إذن.. لم يكن خالد سعيد شهيد البانجو كما حاول بعض الصحفيين في بعض الصحف القومية أن يشوهوا صورته أمام الرأي العام.. واتضح أنه شهيد الظلم والبطش والتزوير والتزييف.. الظلم والبطش من جانب اثنين من أفراد الشرطة.. والتزييف والتزوير من جانب الطب الشرعي!! لست أدري.. كيف طوعت للطبيب الشرعي نفسه ليخالف ضميره ويحنث بالقسم الذي أقسمه ليكون أمينا علي مهنته التي هي من أسمي المهن الإنسانية؟!.. كيف طاوع له قلبه أن يعين الظالم علي ظلمه خوفا أو طمعا.. خوفاً من سلطة باطشة.. أو طمعاً في نيل رضاها وبالتالي الحصول علي ميزات علي حساب العدل؟! الطبيب مثل القاضي تماما.. يجب أن يضع ضميره نصب عينيه خاصة إذا تعلقت شهادته بحياة إنسان وحقه في الحياة.. فكما أن كلمة القاضي فيها القول الفصل بالنسبة للمتهم إما بالإدانة أو البراءة.. فكلمة الطبيب الشرعي لها مثل هذا القول. نحن نعتز بالشرطة.. وهذا الاعتزاز يأتي من إحساسنا بأنها هي صمام الأمن والأمان لنا.. صمام الأمن والأمان لحياتنا واعراضنا وممتلكاتنا.. فإذا أحسنت القيام بهذا الدور - والمفروض أن تحسنه - فإنها تطوق أعناقنا باكليل العرفان والتقدير.. وعلينا أن نؤازرها في أية محنة تلم بها.. وإن لم تحسنه وانحرفت فعلينا التقويم من خلال القضاء. لكن يعن لنا في هذا المقام بعد أن برأت لجنة الطب الشرعي الجامعية خالد سعيد من تهمة البانجو.. واعلانها أن لفافة البانجو حشرت في فمه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة للتعذيب الذي لقيه علي يد رجلي الشرطة. أقول: يعن لنا أن نتساءل ما هو الإجراء الذي يمكن اتخاذه تجاه الطبيب الشرعي الأول الذي أدان الشهيد خالد سعيد علي غير حق؟! وهل يمكن أن يتم تقديمه للمحاكمة بتهمة الشهادة الزور؟! أم أن هذا الطبيب لديه حصانة تحميه من مثل هذه المحاكمات وعلي اعتبار أن الخطأ وارد.. وكم من أطباء أخطأوا وكان هذا الخطأ علي حساب حياة بعض الناس؟! وهل يمكن أن يحاسب بعض الصحفيين الذين شنوا هجمات علي الشاب خالد سعيد واتهموه بكل النقائص وأقساها منتظرين نيل رضا الحزب الوطني الذي تم حله؟! وما التهمة التي يمكن أن توجه إليهم؟! "الحق أحق أن يتبع" صدق الله العظيم.