نشرت الهيئة العامة للاستعلامات بيانا تحليلياً حول حادثتي الغردقة والبدرشين كشفت فيه عن ضعف القدرات البشرية والتسليحية للإرهابيين وتزايد قدرة أجهزة الأمن علي وقف العمليات ضد المديريات وأقسام الشرطة. أكد التحليل فيما يتعلق بحادث البدرشين انه رغم وقوع عديد من الهجمات الإرهابية علي الدورات الأمنية الثابتة أو المتحركة. فإن عددها المحدود بالقياس إلي الآلاف من هذه الدوريات التي تتمركز أو تجوب أنحاء البلاد يوميا يؤكد التراجع والضعف الملحوظين في القدرة البشرية والتسليحية للمجموعات الارهابية بفعل الضربات الأمنية المتلاحقة وينفي ما يشاع ويعتقده البعض من تهديدها الجاد للأوضاع الامنية في مصر. وان التوزيع الجغرافي للهجمات الارهابية علي الدوريات الأمنية الثابتة أو المتحركة يشير إلي أنها لا تشمل غالبية مناطق الجمهورية بل تنحصر في شمال شرق سيناء حيث المجموعات الارهابية التابعة لداعش وبعض المناطق بالقاهرة الكبري وبخاصة في أطراف محافظتي الجيزة والقليوبية وهي معروفة تاريخيا بوجود نشاط تنظيمي لجماعة الإخوان وحلفائها من الجماعات الارهابية الأخري. أما في حادث الغردقة فأكد التقرير ان الاعتداء تم في منتجع سياحي بوسط المدينة وملاصق لأحد الشواطئ العامة من حيث أتي المعتدي سباحة وهو ما يعكس أمرين: الأول. عدم قدرة المعتدي علي دخول المنتجع بصورة طبيعية نظرا للتأمين المشدد علي كافة القري والمنتجعات السياحية بمحافظة البحر الأحمر خصوصا ومصر عموما والثاني أن الغالبية الساحقة من نحو 260 قرية ومنتجعاً سياحياً بمحافظة البحر الاحمر تقع في مناطق شاطئية خاصة تتمتع بقدر كبير من الحماية الطبيعية والتأمين الشرطي وأن وقوع هذا الاعتداء بالسلاح الأبيض كسابقة الذي وقع في الغردقة عام 2016 ولم يوقع أي قتلي يشير إلي أنها وقائع فردية نادرة لا يملك القائمون بها أي امكانيات تسليحية أو تنظيمية لتنفيذ اعتداءات أكبر. أما عن وقائع الاعتداءات الارهابية علي أهداف سياحية في مصر خلال الاعوام الاربعة الاخيرة فهي تشير إلي مجموعة مهمة من الدلالات والنتائج اهمها أن الهجمات الإرهابية علي أهداف سياحية في مصر قد تراجعت بصورة كبيرة للغاية منذ عشرين عاما حيث وقع الهجوم الارهابي في معبد حتشبسوت بغرب الأقصر في نوفمبر 1997 والذي أسفر عن 59 ضحية. في خلال الأعوام الأربعة الاخيرة لم تتعرض السياحة والسائحين في مصر سوي لهجمات محدودة بعضها بالأسلحة البيضاء أسفرت عن عدد محدود من الضحايا. وقعت بعض الهجمات الارهابية المحدودة في مناطق سياحية ولكنها استهدفت تمركزات أمنية ثابتة أو متحركة فيها وليس السائحين أو المواقع السياحية وأدي بعضها لخسائر محدودة بينما تم إفشال البعض الآخر مثلما عام 2015 في معبد الكرنك بالأقصر ومنطقة الأهرامات. يعد تفجير الطائرة الروسية التي أقلعت من مطار شرم الشيخ في أكتوبر 2015 هو الهجوم الإرهابي الأكبر خلال السنوات الأربع الماضية وهو لا يزال محلاً لتحقيقات مصرية وروسية مشتركة وقد نتج عنه تشديد الإجراءات الأمنية في كافة المطارات المصرية بمشاركة دولية واسعة وهو ما أسفر عن نجاحات ملحوظة كان آخرها رفع السلطات الأمريكية الحظر علي اصطحاب أجهزة الكمبيوتر المحمولة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية بالجزء المخصص للركاب علي الطائرات المتجهة للولايات المتحدة لرحلات شركة مصر للطيران وغيرها من الرحلات الذاهبة إليها من مطار القاهرة. إن التراجع الواضح في الاعتداءات الإرهابية علي السياحة والسائحين في مصر خلال السنوات الأخيرة يؤكد ما سبق استنتاجه من التراجع والضعف الملحوظين في القدرة البشرية والتسليحية للمجموعات الارهابية بفعل الضربات الأمنية المتلاحقة وينفي ما يشاع ويعتقده البعض من تهديدها الجاد للسياحة في مصر. أشار التحليل إلي أنه بمراجعة الهجمات الارهابية التي وقعت خلال العامين الأخيرين في بلدان مختلفة خاصة في فرنسا عام 2015 و2016 وفي بلجيكا وتركيا وألمانيا وبريطانيا تشير إلي أن الضحايا من السائحين الأجانب في هذه البلدان كان كبيراً للغاية ففي اعتداء نيس بفرنسا كان هناك ضحايا من 27 دولة وفي اعتداء بروكسل كان الضحايا من 11 دولة بخلاف المواطنين ولم تستنتج تحليلات وكتابات جادة لهذه الاعتداءات الارهابية في تلك الدول ان هناك تهديداً للسياحة فيها كما يسعي البعض للترويج لهذا فيما يخص مصر.