حمل حفل تخريج دفعة جديدة من الكليات العسكرية الذي شهده الرئيس عبدالفتاح السيسي بحضور لفيف من الزعماء والقيادات من الدول العربية عدة رسائل مهمة جاءت وبحق مثلجة للصدور المصرية وأكدت علي أن المصريين مهما ألمت بهم المحن أو اختلفت الظروف سيظلون معتزين بكبريائهم وعزتهم.. لعل أولي هذه الرسائل إقامة حفل التخرج قبل ساعات من احتفال الشعب المصري بثورته العظيمة البيضاء التي مر عليها 65 عامًا مازالت أحداثها محفورة في ذهن كل من عاصروها من الأحياء وهم بالطبع قلة قياسًا بتعداد الشعب المصري لكنها ثورة العزة والكرامة وإجبار المحتل علي الجلاء وتحرير البلاد ممن جثموا علي صدورنا لسنوات طويلة وكانت هي النفير الأول لاندلاع الثورات في إفريقيا وآسيا وعدد من الدول الأوروبية. التي كونت فيما بينها بعد ذلك ما سمي بدول عدم الانحياز ورفضوا الانضمام إلي الأمريكان أو الروس بزعامة الرئيس الراحل البطل جمال عبدالناصر. * أما الرسالة الثانية فكانت الإعلان عن افتتاح القاعدة العسكرية قاعدة اللواء محمد نجيب أول رئيس لمصر بعد ثورة 23 يوليو الذي اختاره الضباط لهذه المهمة تكريمًا له بعد انحيازه وانضمامه إليهم. هذه القاعدة هي الأكبر في المنطقة وقرر رئيس مصر افتتاحها في هذا اليوم ليعلن للعالم الذي كان يتابع الحفل أن مصر لم ولن تنسي رجالها المخلصين ممن حملوا أرواحهم علي أكفهم.. ولنا أن نتخيل لو أن هذه الثورة فشلت لكان الانجليز قد علقوا المشانق لكل الضباط وكانت عمليات الإعدام ستطول العديد من أبناء مصر الذين احتشدوا خلف جيشهم يساندونه للخلاص من المحتل وأعوانه وزبانيته الذين ساءت أحوال البلاد حال توليهم مقاليد الأمور. * أما الرسالة الثالثة فكان الأداء الرائع لطلاب الكليات العسكرية الذين تحولوا الآن إلي ضباط انضموا إلي الصفوف مع أشقائهم من رجال القوات المسلحة ليواصلوا مسيرة الدفاع عن الوطن وصون مقدساته وأيضًا المشاركة مع رجال الشرطة لمواجهة حلفاء الشر والإرهاب الذين يريدون أن ينالوا من مصرنا العظيمة والرجال عاقدون العزم بمجرد إلقاء القسم علي النصر للوطن حتي لو كلفهم ذلك التضحية بأرواحهم والشهادة حماهم الله وحفظهم فقد كانوا بحق علي درجة عالية من التدريب التي أظهرت بما لا شك فيه مدي تمتعهم بقدرات تمكنهم من أداء مهامهم تحت أكثر الظروف صعوبة. * الرسالة الرابعة كانت في العرض الرائع الذي قدمه سلاح الطيران المصري الذي أبهر الحضور وتصدرت مجمل العروض جميع وسائل الإعلام العربية والأجنبية.. أشادوا به وبما يتمتع به المقاتل المصري من قدرات فائقة سواء في سلاح الطيران أو في الأسلحة الأخري مثل الصاعقة وغيرها وهو ما أربك حسابات بعض الذين يتربصون بنا. * أما الرسالة الخامسة فقد تضمنتها كلمة الرئيس القائد عبدالفتاح السيسي الذي أكد فيها علي أن الجيش المصري هو سند مصر والأمة العربية وأن الأعداء لن ينالوا من مصر أو أي من أشقائها العرب المحبين للسلام والراغبين في وحدة الأمة العربية خاصة تلك الدول الشقيقة التي تشاركنا في التعاون والبناء وحماية السلام.. وأكد أن طبيعة الحروب اختلفت وتغيرت فالعدو أصبح مستترًا ومتخفيًا ولا يلجأ للمواجهة المباشرة. وأكد أن مصر تخوض مواجهتين. أولاهما: الحرب علي الإرهاب. والثانية: تحقيق التنمية. وكعادته كان الرئيس صادقًا مع الشعب حينما قال: أدرك جيدًا حجم المعاناة الناتجة عن ارتفاع الأسعار. وأشار إلي أن المصريين يستطيعون التمييز بين الطيب والخبيث ويعرفون جيدًا مصالحهم العليا بوعي واقتدار وحكمة. كما وجه الرئيس في كلمته رسائل شديدة اللهجة تؤكد علي اعتزاز الرئيس وكعادته بأبناء شعبه حيث أكد أن دماء المصريين الأبرياء غالية وأن ما يفعله البعض في محاولات لإسالة تلك الدماء الزكية لن يمر مرور الكرام ولن يفرط أي من أبناء مصر في حق من استشهدوا أو أصيبوا في ميادين العزة والكرامة ونحن نحارب الإرهاب الأسود. كما بعث الرئيس برسالة مهمة لمن يدعمون عناصر الإرهاب.. أن مصر قوية وستنتصر مهما واجهت من تحديات في الداخل أو من الخارج. وأشار إلي أن ما ينفقه المصريون علي طعامهم في اليوم يكفي إحدي الدول التي يريد حكامها النيل من مصر لمدة عام كامل مشددًا علي أن صبر مصر طال علي الدول التي ترعي الإرهاب وتمويله وأنه لا يمكن التسامح مع من دفعوا في سبيل إثارة الفوضي مليارات الدولارات وكانوا سببًا في إراقة دماء المواطنين وهؤلاء الذين يتشدقون اليوم بحق الجيرة. كما وجه الرئيس رسالة مهمة وهي أن مصر ستظل علي عهدها محبة للسلام وداعمة له بكل قوة جيشها وشرطتها ومفكريها وجميع أبنائها وسيظل شعبها رافضًا للإحباط وستعلو رايتها دومًا وستظل عصية علي الرضوخ للتهديدات والإرهاب ومن يقفون وراءه.. شكرًا للرئيس الذي يعتز دومًا بأنه يستمد شموخه وعزته من شموخ الشعب المصري.