه "مفارق ومنزه.. يمكن إدراكه عن طريق العقل وطريق السماع. وكلاهما يقود إلي اليقين" وذلك مقابل قول الغزالي وكافة الأشاعرة بالتشبيه والتجسيم. ويوضح د. محمود إسماعيل ان ابن رشد في المجال الثقافي دعا إلي حرية الفكر مندداً بتعصب الفقهاء. معتبراً مبدأ التسامح من أروع ما دعت إليه الشريعة الإسلامية التي لا تصادر علي أداء المغابرين لعقيدة المسلمين يقول في هذا الصدد "ان طبائع الناس متفاضلة في التصديق فمنهم من يصدق بالبرهان. ومنهم من يصدق بالأقاويل الجدلية ومنهم من يصدق بالأقاويل الخطابية. وكل ميسر لما خلق له". ناهيك عن انحياز للعقل في وقت عم فيه النقل والسماع. الأمر الذي ندي فيه الإبداع. كما حبذ طرق كل أبواب المعارف تأسيساً علي ان "الحكمة ضالة المؤمن أني وجدها" يقول "فيجب علينا ان نستعين علي ما نحن بسبيله بما قاله من تقدمنا في ذلك سواء كان ذلك الغير مشاركاً لنا أو غير مشارك في الملة فإن الآلة التي تصبح بها التزكية كونها تتوافر فيها شروط الصحة".