مرفق السكة الحديد في مصر هو من أقدم المرافق في هذا المجال علي مستوي العالم.. وهو يعد المرفق الثاني بعد مرفق السكة الحديد في إنجلترا. وكان يجب الاهتمام بهذا المرفق ليكون مرفقًا سياحيًا بالدرجة الأولي.. فركوب القطار في أي بلد يعتبر نزهة سياحية من خلال المناظر الريفية الجميلة التي يستمتع بها الراكب إلي جانب الهدف وهو الوصول إلي المحافظة التي يقصدها. وقد ركبت قطارات في أوروبا وفي كندا.. ورأيت من خلالها مناطق ومناظر طبيعية تفوق الوصف.. ويكفي في كندا أن هناك ثلاثة طوابق في القطار يخصص الطابق الثالث للصامتين فيمتنعون عن الكلام.. وينشغل الراكب بالمناظر الرائعة التي يشاهدها أو بقراءة كتاب أو الصحف فلا يزعجه بقية الركاب بالأحاديث مع بعضهم. لقد أهملنا مرفق السكة الحديد في مصر إهمالاً شديدًا وصل إلي حد السقوط وعبثنا بهذا المرفق كمسئولين عن كل قطاع من قطاعات وكركاب يستقلونه.. فأهمله المسئولون.. ووجدها الركاب فرصة لتخريبه.. فالمسئولية مشتركة بين قيادات المرفق وبين الركاب. ووصل بنا الحال إلي أن تعددت حوادث القطارات ووقوع كوارث كل يوم.. ولم يكن أمامنا إلا أن نعاقب الوزير المسئول عن النقل أو نفصل رئيس هيئة السكة الحديد. فصلنا وزراء مثل المهندس إبراهيم الدميري ومحمد لطفي منصور.. ومن قبلهما وقعت حوادث قطارات في عهد الراحل المهندس سليمان متولي.. وقد كان الحادث الذي وقع بالقرب من مدينة العياط في عهد الدميري وراح ضحيته 350 مواطنًا من أسوأ عشر حوادث قطارات علي مستوي العالم. قالت تقارير هيئة السكة الحديد التي صدرت يوم 7 سبتمبر الماضي إن إجمالي حوادث السكة الحديد بلغ أربعة آلاف و777 حادثة في آخر 5 سنوات منذ عام .2011 وبلغت حوادث القطارات عام 2011 نحو 489 حادثة.. و447 في عام 2012 و781 في عام 2013 و1044 في عام 2014 وتضاعف الرقم إلي أن وصل إلي 2015 في عام .2015 إذن.. ما هو الحل لكي نتجنب هذه الحوادث.. ويعود مرفق السكة الحديد ليكون نزهة سياحية إلي جانب الوصول إلي المحطة التي ينزل فيها الراكب. الحل بصراحة هو في يد الرئيس عبدالفتاح السيسي.. ونناشده أن يشكل لجنة من الفنيين والإداريين تشرف علي مرفق السكة الحديد ويضع هذه اللجنة تحت إشرافه مباشرة.. والرئيس يستطيع اختيار أعضائها من الكفاءات الموجودة في بلادنا.. ويحدد لها المدة اللازمة ولتكن في خلال ثلاث سنوات مثلاً لتقدم له تقريرًا عن جهودها. أري أن تضم هذه اللجنة خبراء من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.. ومن مسئولين في الإدارة.. ومسئولين ماليين. * وأول عمل لهذه اللجنة أن تتولي الإشراف علي ورش السكة الحديد.. وفحص القطارات.. واستيراد قطع الغيار الناقصة.. وتجهز جميع القطارات بحيث تكون علي أعلي مستوي من الكفاءة. * الاهتمام بنظافة عربات القطارات.. وإصلاح المقاعد التي خربها الركاب.. وإمداد هذه العربات بالتكييفات اللازمة.. ونظافتها ونظافة دورات المياه بها. * الاهتمام بإدخال التكنولوجيا في مسيرة القطارات.. ابتداء من السيمافورات.. والمزلقانات وتدريب العاملين بها. * الاهتمام بتطوير المحطات وإمدادها بالمقاعد اللازمة للركاب وبالمظلات لتقيهم من حرارة الشمس وسقوط المطر.. وأن يتم فتح الأكشاك بها بطريقة حضارية. * تجديد قضبان السكة الحديد كلها ورفع التالف منها وإحلال قضبان جديدة محلها. والمهم أن يتم تطوير البنية الأساسية بالمرفق وصيانة وتحديث كل قطاراتها وعربات الركاب.. وضبط توزيع التذاكر وخصوصًا في الأعياد والمناسبات بحيث تكون السكة الحديد مظهرًا حضاريًا ونزهة سياحية. ليس المهم إقالة رئيس هيئة السكك الحديدية ولا إقالة وزير النقل نفسه فسوف يبقي الوضع علي ما هو عليه إن لم نتخذ مبادرة جدية بتطوير هذا المرفق الحيوي.