خرجت القمة الكروية بين الأهلي والمصري بتقدير مقبول بعد انتهائها بالتعادل بهدف لكل منهما ضمن منافسات الجولة الثالثة والثلاثين من الدوري الممتاز التي اقيمت باستاد برج العرب بالاسكندرية. وحصل الأهلي علي نقطة ليرتفع رصيده إلي 81 نقطة بالمركز الأول محافظا علي سجله خاليا من الهزائم حتي الآن في هذا الموسم وحصل المصري أيضا علي نقطة ليزيد رصيده إلي 59 نقطة بالمركز الرابع بجدول المسابقة. ولعل عدم وجود حاجة ماسة لأي من الفريقين للفوز في هذا المواجهة سوي في سجل الصراع الخاص بهما فقط كان من أحد أهم الأسباب في رفع الفريقين شعار الهدوء الكروي معظم فترات اللقاء واللعب علي المضمون وهو نقطة التعادل. لم يقدم بطل الدوري الأهلي العرض المنتظر من جانب لاعبيه البدلاء مثلما حدث في المباراتين السابقتين امام سموحة وانبي بينما اجتهد المصري علي قدر استطاعته وتميز دفاعيا في الشوط الأول وتسبب خطأ دفاعي في خروجه متعادلا بعدما كان متقدما حتي قبل النهاية بثلاث دقائق فقط. استطاع اللاعب صالح جمعة ان يلعب دور المنقذ في الدقائق الأخيرة ويحافظ لمدربه حسام البدري علي السجل الخالي من الهزائم وبمجهود مهاري فردي ليؤكد انه الأول في قائمة بدلاء الأهلي المتألقين في المباريات الأخيرة. الشوط الأول جاءت البداية هادئة من جانب الفريقين وان كان المصري اكثر رغبة في الوصول إلي المرمي وهز شباك الحارس احمد عادل عبد المنعم في اول ظهور له هذا الموسم مع الفريق. وخلال الخمس عشرة دقيقة الاولي من هذا الشوط لم يتهدد أي من المرميين سوي مرتين فقط من جانب المصري عن طريق تسديدتين فقط للاعب محمد الشامي لكن كانت يد الحارس احمد عادل عبد المنعم هي الاسبق في التصدي. تأثر الاداء الهجومي بالسلب لكلا الفريقين سواء في الأهلي الذي اراح الاساسيين مؤمن زكريا ووليد سليمان وجونيور اجاي لتوفير جهودهم للمباراة الافريقية امام القطن الكاميروني او في المصري بغياب احمد جمعة هداف الفريق وعبدالله جمعه بسبب الايقاف. افتقد الأهلي للترابط بين خطي الوسط والهجوم فاعتمد الاحمر علي الاداء الفردي لكل من صالح جمعة وميدو جابر والذي لم يسفر عن شئ فلم يظهر بالتبعية المهاجم المخضرم عماد متعب قائد الهجوم في اللقاء بالصورة. دانت السيطرة نسبيا لصالح المصري وقام بالضغط علي الأهلي في نصف ملعبه بحثا عن الهدف ساعده علي ذلك بطء التحضير الواضح للاهلي في بناء الهجمات مما منح الفرصة لابناء بورسعيد في الانتشار بالملعب خلال النصف الأول من هذا الشوط. ووسط السيطرة البورسعيدية كاد القناص عماد متعب يهز الشباك بعدما اخطأ محمد حمدي في اعادة الكرة قصيرة إلي حارس مرماه بوسكا لكن بوسكا قرأ المشهد وتحرك سريعا قبل وصول متعب للكرة وابعدها عن اقدام مهاجم الأهلي. ظل بطء مجريات اللعب هو المسيطر علي الاحداث رغم ظهور بوادر هجومية للاهلي من خلال محاولات الانتشار واعادة التواصل بين جميع خطوطه لاثبات وجوده امام البورسعيدية اصحاب الرغبة الاقوي في هز الشباك. جاءت افضل هجمة أهلاوية قبل النهاية بثمانية دقائق عندما مر ميدو جابر من الجانب الايسر وانطلق الظهير الايسر حسين السيد إلي داخل منطقة الجزاء وتلقي الكرة وسدد بقوة لكن كرته علت العارضة بقليل ليضيع هدف حقيقي من الأهلي ويرد لاعب المصري عمرو موسي بتسديدة خرجت بجوار القائم الايمن للحارس احمد عادل عبد المنعم. الشوط الثاني أجري المدير الفني لفريق الأهلي حسام البدري تبديله الأول بسحب حسام غالي البعيد عن تأدية دوره الهجومي لينزل احمد رمضان بيكهام من اجل تنشيط الجانب الهجومي وبعدها بدقائق قليلة يلقي المدير الفني للمصري حسام حسن باولي اوراقه باستبدال لاعبه احمد قطاوي بزميله حمادة ناصر. كاد الأهلي يبادر بالتهديف في المباراة بعد مرور ناجح للاعب كريم نيدفيد داخل منطقة جزاء المصري ثم تمرير الكرة إلي صالح جمعة أمام الست ياردات لكن خرج الحارس احمد بوسكا في الوقت المناسب وتصدي للهجمة بنجاح. ورد لاعب الوسط بالمصري فريد شوقي سريعا في اطار تبادل الهجمات بتسديدة مفاجئة من خارج منطقة الجزاء مرت بجوار القائم الايمن للحارس احمد عادل عبد المنعم ويكرر زميله عمرو موسي المحاولة مرة أخري بمراوغة وتسديدة وتمر ايضا بجوار القائم. يدفع البدري بثاني الاوراق الحمراء في المباراة المهاجم عمرو جمال علي حساب المخضرم عماد متعب لعل وعسي ينجح في هز الشباك خلال الثلاثين دقيقة المتبقية من الشوط الثاني للقاء. ظل المصري هو الاكثر نشاطا داخل الملعب من حيث الانتشار والسيطرة علي مجريات اللعب لكن افتقد لاعبوه للتركيز في اللمسة الاخيرة من جهة وايضا للمهاجم القناص القادر علي التسجيل من جهة اخري. بينما واصل الأهلي الاعتماد علي مهارات لاعبيه الفردية دون وجود ترابط وتعاون بين خطوطه الثلاثة لذا غابت عنه الخطورة الهجومية الحقيقية فقط محاولات ارتجالية للوصول إلي مرمي احمد بوسكا. قبل عشرين دقيقة من نهاية المباراة دفع كل من البدري بالورقة الثالثة الاخيرة وحسام حسن بالورقة الثانية في التغييرات لكل منهما حيث نزل باسم علي بدلا من محمد هاني في الأهلي ومحمد اونش علي حساب عبدالله بيكا بالمصري. استمر الأداء الهادئ من جانب الفريقين والمحاولات الهجومية البائسة هنا وهناك في ظل غياب تام لاي متعة كروية من اللاعبين ووضح مع اقتراب اللقاء من نهايته ارتضاء الأهلي والمصري بالتعادل السلبي وحصول كل منهما علي نقطة وحيدة ما لم يكن هناك كلام اخر في الدقائق الاخيرة المتبقية. وبالفعل كان للاعب محمد الشامي رأي اخر بعدما نجح في زيارة شباك الحارس الاهلاوي احمد عادل عبد المنعم مع الدقيقة 33 من هذا الشوط بعد تمريرة ماكرة من السيد عبدالعال من خلف مدافعي الأهلي حسين السيد ورامي ربيعة ومحمد نجيب ضاربا مصيدة التسلل مستغلا تواجد الثلاثي علي نفس الخط لينفرد الشامي بالحارس احمد عادل عبد المنعم الذي خرج لملاقاته فوضعها من اعلاه بمهارة متميزة لتسكن الشباك. بعد رفع المصري راية التقدم في المباراة يدفع حسام حسن باللاعب احمد كابوريا علي حساب السيد عبدالعال لتحقيق المزيد من الضغط الهجومي من خلال مهارات كابوريا الذي يجيد التحكم في الكرة ولاجبار الأهلي علي التراجع وتقليص بحث الاحمر عن ادراك التعادل. لكن يهدر الأهلي فرصتين محققتين للتهديف والوصول إلي التعادل الاولي كانت للمهاجم عمرو جمال والثانية للظهير الايمن باسم علي وفي المرتين كان بوسكا بالمرصاد ورغم الاهدار الا ان الأهلي اقترب من مرمي المصري كثيرا. وتمكن الموهوب صالح جمعة من إعادة المباراة لنقطة التعادل مرة أخري قبل النهاية بثلاث دقائق فقط بعدما خطف الكرة من مدافع المصري محمد حمدي داخل منطقة الجزاء ولم يهدر وقتا في التعامل معها وسدد مباشرة في الزاوية اليمني للحارس بوسكا الذي فشل في التعامل معها ليدرك التعادل للاهلي. تصاعدت سرعة إيقاع المباراة بعد الهدفين خاصة من جانب الفريق البطل الأهلي الذي حاول الوصول إلي الهدف الثاني بعدما استفاق لاعبوه ولكن بعد فوات الأوان حيث لم يسعفهم الوقت القليل المتبقي لينتهي اللقاء بالتعادل بهدف لكل من الفريقين وحصول كل منهما علي نقطة.