يشهد مشروع توليد الطاقة الشمسية في قرية بنبان بأسوان صحوة كبيرة حالياً في ظل بدء تعاقد الشركات الاستثمارية مع وزارة الكهرباء وشركة النقل واحدة تلو الأخري والتي كان آخرها تعاقد شركة سعودية بالأمس في مجلس الوزراء. ومن المتوقع أن يرتفع عدد الشركات العاملة بالمشروع خلال شهر أكتوبر القادم إلي 16 شركة مختلفة علي أقل تقدير. يقول المهندس أحمد فتحي رئيس قطاع المشروعات بالشركة المصرية لنقل الكهرباء: إن مشروع الطاقة الشمسية في بنبان يستهدف إقامة محطات للطاقة الشمسية بإجمالي قدرات 2000 ميجاوات وتم تخصيص 8400 فدان في الظهير الصحراوي لقرية بنبان شمال مدينة أسوان لإقامة هذا المشروع القومي العملاق الذي يعادل قدرات السد العالي في إنتاج الكهرباء. موضحاً أن الطاقة الشمسية تتميز بأنها طاقة متجددة وصديقة للبيئة وتقلل من الانبعاثات الحرارية الناتجة عن حرق الوقود. مشيراً إلي أن هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة المالكة للمشروع طرحت مناقصة عالمية لاختيار الشركات التي ستعمل في المشروع وتقدم لها عدد كبير من الشركات. ولكن تأهلت منهم 39 شركة باعتبارهم مقبولين فنياً ولديهم القدرة علي إنشاء هذه المحطات وبعد ذلك تم طرح المشروع بنظام "تعريفة التغذية" وهو نظام حديث حيث تقوم الشركات بإنشاء محطات الطاقة الشمسية علي حسابها الخاص ثم تبيع إنتاجها للشركة المصرية لنقل الكهرباء وفقاً لاتفاقية "مشاركة التكاليف". أضاف أنه تم الإغلاق المالي للمرحلة الأولي للعمل بالمشروع في أكتوبر من عام 2016 حيث تقدمت كل شركة بأوراقها وعقب فحصها انطبقت الشروط علي 3 شركات فقط. قال إنه من المنتظر أن يتم الإغلاق المالي للمرحلة الثانية في شهر أكتوبر المقبل. حيث تشهد هذه المرحلة إقبالاً متزايداً من الشركات وكان آخرها تعاقد شركة أكوا باور السعودية مؤخراً في مجلس الوزراء لإنتاج 120 ميجاوات. وجار استكمال توقيع باقي الشركات مع وزارة الكهرباء وشركة النقل ومن المتوقع استكمال العدد المطلوب من الشركات للعمل بالمشروع في هذه المرحلة. بينما تحتاج كل شركة إلي مدة قدرها 11 شهراً علي الأكثر لإنتاج الطاقة الكهربائية فور بدء العمل. موضحاً أن شركة نقل الكهرباء قامت بإنشاء 4 محطات محولات جهد 220/22/22 كيلوفولت حيث تنتج الشركات الخاصة الطاقة الكهربائية ثم يتم نقلها لهذه المحطات الأربعة التي تقوم بدورها برفع القدرات المولدة من محطات الطاقة الشمسية من جهد 11 إلي جهد 220 كيلوفولت ثم ربطها بالشبكة القومية للكهرباء بعد ذلك. موضحاً أن تكلفة محطات محولات الجهد الأربعة تبلغ 750 مليون جنيه ومن المنتظر الانتهاء من إنشاء محطتين منهم في شهر أكتوبر المقبل بينما يتم الانتهاء من المحطتين الأخريين في شهر ديسمبر المقبل أيضاً. يقول مجدي الحسيني عمدة قرية بنبان في دراو إن مشروع الطاقة الشمسية في قرية بنبان يعتبر أكبر مجمع للكهرباء علي مستوي الشرق الأوسط سوف يتيح المشروع 2000 فرصة عمل منتظمة ومن المنتظر أن تزيد فرص العمل مستقبلاً لتصل إلي 6 آلاف فرصة عمل حيث يتقاضي العامل حالياً 100 يوم وله وجبة غداء ووسيلة انتقال من وإلي المشروع. يري العمدة الحسيني أن زيارة المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية ورئيس لجنة تنمية جنوب الوادي اللواء أحمد جمال الدين والسفيرة فايزة أبو النجا سوف يعطي دفعة كبيرة لمشروع الطاقة الشمسية في بنبان الذي يعقد عليه الجميع آمالاً عريضة خلال الفترة المقبلة. ومن جانبه قال إبراهيم البرنس من أهالي قرية بنبان إن جميع الأهالي يترقبون علي أحر من الجمر بدء مشروع الطاقة الشمسية الجديد من أجل حصول أبنائهم علي فرص عمل ومصدر للرزق. أضاف أنه تم عقد سلسلة من جلسات الاستماع لمعرفة الأثر البيئي للمشروع خلال السنوات الأربعة الماضية بحضور الأهالي وتم التعرف علي كافة الدراسات البيئية والاجتماعية لهذا المشروع القومي الكبير الأهالي اقتنعوا بإنشاء هذا المشروع لأنه يصب بالنفع الكبير لصالح مصر وذلك علي الرغم من أجل المشروع الذي أدي إلي تقلص الظهير الصحراوي للقرية. أشار إلي أن المسئولين عن العمل أقنعوا أهالي بنبان بأن مشروع الطاقة الشمسية لن يكون له أي ضرر علي الأهالي أو البيئة لدرجة أن الطيور المهاجرة التي تمر بالظهير الصحراوي لقرية بنبان أثناء بدء موسم الشتاء لن تتأثر بهذا المشروع مما أثار استحسان الأهالي. علي صعيد متصل أكد اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان أنه تم الاتفاق مع الشركات المنفذة لمشروع الطاقة الشمسية علي إعطاء الأولوية لأبناء المحافظة في التشغيل بشكل عام مع إعطاء الأسبقية لأبناء قرية بنبان بشكل خاص ولن يتم الاستعانة بالعمالة من خارج المحافظة إلا في الخبرات الفنية والتخصصات النادرة وغير المتوفرة بأسوان كالتفتيش علي المهمات أو ما شابه ذلك. كشف حجازي أن جميع المدارس الصناعية بالمحافظة بها 4 فصول في تخصص الطاقة المتجددة وخاصة الشمسية. في حين أنه سيتم إنشاء مدرسة للطاقة المتجددة بقرية بنبان بالقرب من هذا المشروع العملاق.