لم يتضمن اجتماع الدول الأربع المقاطعة لدولة قطر في المنامة أي تطور في اتخاذ إجراءات عقابية جديدة سوي التأكيد علي المطالب التي قدمت للدوحة من قبل.. وإعلان الدول الأربع استعدادها للتفاوض مع الدوحة بشرط قبولها لهذه المطالب والابتعاد عن دعم الإرهاب. هذا الاجتماع الرباعي يؤكد أن هذه الدول تأخذ بسياسة النفس الطويل في مواجهة قطر بدعم الإرهاب.. وأنها مصرة علي أن تلبي قطر مطالبها وتعترف بأنها ضالعة في تمويله ودعمه!! وإذا كانت الدول الأربع قد أشادت بتحرك أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر لتقريب وجهات النظر.. فهذه الاشادة تعني بالضرورة رفض وساطة تيلرسون وزير خارجية أمريكا ووساطة اردوغان رئيس تركيا لأنهما ابتعدا عن محور القضية الاصلية وهي مساعدة قطر للإرهابيين ومنعها من التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخري. ومع ذلك أعلن سامح شكري وزير خارجية مصر في تصريح له بالمنامة أن الباب مفتوح أمام اتخاذ الدول الأربع لمزيد من الإجراءات ضد قطر في الوقت الذي تراه هذه الدول مناسبا ومؤثرا علي الأوضاع بما يجعل قطر تغير من مسارها والحيد عن اعتناق الفكر الايدلوجي المتطرف.. ونفي وجود سقف زمني لاستجابة قطر لمطالب الدول الأربع. قال شكري إن الشعب المصري تحمل التأثير المباشر للسياسات القطرية الهدامة من دعم للإرهاب وتوفير الملاذات الآمنة له والترويج للفكر المتطرف وما نتج عنه من سقوط الشهداء من القوات المسلحة والشرطة والمواطنين الأبرياء. وأكد وزير الخارجية المصري أن كل الإجراءات التي تم اتخاذها في هذا الشأن تستهدف حماية الشعب المصري والدول الأربع من التدخلات القطرية ودعمها للتنظيمات الإرهابية. مهما أعلنت قطر أن موقفها ثابت في وجه الدول الأربع وأنها لن تغير سياستها وتستمر علي عنادها فإن اقتصادها تأثر بفعل المقاطعة العربية من خلال ارتفاع الأسعار نتيجة المقاطعة وتحمله قيمة زيادة أسعار الشحن من الدول التي لجأت إليها قطر لاستيراد الأغذية منها. وليس ذلك فقط فقد أعلن مصرف قطر المركزي بأن صافي احتياطي النقد الأجنبي للمصرف تراجع بمقدار 10 مليارات و 400 مليون دولار في شهر يونيو الماضي ووصل إلي 4.24 مليار دولار.. ووصلت الاحتياطات لأدني مستوي لها في 5 أعوام علي الأقل. وقد دفعت المقاطعة العربية بعض البنوك وصناديق استثمارات المحافظ لسحب بعض الأموال من الدوحة مما أدي إلي استنزاف الاحتياطي. ولأن قطر عجزت عن أن تجد مخرجا من المقاطعة العربية فأنها حاولت أن تلفت أنظار العالم بادعائها أن السعودية منعت الحجاج القطريين من أداء فريضة الحج.. فأعلنت أنها تريد تدويل المشاعر المقدسة في محاولة منها لتسييس وصول الحجاج القطريين إلي المملكة!! وهنا أعلن عادل الجبير وزير خارجية المملكة السعودية علي هامش الاجتماع الرباعي في المنامة أن طلب قطر عدواني وإعلان حرب ضد المملكة.. وقال إننا نحتفظ بحق الرد علي أي طرف يعمل في مجال تدويل المشاعر المقدسة. وهكذا بدأت قطر في سياسة التخبط والالتفاف حول المقاطعة العربية بطلبها تدويل المشاعر المقدسة.. لكن السعودية تري أن هذا الطلب إعلان للحرب ضد المملكة. ومن هنا أعلنت دول المقاطعة تمسكها باللاءات الستة ضد قطر.. وهي: لا تسييس لأزمة الحجاج القطريين.. ولا حوار قبل وقف دعم وتمويل الإرهاب.. ولا تراجع عن المطالب العربية من نظام تميم بن حمد.. ولا تراجع عن إلزام الدوحة بوثيقة الرياض.. ولا تراجع عن المبادئ الستة الصادرة عن اجتماع القاهرة.. ولا تراجع عن الإجراءات المتخذة ضد قطر. بهذه اللاءات الستة سوف نري من هو الصامد.. هل هي قطر؟! أم الدول المقاطعة لها؟!.. الحصار يؤتي فاعليته.. ومن الممكن أن تتخذ إجراءات أخري ضد الدوحة حتي تركع وتسلم!!