يتعرض المسجد الأقصي هذه الأيام لهجمة شرسة من الصهاينة الأعداء الذين يدنسون باحاته ويستبيحون مقدساته ويقتلون مصليه في ظل صمت عربي ودولي مطبق. يعلق د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر في كتاب حديث له بعنوان "القدس والمسجد الأقصي رؤية فقهية" والذي يقع في 136 صفحة من القطع المتوسط عما يعانيه ثالث الحرمين الشريفين فيقول: المسجد الأقصي معهد الأنبياء عليهم السلام ومتعهد الأولياء رضي الله عنهم وثاني البيت الحرام في البناء وأولي القبلتين حال الابتداء.. له في الإسلام شرف عظيم ومقام كريم فهو نهاية رحلة الإسراء وبداية رحلة المعراج قال تعالي "سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السمع البصير. يتناول فضل المسجد الأقصي وأهميته لدي المسلمين بأدلة من القرآن والسنة وحكم زيارته وكيف أنه ارتبط بمناسبتين عظيمتين يحتفل بهما المسلمون وهما أواخر شهر رجب بمناسبة معجزة الإسراء والمعراج والثانية منتصف شعبان بتحويل القبلة من المسجد الأقصي إلي المسجد الحرام. يعدد د. كريمة أسماء المسجد الأقصي ومنها مسجد إيلياء وبيت المَقْدس والبيت المُقَدّس ويذكر الأحكام الفقهية الخاصة به فهو ثاني مسجد والأرض التي حوله مباركة وهو القبلة الأولي للمسلمين ومضاعفة أجر الصلاة فيه وشد الرحال إليه والإسراء والمعراج منه واستحباب ختم القرآن فيه وفضل الطاعات والقربات ومضاعفة السيئات فيه واستحباب الإحرام بالحج والعمرة منه وأنه معقل من الدجال إلي غير ذلك من الأحكام التي تدل علي فضله وأهميته. يسرد الكاتب بعد ذلك أعلام الزائرين الذين شرفوا بزيارته من الأنبياء والسلف الصالح من المسلمين.. ثم في مبحثه الثالث يقوم بتعريف تاريخي للمسجد الأقصي قبل الإسلام حين بناه سيدنا آدم بعد أربعين عاما من بناء المسجد الحرام ثم تجديد خليل الله إبراهيم بناءه بعد استقراره في الشام.. وبعد الإسلام تم تجديده في عهد عمر بن الخطاب وتعميره وترميمه في العصور الأموي والعباسي والفاطمي والعثماني حتي آل إلي أيدي الصهاينة في عصرنا الحديث الذين عمدوا إلي هدمه وتخريبه. تناول د. كريمة في المبحث الرابع وصفا معماريا للمسجد الأقصي وفي الخامس تعريف مدينة القدس وأسماءها وتاريخها بالتفصيل.. وفي المبحث السادس الذي يقع تحت عنوان "اعرف عدوك" فند ادعاءات الصهاينة بمزاعم الهيكل وموقف الإسلام من اليهود. وبعنوان "المسجد الأقصي في الوقت الراهن" يقع المبحث السابع الذي تناول انتهاكات إسرائيل لحرمة المقدسات الدينية وتدمير دباباتها لأجزاء من المسجد الأقصي بالإضافة إلي الحرائق والحفريات واقتحامه وإطلاق النار علي المصلين والمحاولات المستميتة لتمكين المصلين اليهود منه. يذكر د. كريمة في المبحث الثامن الواجبات الشرعية تجاه المسجد الأقصي وضرورة الجهاد لدفع المعتدين واسترداده والمحافظة عليه وأسرد في المبحث التاسع الوجيز في العمليات الجهادية المعاصرة وفي العاشر المبادرات السلمية العربية وأحقية المسلمين لحائط البراق وكذب ادعاء اليهود ثم لخص قضية القدس والمسجد الأقصي وحكم العمليات الاستشهادية والمعاملات المالية مع الأعداء وأشهر السرايا والغزوات الإسلامية ومشروعية زيارة المسجد الأقصي وفلسطين ثم وضع لوحة شرف للمجاهدين في سبيله.