جماهير الأهلي التي حضرت مباراة إنبي في كأس مصر ذكرتني بالابن الذي خاصم أباه واشتد الخلاف بينهما حتي المقاطعة ولكن عندما علم بسقوط الأب نهض يناصره ويعاونه.. هكذا فعل جمهور الأهلي في المباراة عندما عزف عن تشجيع الفريق طوال المباراة لكن في الدقائق الأخيرة شعر الجمهور بخروج فريقه مهزوماً وتوديع كأس مصر البطولة الثانية علي التوالي راح يؤازر ويشجع ويساند.. ولكن بعد فوات الأوان حيث كان الفريق في حاجة ماسة للمساندة في هذه المباراة بالذات لإخراجه من محنة سقوطه في بطولة أفريقيا. ومع ذلك لم يكن عزوف وغضب الجماهير وابتعادها عن التشجيع هو السبب الوحيد في خروج الأهلي من المسابقة الثانية التي يحمل لقبها أكثر من ناد آخر حيث يرجع السبب الحقيقي والرئيسي لاجهاد الفريق بكل عناصره وشعور اللاعبين بالزهق من كرة القدم نظراً لأن فريقهم الوحيد بين كل أندية مصر الذي لم يحصل علي راحة وتشابك موسمين متتاليين في أداء مباريات رسمية متواصلة. فبعد موسم دوري عنيف ناضل فيه الفريق وتذبذب مستواه بين ارتفاع وهبوط حتي نجح أخيراً في الحصول علي الدرع متقدماً علي جميع الفرق ثم واصل في أداء المباريات في بطولة الأندية الأفريقية والتي عاشها بحلوها ومرها إلي ان خرج من دوري المجموعات ليدخل مباشرة وبعد أيام قليلة في مواجهات كأس مصر ليواجه فرقاً نالت من الراحة والاستعداد أكثر وأفضل ويري لاعبوها أكثر رشاقة ولياقة إلي ان جاءت الهزيمة من نيران صديقة. وفي رأيي الشخصي ان خروج الأهلي من كأس مصر كان متوقعاً ومع ذلك فإنه سوف يفيد الفريق كثيراً ليبدأ فترة إعداد الموسم الجديد التي جاءت متأخرة عن جميع فرق المسابقة عما إذا استمر في الكأس حتي النهائي الذي ينتهي قبل بداية الدوري الجديد ب 72 ساعة فقط.. ليكون هذا الخروج عادلاً وفي مصلحة الفريق الذي يدخل مرحلة جديدة من مسيرته بعد إدخال عناصر جديدة وجيدة وقادرة علي حمل شعلة التتابع لاستمرار الانجازات وتحقيق البطولات وبعد ان يكون اللاعبون قد حصلوا علي الراحة التي تمكنهم من استعادة تركيزهم ولياقتهم وانصهارهم ليعودوا كما كانوا يسعدون فريقهم ويواجهون موسماً عنيفاً وطويلاً. وتبقي النقطة الأهم ان تكون جماهير الأهلي المحبة للفانلة الحمراء قد أدركت سوء تصرفها وتفرق بين الأهلي فريق الكرة الذي طالما أحبوه وشجعوه وكانوا وراء انتصاراته.. وبين الأهلي الإدارة بسلبيتها في عدم مساندتهم والدفاع عنهم.