قضية الخدع السامة في الكائنات الحية واحدة من عجائب المخلوقات. سنجد فيها العديد من الألغاز التي تؤكد بالقطع علي وجود خالق لتلك المخلوقات.. إن استخدام سلاح السم في الحيوانات يكون لحماية الحيوان من الافتراس وكذلك إعطائه القدرة علي صيد فرائسه من أجل البقاء.. ولقد اكتشف العلماء نوعا من الضفادع السامة إذا ابتلعها أي حيوان مفترس فإنه يموت بالسم الموجود في جلدها ولقد تبين أن هذا السم ليس من صنع الضفدعة بل أنها تبتلع سم أحد الحيوانات الزاحفة ليتحرك السم عبر جسمها ليختزن في جلدها فتصبح الضفدعة سامة دون أن تموت من أثر السم. كما يوجد نوع من الضفادع يفرز من جلده مواد مخدرة تعادل أربعين مرة قدر الأفيون.وعندما يهاجم الضفدعة حيوانات مفترسة فإن ابتلاع الحيوان المفترس لهذا السم يسبب إصابته بالهلوسة واضطرابات القلب والحساسية المفرطة الأمر الذي يسبب موته. مما يجعل أقرانه لا يقتربون من تلك الضفدعة. ويوجد نوع من الدبابير يتخذ من الصرصور وليمة شهية لصغاره حيث يقوم الدبور بصيد الصرصور من خلال حقنه بإبرة سامة توجد في فمه. والعجيب في الأمر أن الدبور يحقن السم في عقدة عصبية محددة في الصرصور. وكأن الدبور علي دراية بتشريح جسم ضحيته وفور تخديره يظل الصرصور حياً ولكنه مصاب بالغيبوبة حتي يكون طبقا شهيا لصغار الدبور. وفي عالم البحار العجيب نجد نوعا من المرجان يحتوي لوامسه علي مواد سامة ولاسعة لتقيه من أن يكون عرضة للافتراس والأعجب أن تجد نوعا من الأسماك يختبئ بين تلك اللوامس السامة دون أن يحدث له أي ضرر لأن لديه مقاومة للسم واللسعات ولهذا اتخذت تلك الأسماك هذا المرجان لكي تحتمي فيه. إن استعراض الأمثلة المذكورة لهي خير دليل علي وجود المدبر الخبير الخالق سبحانه. فكيف إذن نفسر أن تأكل الضفادع سم نوع محدد من الزواحف دون أن تموت ثم تختزنه في جلدها لتميت به غيرها؟.. ومن علم الدبور مكان الحقن المناسب لتخدير الصرصور وأن تكون كمية السم كافية لتخديره وليس قتله ليكون وجبة للصغار؟.. ومن أوجد في السمكة الحماية من لسعات المرجان في حين سم المرجان قاتل لغيرها.. إن التأمل والنظر والتدقيق العلمي لما سبق يؤكد أن هذا لا يمكن أن يكون نشأ عن طفرات الصدفة أو انتخاب الطبيعة كما يزعمون فلابد أن يكون وراءها خالق حكيم. يقول تعالي "هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِيپالْأَرْضِ جَمِيعًاپثُمَّ اسْتَوَي- إِلَي السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتي - وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءي عَلِيمى" فسبحانه الخالق المبدع الذي له في خلقه شئون. أ.د. محمد عبد العزيز فؤاد أستاذ علوم الحياة.جامعة عين شمس [email protected]