الأراضي المحتلة وكالات الأنباء: قبيل إعلان مكتب بنيامين نتانياهو عن بدء افتتاح المسجد الأقصي تدريجيا ابتداء من ظهر اليوم. عقدت الهيئة الإسلامية العليا ومجلس الأوقاف ودار الفتوي ومحافظة القدس ودائرة قاضي القضاء مؤتمراً صحفيا في مبني المحكمة الشرعية بحي وادي الجوز في مدينة القدس حول الأحداث الطارئة والمتسارعة التي تحاك حول المسجد الأقصي ومدينة القدس. قال رئيس مجلس الأوقاف بالقدس الشيخ عبدالعظيم سلهب. إنه لا يوجد أي سيطرة لإدارة الأوقاف الإسلامية في المسجد الأقصي. حيث سيطرت عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعد إبعاد إدارة الأوقاف كليا عن المسجد. أضاف الشيخ سلهب في المؤتمر الصحفي إن الاحتلال عبث بكافة محتويات المسجد الأقصي المبارك. وفي كل مكاتب الأوقاف ودار الفتوي والمحكمة الشرعية التي تحوي السجل التاريخي لمدينة القدس الذي يعكس تاريخ المدينة ل800 عام سابقة ومركز المخطوطات والمتحف الإسلامي. وقال: "كل ما في الأقصي يتعرض للتخريب والعبث من قبل سلطات الاحتلال". وقال "أن ما حصل في الأقصي والقدس لم يحدث من عام 1967. حيث لا يسمح لأي شخص بالدخول إليه من مسئولي وموظفي دائرة الأوقاف والمصلين المسلمين. فمنع الأذان وصلاة الجمعة بالأقصي بسبب إغلاقه لم يحصل في تاريخ الاحتلال وكان الرد العفوي الطبيعي من المسلمين إقامة الصلاة في شوارع القدس وطرقاتها تأكيدا علي حقنا العقائدي في المدينة والأقصي. وقال الشيخ سلهب: "ننادي.. أغيثوا الأقصي والمرابطين في مدينة القدس. فالمدينة تتعرض لهجمة غير مسبوقة. ونؤكد أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال إغلاق الأقصي واقتحامه والعبث بمرافقه. فالأقصي مكان عبادة للمسلمين وحدهم". أضاف أن ما يجري في المسجد الأقصي من إغلاق ومنع الأذان هو جريمة ويجب أن يحاسب عليها كل من يقوم بها.. تلا رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري. في كلمته. البيان الصادر عن الهيئات الإسلامية التي عقدت المؤتمر وجاء فيه إن "المسجد الأقصي بكل ساحاته وقبابه وبوائكه ومصلياته فوق الأرض وتحتها هو حق خالص للمسلمين وهو موروثونا النبوي الذي لا نقبل أن ينازعنا فيه أحد. وما جري صباح الجمعة هو اعتداء سافر عليه. وهذه الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية بحق المسجد ورواده وزواره ومرابطيه وعماره هي باطلة تمثل اعتداء صارخا علي الأقصي". وأكدت الهيئات الإسلامية علي ضرورة المحافظة علي الوضع التاريخي للأقصي قبل احتلاله. والذي اعترفت به كافة الهيئات الدولية. وأضافت الهيئات الإسلامية "أن إغلاق الأقصي في وجه المصلين لهو حدث خطير واعتداء صارخ علي حقنا" مطالبين بفتحه فوراً وتمكين المصلين من أداء شعائرهم الدينية بحرية تامة دون تدخل. وأكدت الهيئات "أن ما تم من اقتحام الأقصي ومرافقه بالقوة وبدون وجود مسئولي الأوقاف هو عدوان يمس عقيدة الأمة وتاريخها ويمثل غطرسة المحتل القائم علي منطق القوة الباطل. وهو استخفاف بعقيدة الأمة الإسلامية وحقها في ممارسة شعائرها الدينية". وأضافت أن سماح حكومة الاحتلال لقطعان المستوطنين باقتحام الأقصي سيبقي المنطقة في بؤرة غليان وإثارة المشاعر. وشددت الهيئات علي ضرورة منع قطعان المستوطنين من العبث في الأقصي والمساس به. وطالبوا الدول العربية والإسلامية بتحمل مسئولياتها الدينية والتاريخية والعمل علي لجم الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة. كما أكد مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين. أن الهيئات الإسلامية في حالة انعقاد دائم منذ أمس الأول لمتابعة الأحداث التي وقعت بالمسجد الأقصي لما يمثله في عقيدة المسلمين. مؤكدا أن المسجد يعد موقعا دينيا خالصا للمسلمين وحدهم بكل مرافق وأبنيته فوقه أسفله وهو ما أحيط بالسوار. وقال الشيخ حسين: "الإجراءات والاعتداءات مخالفة لكافة الشرائع السماوية والأنظمة والقوانين والأعراف الدولية التي أكدتها كل المعاهدات وقرارات منظمة اليونسكو "وأكد الشيخ حسين أن ما يقوم به الاحتلال من عبث هو اعتداء علي الأقصي نرفضه ويرفضه كافة المسلمين وأحرار العالم. كما أن الأنظمة تلزم المحتل المحافظة علي ممتلكات الشعب الواقع تحت الاحتلال ودعا الشيخ حسين إلي شد الرحال إلي الأقصي للرباط فيه وإعماره بالصلاة والقرآن. مؤكدا رفض الإجراءات الاحتلالية. من ناحية أخري.. عبرت أحزاب ونقابات ومنظمات مجتمع مدني أردنية عن إدانتها لخطوة الاحتلال الإسرائيلي الاستفزازية بإغلاق المسجد الأقصي المبارك في وجه المصلين ومنع الصلاة فيه. ودعت الحكومة الأردنية إلي مواصلة التصدي لانتهاكات الاحتلال ضد المقدسات الإسلامية في فلسطين. فقد أدان حزب "التيار الوطني" الأردني إغلاق قوات الاحتلال المسجد الأقصي والخطوات التصعيدية المصاحبة والتهديد المستمر بعدم التراجع عن خطوة الإغلاق. كما أدان حزب الوسط الإسلامي الأردني. إغلاق الاحتلال للمسجد الأقصي. معتبرا ذلك دليلا واضحا علي تطرف إسرائيل وتدخلها في شؤون المسلمين والاعتداء علي حقهم. واستنكر مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين. إغلاق سلطات الاحتلال المسجد الأقصي. داعيا الحكومة الأردنية للاستمرار في تصديها للانتهاكات الإسرائيلية.. وثمن المجلس في بيان أمس الموقف الأردني من إغلاق المسجد الأقصي ومنع الصلاة فيه واعتقال مفتي القدس والديار الفلسطينية. واستنكرت نقابة المهندسين الأردنيين بكل الألم والحسرة ما آلت إليه الأمور في المسجد الأقصي المبارك مشيرة إلي أن إغلاق المسجد بمثابة "ممارسات إرهابية" تتعارض مع القانون الدولي ومع أبسط الأعراف والقيم الإنسانية وهي سابقة خطيرة. كما ناشد منتدي الفكر العربي اتباع الديانات في كل مكان وأنصار الحرية ودعاة حقوق الإنسان في العالم والمجتمع الإنساني. برفع الصوت ضد الإجراءات التعسفية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد المسجد الأقصي.