شهد حادث قطار الاسكندرية العديد من المواقف الانسانية المؤثرة لعل أكثرها تأثرا هو قيام سيدة مسنة بالعربة الأخيرة من قطار بورسعيد بالاستغاثة بلهجة ريفية مرددة "غيثوني" عدةمرات ولكن محاولات الدفاع المدني لانقاذها باءت بالفشل نظرا لكونها كانت تتحمل الجزء الأكبر من انهيار القطار فوق جسدها وتم اخراجها بعد أن لفظت انفاسها وكان واضحا للعيان تحطم عظام جسدها. قامت قوات الدفاع المدني بدور بطولي في قطع أجزاء من عربات القطار المنكوب بواسطة مقص كبير ومنشار كهربائي حتي يتمكنوا من اخراج الجثث والاشلاء بعد أن تحولت بعض عربات القطار إلي قطعة حديدة منكمشة علي بعضها البعض وتم جمع الاشلاء في ملايات مختلفة. يقول إبراهيم سعيد من أهالي أبيس أنه قام باستخراج ثلاثة أطفال ما بين ثلاثة وخمس سنوات. يقول يسري أبو سريع قمت مع زوجتي باحضار ملايات السرير الخاصة بمنزلنا لتغطية النساء المصابة ووضعهن خارج العربات خوفا من انهيارها عليهن حتي تم نقلهن بالاسعاف أما المتوفيات فقط حرصت نساء القرية علي حملهن وتغطيتهن حتي نقلوا للمشرحة والمؤسف هو وفاة أعداد كبيرة من الركاب. انتقلت "المساء الأسبوعية" إلي المستشفيات ومنها جمال عبدالناصر والأميري والطواريء بسموحة للالتقاء بالمصابين والناجيين من القطار المنكوب حيث تبين انهم جميعا جاءوا للاسكندرية للاصطياف. قال زين سعيد 56 سنة بائع جائل أنه من ابناء الاسماعيلية وكان مع زوجته الحامل وابنه ثلاث سنوات للاصطياف. أضاف كنت أجلس في آخر عربة بالقطار حيث فوجئنا بالاصطدام وتحولت الضحكات إلي صراخ وانتشر الدم في كل مكان وفي البداية سارعت للاطمئنان علي زوجتي فتبين انها اصيبت بكسر في زراعها وأخذت في الصراخ وسارعت بالقفز من النافذة المجاورة لي بالقطار فوجدت الأهالي أحضروا سلماً لاخراج الناجين والحمد لله ابني كان من بينهم ولكن الوضع كان مأساوياً ما بين جثث وسيدات وآخرين مصابين بنزيف حاد. أضاف لا أعلم اذا كانت زوجتي قد فقدت جنينها حيث أنها حامل في الشهر السادس وفي انتظار ان يطمئنا الطبيب. يضيف محسن زكي محمد عثمان أرجوكم أريد الاطمئنان علي ابني محمد فقد حضرت معه للالتقاء بانسبائه الجدد وكنت وقت الحادث نائما وشعرت بالاصطدام وعندما أفقت وجدت الأهالي يحاولون اخراجي من القطار واصبت بكسر الساق الأيمن وفي عظم الفخذ وارتجاج بالمخ وحتي الآن لم أعثر علي ابني ولا أعلم هل هو علي قيد الحياة أم مات. يقول أبو بكر علي أحمد ناصر تاجر أخشاب وهو مصاب بنزيف بأحد العينين وكسر بالساق والذراع وفي انتظار عمل أشعة مقطعية علي الظهر لشعوره بآلام رهيبة وقال لقد ركبت القطار من محطة السنطة بالغربية وكنت في طريقي للاسكندرية لشراء خشب ففوجئت بالقطار يقف بصورة مفاجأة دون أن نعلم السبب وظللنا لفترة طويلة وسألت المحصل فأبلغني اننا نقف للتخزين.